نسبة المصابين بمرض السكري في العالم تتزايد بشكل ملحوظ وتحديدا ابتداء من سن 45. تؤدي شيخوخة السكان إلى ارتفاع نسبة المصابين بهذا المرض كما أن السمنة تعتبر سببا آخر للإصابة بمرض السكري. ويتوقع أن يصل عدد المصابين بهذا المرض إلى 300 مليون مصاب في حدود 2025 أي% 5.4 من الساكنة العالمية. ويلاحظ ارتفاع المصابين بالسكري في كل من الولاياتالمتحدة وفينلندا والصين واليابان. ما يقارب 600000 حالة مصابة بمرض السكري في فرنسا تجهل إصابتها بهذا المرض. وبهذا يعتبر هذا المرض آفة تعرف انتشارا سريعا وواسعا. كيف تعرفون ما إذا كنتم أنتم كذلك معرضين للإصابة بهذا المرض؟ ما هي الأعراض التي يجب أن تنتبهوا إليها وما هي الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بالسكري؟ أكثر من 600000 ألف شخص بفرنسا مصاب بمرض السكري دون علمه في حين تعد فرنسا 3.4 ملايين مصاب بمرض السكري. وتفيد التوقعات بأن العدد سيصل في غضون العشر سنوات القادمة إلى 5 ملايين %41 منهم مصابون بالسمنة. ويترجم السكري ارتفاعا غير طبيعي في نسبة الكليكوز في الدم وذلك بسبب خلل في وظيفة البنكرياس الذي لا ينتج بشكل كاف الأنسولين أو لا ينتجه نهائيا. ويعاني أكثر من15000 طفل دون سن ال15من مرض السكري وتعتبر مخاطر هذا المرض جد وخيمة على البالغين والأطفال على حد سواء. ينقسم السكري إلى نوعين النوع الأول وهو السكري الذي يكون علاجه معتمدا على الأنسولين ويشكل المصابون به 15 % وغالبا ما تكون أوزانهم عادية ولا يعانون من السمنة ويصابون به قبل سن الثلاثين. ويتعلق الأمر هنا بمرض له علاقة بمناعة الجسم حيث تهاجم مضادات الجسم خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين. وغالبا ما يصاب المريض به نتيجة لأسباب وراثية ويعالج المريض بحقن الأنسولين التي يحقنها باستمرار مدى الحياة. أما النوع الثاني وهو السكري الذي يصيب المتقدمين في السن ويشكلون 90 % من الحالات المسجلة لدى الرجال والنساء على حد سواء. وبالنسبة للنوع الثاني فمادة الأنسولين تفرز بشكل عادي على عكس النوع الأول، لكنها تصبح أقل فعالية وبهذا يكون الجسم في حاجة دائمة للمزيد من الأنسولين. وهذا يتعب البنكرياس الذي يتراجع إفرازه مع الوقت للأنسولين. وهذه العملية تكون أكثر تعقيدا عندما يكون الشخص زائد الوزن. ويبقى العلاج المعتاد هو أخذ الأدوية مع اتباع حمية في نفس الوقت. كيفية تشخيص النوع الثاني من السكري يقول البروفيسور فابريزيو أندريلي وهو رئيس قسم أمراض السكري في المركز الصحي الجامعي بباريس «مرض السكري يقتل في صمت». إن ارتفاع نسبة الكليكوز في الدم تبقى قليلة طيلة عدة سنوات لذلك يمكننا العيش بمرض السكري دون أن ننتبه لذلك إلا أن صحة أعضاء الجسم تتأثر كالقلب والأعصاب والأعين والقصبة الهوائية والكلي. وعندما يكتشف المريض إصابته تكون أعضاء الجسم قد تأثرت وبشكل كبير. مرض غير معروف لقد أثبتت دراسة قام بها مختبر نوڤو نورديسك والمعهد الفرنسي للرأي العام بأن الفرنسيين غير واعين بهذا المرض وبخطر الإصابة به ولقد ارتكزت هذه الدراسة على عينة من الفرنسيين بلغ عددها 2010 كلهم في الأربعينات من عمرهم أو تجاوزوها. %29 فقط منهم لديهم وعي بمخاطر السكري في حين أن 32% منهم لا يحسون بأنهم معنيون بالأمر. أما بخصوص اكتشاف المرض فغالبية الفرنسيين لا يلجؤون للفحص الطبي. تشخيص خطر الإصابة بالسكري