أكد الصحافي والمحلل السياسي البيروفي، كريستيان راميريث إسبينوثا، أن المسيرة الخضراء التي يحتفل المغاربة بذكراها الأربعين تمثل الحدث الأكثر تأثيرا في تاريخ المنطقة المغاربية وإفريقيا خلال القرن العشرين. وأضاف راميريث إسبينوثا، في مقال نشرته صحيفة "إل كاياو" البيروفية، تحت عنوان "40 عاما على مسيرة خضراء تاريخية أنهت وجود الاحتلال الإسباني"، أن هذه المسيرة الشعبية ساهمت في خلق تحولات عميقة على مستوى القرارات السياسية بإفريقيا.
وأضاف صاحب المقال أن المسيرة الخضراء مثلت أيضا محطة بارزة وحاسمة في استرجاع المغرب لسيادته، موضحا أنها جسدت معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي وهو التلاحم الذي توطدت، برأيه، عراه أكثر في الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب.
وفي تقدير المحلل السياسي البيروفي فإن أعظم الشخصيات هي تلك التي تظهر في زمن الشدائد لتقود شعوبها نحو التحرر ومن طينة هؤلاء هناك الملك الراحل الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، الذي استطاع أن يبدع مسيرة شارك فيها 350 ألف متطوع لتحرير الأقاليم الصحراوية من الاستعمار الإسباني سنة 1975.
وتوقف راميريث إسبينوسا في مقاله عند سلمية المسيرة الخضراء التي كان سلاحها الوحيد الأعلام الوطنية ومصاحف القرآن الكريم، مستحضرا في هذا السياق فقرات من الخطاب الذي أعلن فيه الملك الراحل الحسن الثاني عن عزم المغرب استرجاع أقاليمه الجنوبية لاسيما عندما خاطب شعبه بالقول : "غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطأون أرضا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز".
كما استعرض المحلل السياسي البيروفي الدلالات الرمزية التي يحملها وصف هذه المسيرة ب "الخضراء"، مسجلا في هذا السياق أن اللون الأخضر يعتبر في المأثور رمزا للدين الإسلامي والسلام، مذكرا بأنه في أعقاب نجاح المسيرة الخضراء أعلنت إسبانيا عن تقديم ضمانات بتسليم كامل الأراضي الصحراوية التي كانت تحتلها لصاحبها الشرعي المغرب، وعلى أثر ذلك طلب الملك الحسن الثاني من المتطوعين العودة إلى ديارهم لأن الأهداف المنشودة تم تحقيقها.