أكد المحلل السياسي الشيلي، أنطونيو إلبي أغيلار أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للأمة بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لاعتلاء جلالته العرش، يعكس من جديد الالتزام الراسخ للمغرب بتكريس التعاون جنوب جنوب. واعتبر إلبي أغيلار، الذي يشغل منصب الأمين التنفيذي لمركز الدراسات من أجل الديمقراطية الشعبية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الخطاب الملكي جدد التزام المغرب، القوي بموقعه الجيواستراتيجي، بمواصلة مسيرته على درب تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، خاصة مع الدول الإفريقية، من أجل تطوير نموذج تعاون اقتصادي يقوم على المنفعة المتبادلة.
وفي هذا السياق، أبرز إلبي أغيلار، الذي يتولى أيضا منصب منسق "المنتدى العالمي لعشرية المنحدرين من أصول إفريقية وحقوق الإنسان"، الدور الريادي للمغرب في الدفاع عن قضايا القارة الإفريقية والمبادرات التي قامت بها المملكة في علاقاتها مع دول القارة السمراء، في إطار مقاربة جنوب-جنوب قائمة على أسس التعاون والتكامل والشراكة. وفي هذا السياق، أشاد المحلل السياسي الشيلي برؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن التعاون جنوب- جنوب، والتي تعززت من خلال مختلف الزيارات التي قام بها جلالته للعديد من البلدان الإفريقية منذ اعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين.
وأشار إلبي أغيلار أيضا إلى أن خطاب العرش جدد تأكيد انضمام المغرب إلى التحالفات العربية لمكافحة الإرهاب والتزام المملكة بمواصلة العمل لتطوير الشراكات التي تربطها بالاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة وروسيا، وفتح آفاق واسعة لعلاقات التعاون مع دول أمريكا اللاتينية وآسيا.
وفي معرض تطرقه إلى السياسة الخارجية للمغرب، قال المحلل السياسي الشيلي إن جلالة الملك أكد في خطاب العرش أن هذه السياسة تهدف لخدمة المصالح العليا للأمة مع الالتزام بالمبادئ الثابتة التي يرتكز عليها المغرب في علاقاته الخارجية، والمتمثلة في الصرامة والتضامن والمصداقية.
كما توقف إلبي أغيلار، في هذا السياق، عند أبعاد مضامين الخطاب الملكي، وخاصة ما يتعلق بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، ومشروع الجهوية المتقدمة والتعليم والصعوبات التي يواجهها مغاربة العالم. ومن جهة أخرى، أشاد الأكاديمي الشيلي بالجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبالمشاريع التنموية الكبرى التي أطلقتها المملكة لتعزيز الازدهار الاقتصادي والتنمية البشرية.
وفي تقدير إلبي أغيلار فإن "المغرب يعتبر من بين أكثر الدول حداثة"، وذلك بفضل جهوده المحمودة لا سيما في مجال تكريس الديمقراطية في الحياة السياسية واحترام حقوق الإنسان في إطار تعزيز دولة القانون.