مسببات هذا المرض السن: أكثر من 45 سنة الوزن الزائد أو السمنة عامل الوراثة القلق الزائد أو أثناء الحمل (سكري مؤقت) ارتفاع ضغط الدم زيادة في الدهون الثلاثية أعراض السكري عند الأطفال مرض السكري من النوع الأول يترجم عند الأطفال بإحساس شديد بالعطش مما يدفع الطفل لشرب الكثير من الماء. وعندما يتبول الطفل كثيرا أو يتبول في فراشه يتوجب على الوالدين زيارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض. إن ارتفاع نسبة الكليكوز في الدم تدفع الكبد إلى إفراز مادة الكيتون. وينتج نقص الأنسولين عن تراكم حمض الكيتون في الدم ويتسبب هذا النقص في الإحساس بتعب شديد وصعوبات في التنفس وبعض الأحيان يتسبب في فقدان الوعي. «العديد من الأطفال الذين ينقلون إلى المستعجلات يسجل لديهم نقصان في مادة الأنسولين في الدم» تقول جمعية الشباب المصابين بمرض السكري. ولتفادي الوصول إلى هذه المرحلة، من الأفضل تحليل البول لاكتشاف المرض خصوصا أن هذا المرض قد يتطور بسرعة عند الطفل. ولقد أكد بعض الباحثون أن هناك علاقة بين حالات الإصابة بالفيروس المعوي والإصابة بمرض السكري. لا علاقة للحلوى بمرض السكري لا داعي لتأنيب الأطفال لتناولهم الكثير من الحلويات فمسببات السكري ليست الشوكولاته أو الحلويات. كل ما في الأمر أن البنكرياس لا يؤدي وظيفته بشكل جيد وبهذا سيحتاج هؤلاء الأطفال إلى حقن مادة الأنسولين مدى الحياة. ولنذكر فقط بأننا نتكلم هنا عن مرض السكري من النوع الأول وقلما يصاب طفلان من نفس العائلة بهذا النوع. كما أن الأم التي تعاني من مرض السكري لا تنجب بالضرورة أطفالا يعانون من نفس المرض وذلك لأنه لا ينتقل بشكل مباشر. نمط التغذية يجب أن تكون التغذية متوازنة مع الحرص على تناول وجبات خفيفة وتفادي الأكل بين الوجبات. يوصى في الوجبات الرئيسية بتناول البروتينات (السمك واللحوم الخالية من الدهون) والخضروات. وفي الظهر، يستحسن تناول قدر قليل من النشويات أما في وجبة العشاء فيوصى بالخضر والبروتينات. ولا ينصح بأن يتناول الفرد أكثر من وجبتين من الفاكهة في اليوم مع تفادي الفواكه التي تحتوي على قدر عال من السكريات كالعنب والكرز والفواكه الجافة... ومع تفادي تناول منتجات الألبان في كل وجبة. ويستحسن تفادي تناول الخبز في وجبة الفطور لأنه يحتوي على سكر بطيء الهضم أما المشروبات الغازية والسكرية والمعجنات والمربى فيمنع تناولها بشكل تام. ويباع في الصيدليات مربى وشوكولاته خاصة بمرضى السكري. أما بالنسبة للنوع الثاني من السكري وبالنسبة للذين لا يستطيعون تفادي تناول النبيذ والشوكولاته بشكل تام، فتوجد هناك بعض الأدوية خصيصا لهؤلاء المرضى. تعج الصيدليات بالعديد من الأدوية للمصابين بهذا المرض وذلك حسب نوعية السكري فهناك الأدوية التي تحفز إفراز الأنسولين ويتناولها المريض بشكل تدريجي وتكون لها بعض الآثار الجانبية كعسر في الهضم (انتفاخ وامتلاء البطن بالغازات والإسهال)، كما أن هذه الأدوية تمنع منعا كليا على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سن ال12 والذين يعانون من فشل كلوي متقدم وفشل في وظائف الكبد. الأنسولين إن جرعات حقن الأنسولين تتغير حسب حالات المصابين. فإذا كان المريض يعاني من فشل تام في البنكرياس فيتعين عليه أن يحقن نفسه ثلاث أو أربع مرات في اليوم وفي بعض المرات يضطر المريض إلى حمل مضخة صغيرةللأنسولين.