في اليوم العالمي لداء السكري، الذي يصادف 14 نونبر من كل عام يسلط موقع "رسالة24" الضوء على أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعا وتأثيرا على الصحة العامة حول العالم. يخصص هذا اليوم لزيادة الوعي بمرض السكري الذي يؤثر على ملايين الأشخاص، كما يعد السكري من التحديات الصحية الكبرى التي تؤرق المواطنين وتستدعي إهتماما خاصا بصحة. وفي هذا السياق، سنستعرض في مقالنا ستوضح لنا الدكتورة غزلان لحرش طبيبة عامة الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مع تسليط الضوء على أهمية إتباع نمط حياة صحي. ما الفرق بين السكري من النوع الأول والنوع الثاني؟ داء السكري هو اضطراب مزمن يحدث عندما لا ينتج الجسم الأنسولين بشكل كافٍ أو لا يستخدمه بكفاءة، هناك نوعان رئيسيان: النوع الأول: هو مرض مناعي ذاتي حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، مما يؤدي إلى نقص أو توقف إفرازه تماما غالبا ما يشخص هذا النوع في مرحلة الطفولة أو المراهقة والعلاج يتطلب حقن الأنسولين لتعويض النقص. النوع الثاني: يظهر في العادة عند البالغين وكبار السن ويحدث عندما لا يتمكن الجسم من إستخدام الأنسولين بكفاءة أو لا ينتجه بكميات كافية، غالبا ما يرتبط بعوامل نمط الحياة مثل السمنة والخمول البدني. هل يمكن التحكم في السكري دون الحاجة إلى أدوية؟ نعم، يمكن لبعض الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري التحكم في مستويات السكر في الدم دون الحاجة إلى الأدوية، خاصة في الحالات المبكرة يعتمد هذا على تبني نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام لإنقاص الوزن مما يساعد على تحسين حساسية الجسم للأنسولين ومع ذلك، يتطلب هذا التزاما صارما بالمتابعة الطبية للتأكد من استقرار الحالة. من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري؟ إن الفئات الأكثر عرضة للإصابة تشمل الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، الأشخاص الذين يعانون من السمنة، والذين تجاوزت أعمارهم 40 عاما، إلى جانب المصابون بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكولسترول، وأيضا النساء اللواتي تعرضن لسكر الحمل، ولا نغفل أيضا الأفراد الذين يتبعون نظاما غذائيا غنيا بالسكريات والدهون ولا يمارسون الرياضة بانتظام. ما هي أهم طرق الوقاية من السكري من النوع الثاني؟ للوقاية من النوع الثاني من السكري، ينصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يتضمن تناول كميات معتدلة من السكريات والدهون الضارة والتركيز على الألياف والخضروات. يعتبر النشاط البدني أيضا عاملا حاسما في الوقاية، إذ يوصى بممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على وزن صحي كما ينصح بالإكثار من شرب الماء وتجنب المشروبات السكرية، والابتعاد عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول، بالإضافة إلى ذلك، فإن التحكم في مستويات التوتر والابتعاد عن الضغوط النفسية المستمرة يساعد في الحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم. ما هي المضاعفات المحتملة إذا لم يتم التحكم في مرض السكري بشكل جيد؟ إذا لم يتم التحكم في مستويات السكر في الدم بشكل جيد، قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة تشمل: مضاعفات حادة: مثل نقص السكر الحاد الذي قد يسبب فقدان الوعي، أو الارتفاع الشديد في السكر الذي يمكن أن يؤدي إلى "الحماض الكيتوني" أو "متلازمة فرط الأسمولية"، وهما حالتان خطيرتان تتطلبان علاجا طبيا فوريا. ومضاعفات مزمنة: وتشمل أمراض القلب والشرايين مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، كما يمكن أن يحدث اعتلال الشبكية الذي قد يؤدي إلى فقدان البصر، وأمراض الكلى المزمنة التي قد تتطور إلى فشل كلوي. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يصاب المريض بتلف الأعصاب الذي يسبب فقدان الإحساس في الأطراف مما قد يؤدي إلى تقرحات القدم السكرية التي قد تتطلب تدخلا جراحيا يصل إلى بتر الأطراف في الحالات الشديدة. لذلك، يعد الإلتزام بالعلاج، والتغييرات في نمط الحياة، والمتابعة الدورية مع الطبيب، أساسيا للحفاظ على مستويات السكر ضمن النطاق الطبيعي والوقاية من المضاعفات الخطيرة.