يوجد بالمغرب حوالي ثلاثة ملايين شخص مصابون بمرض السكري. أما عبر العالم فهناك أزيد من 200 مليون مريض بالسكري الذي يعد خامس سبب للوفاة. رقم يتوقع أن يرتفع حسب منظمة الصحة العالمية في أفق 2030 إلى حوالي 339 مليون. السكري أو القاتل الأبيض كما يطلق عليه البعض هو تحد مستمر بين المريض ومرضه لا يمكن كسب رهانه إلا باحترام الثالوث المقدس الحمية والدواء والرياضة. لا يميز السكري بين الصغار والكبار ورغم أنه نادر ما يصيب الأطفال حديثي الولادة إلا أن نسبته ترتفع تدريجيا حتى سن البلوغ وهو ما يسمى بسكري الأطفال أو النوع الأول من السكري. أما النوع الثاني من السكري فهو الذي يصيب الفئات العمرية من سن الأربعين فما فوق. ويصل عدد المصابين بالسكري في المغرب إلى ما يزيد عن الثلاثة ملايين مصاب. اثني مليون منهم مصابون بالسكري من النوع الثاني. وحسب دراسة وبائية أجريت بالمغرب سنة 2008 على أشخاص يبلغون من العمر أكثر من 20 سنة رجالا ونساء بالمناطق القروية والحضرية، فإن نسبة انتشار هذا الداء يقدر ب 10 في المائة، وتتجاوزها لدى الأشخاص البالغين 50 سنة من العمر السكري نوعان ينقسم السكري إلى نوعين النوع الأول يصيب الشباب أقل من ثلاثين سنة. ويصبح الشخص في حاجة لحقن الأنسولين يوميا إضافة لنظام غذائي متوازن. وغالبا ما يحدث نتيجة لخلل في الجهاز المناعي أو التهاب فيروسي يصيب البنكرياس. ورغم أن الوراثة تلعب دورا في الإصابة بهذا النوع نظرا لوجود جينات وراثية معينة تنتشر لدى هؤلاء المرضى، إلا أن نمط العيش يساعد على ظهور المرض عند بعض المرضى واختفائه لدى الآخرين أما النوع الثاني من داء السكري أشخاصا يفوق سنهم الأربعين خاصة في حالة زيادة الوزن. ويحدث هذا النوع بسبب خلل في مناعة مستقبلات الأنسولين الموجودة على سطح الخلايا أو نقص في عددها مما يمنع الانسوين من العمل بصورة طبيعية أو وجود خلل داخل الخلايا نفسها بحيث لا يتم احتراق السكر بداخلها على الوجه المطلوب كيف نكتشف الإصابة بالسكري قد يحدث اكتشاف السكري لدى شخص ما، إما نتيجة لأعراض معروفة ومشهورة مثل: فقدان الوزن – العطش – كثرة البول. وإما لأسباب غير مباشرة بسبب حدوث مضاعفات في بعض الأجهزة العضوية كتدهور النظر باستمرار الالتهابات الجلدية العنيفة وغير ذلك من الأعراض. وقد يكتشف السكري مصادفة أثناء تحليل البول أو الدم لسبب آخر بعيد تماما عن مرض السكر أما بالنسبة لأعراض داء السكر فهي تختلف في الصغار عن الكبار. أعراض داء السكر عند الصغار: في معظم الحالات يصاب الطفل أو المراهق في مدى أسبوع أو أسبوعين بأعراض ظاهرة وواضحة تتمثل في: تبول باستمرار وشرب الماء بنهم فقدان بين في الوزن الإحساس بهبوط وضعف شديد فقدان التركيز والانتباه في المدرسة سرعة التهيج والتوتر شغف شديد بتناول الحلويات والسكريات وإذا لم يلاحظ والدا الطفل ذلك لمعالجته فقد تزداد الحالة خطورة فيصاب بقيء عنيف ومستمر ثم جفاف مطرد وتشنجات عصبية وقد ينتهي الأمر بحدوث غيبوبة سكرية قد لا تحمد عقباها. ولذا فإن اكتشاف المرض بسرعة يعني اختيار الححياة أما التأخير فقد يكون مراداف للموت. ويعد التشخيص سريعا وسهلا بمجرد تحليل الدم لمعرفة نسبة السكر فيه، كما أن العلاجات المتوفرة تعد ناجحة وفعالة بفضل الانسولين الذي يرافق المريض طوال حياته أعراض داء السكر لدى الكبار: هذا النوع يكون في الغالب وراثيا، وتظهر أعراضه بعد فترة طويلة وبصورة تدريجية، ولا يحدث فيه التأرجح السريع في معدل سكر الدم، كما في النوع الذي يصيب الصغار. وهناك عدة ملاحظات قد تلفت النظر في سرعة التشخيص هي السمنة المفرطة والتاريخ الوراثي. فإذا ظهرت أعراض مشهورة مثل: التبول بكثرة، شرب الماء بكثرة والإقبال بشدة على الأكل وخاصة السكريات فإن احتمال الإصابة بالمرض يصبح كبيرا، والتحليل يؤكد التشخيص. أعراض أخرى يجب الانتباه إليها: من المحتمل جدا ألا تظهر الأعراض المعروفة السابق ذكرها أو أنها تحدث بشكل خفيف فلا ننتبه إليها، ولكن قد تظهر أعراض أخرى في أماكن مختلفة من الجسم مثل : التهاب واضح مع حكة شبه مستمرة في الجهاز التناسلي خاصة عند المرأة. التهابات جلدية شديدة مثل الدمامل المستمرة، أو تقرحات باللثة، أو التهاب مستمر في الأذن الوسطى، أو التهاب لا يندمل في الأظافر وحول أطراف الأصابع، أو حرقان والتهابات أعنف في الزائدة الدودية أو المرارة، وأحيانا بالرئتين والصدر. متى يكون الشخص مصابا بالسكري؟ يكون الشخص مصابا بالسكري عندما تتجاوز نسبة السكر في الدم 1.26غ/ليتر قبل الإفطار وحوالي غرامين اثنين ساعتين بعد تناول 75 غراما من الكليكوز ويجب تكرار هذا التحليل مرتين متتاليتين قبل التأكد من الإصابة بالسكري. الحمية والدواء خير علاج للأسف داء السكري هو مرض مزمن لا يمكن شفاؤه، لكن يمكن التحكم فيه عبر الحمية والدواء والرياضة. ولذلك ينصح الأطباء باستمرار بضرورة التخلص من الأفكار المغلوطة التي يراكمها البعض فمجرد سماع اسم السكري يتبادر لذهن المغربي أفكار سامة من قبيل « غادي نموت غادي يقطعو لي رجلي» لكن التفكير العقلاني والواقعي يقول إن العلاج موجود ويجب الالتزام به حتى يعيش المريض حياته دون مضافعات. ويبدأ علاج مرض السكري من النوع الثاني، دائما ببرنامج النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية. كثيرا ما يؤدي هذا البرنامج بالإضافة إلى التحكم في الوزن إلى تنظيم سكر الدم بصورة أفضل. وإذا لم يكن هذا البرنامج كافيا لتنظيم معدلات سكر الدم، فإن الضرورة تقتضي اللجوء إلى العلاج عن طريق الفم. وقد نضطر أيضا إلى استعمال الأنسولين. وبالرغم من إضافة الدواء لخطة علاج السكري، فإن برنامج النظام الغذائي والتمارين الرياضية لا يقل أهمية في تنظيم سكر الدم. وهناك أنواع متعددة من العلاجات عن طريق الفم التي تستخدم في علاج مرض السكري. وتعمل هذه العلاجات عن طريق الفم بطرق مختلفة لتساعد في تنظيم سكر الدم. كلفة العلاج تعمل حقن الأنسولين على ضبط مستوى السكر بالجسم ورغم أن المرضى لا يستوعبون فكرة الاعتماد طوال حياتهم علي هذه الحقن مما يشعرهم بالإحباط، والعجز وربما التمرد على العلاج إلا أنه أمر سريعا ما يمكن تجاوزه ويبقى العائق الوحيد هو كلفة هذا العلاج الذي يتضمن أجهزة قياس السكر والتحاليل الطبية ويتجاوز 700 درهم كل شهر. ولا تتوقف تكلفة السكري عند مصاريف العلاج بل تتعداها إلى مصاريف غير مباشرة من عطل مرضية وتقاعد مبكر والوفاة في سن مبكرة وكلها عوامل مخفضة للانتاج. وتتوقع منظمة الصحة العالمية إنفاق مبلغ 215 إلى 375 مليون دولار كمصاريف مخصصة لمرضى السكري ومضاعفاته. مضاعفات خطيرة يتطلب السكري تشخيصا مبكرا وتتبعا مستمرا، لما يتسبب فيه مع مرور الوقت من مضاعفات خطيرة على الكلي والقلب والشرايين والقدرة على الإبصار، إضافة إلى مضاعفات قد تصيب أطرافا أخرى من الجسد خاصة ما يسمى بالقدم السكرية وما قد تشكله من خطر فقدان الرجل، لذلك يشدد الأطباء على أهمية الوقاية، خاصة عن طريق تغذية جيدة ومتوازنة وممارسة التمارين الرياضية مؤطر يؤكد الخبراء أن مرض السكري لم يعد بعد الآن مرضا خاصا بالدول الغنية والمترفة، حيث ساهمت مجموعة من العوامل أهمها المدنية والنظام الغذائي اللامتوازن وانتشار السمنة لدى المغاربة ( يعاني 30% من المغاربة من السمنة) في رفع نسبة الإصابة بداء السكري نصائح أساسية لا شك أنه من الصعب التقيد بنظام غذائي وعلاج دوائي وحقن وتمارين رياضية قد تعيق في كثير من الأحيان النشاط اليومي للشخص. لكن الاتزام بنصائح الطبيب تسمح بتحقيق توازن في مستوي السكر في الدم وبالتالي التمكن من العيش بشكل طبيعي. تناول كل ما تشتهيه لكن بكميات قليلة ومتوازنة، واحرص على إجراء التحاليل وقياس السكر بانتظام ومارس نشاطك الرياضي حتى تعيش حياتك في صحة وسعادة رغم المرض.