خصصت ساكنة العاصمة الغابونية ليبروفيل والجالية المغربية بها ،اليوم الجمعة استقبالا شعبيا وحماسيا كبيرا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يقوم بزيارة عمل وصداقة لجمهورية الغابونية، المحطة الرابعة والاخيرة ضمن جولة جلالته الافريقية التي قادته إلى كل من السينغال وغينيا بيساو وكوت ديفوار. فعلى طول الطريق التي مر منها موكب جلالة الملك وفخامة الرئيس الغابوني السيد عمر بونغو أوديمبا، من مطار ليون مبا الدولي إلى ساحة القصر الرئاسي، احتشدت جماهير غفيرة من المواطنين الغابونيين ومن افراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد، للترحيب بضيف الغابون الكبير ، والتعبير عن فرحتها وغبطتها بهذه الزيارة الملكية واعتزازها بعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين.
فقد رفعت الأعلام الوطنية للبلدين فوق البنايات وزينت صور جلالة الملك والرئيس الغابوني الشوارع الرئيسية للمدينة، التي تعيش لحظات تاريخية وهي تستقبل ، في جو من الحماس والغبطة جلالة الملك.
وأبى جلالة الملك والرئيس الغابوني إلا أن يتوجها نحو الجماهير الغفيرة التي غصت بها جنبات ساحة المطار ? ليردا على تحاياها التي تشيد بالصداقة العريقة والمتميزة القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الغابونية .
وتربط المغرب والغابون علاقات متميزة، شكلت على مر التاريخ نموذجا يحتذى لتعاون فعال وشراكة استراتيجية ثنائية واعدة.
فالمغرب الذي لم يدخر أي جهد ، في إطار سياسته الخارجية، من أجل تعزيز انفتاحه على البلدان الإفريقية التي يتقاسم معها فضاء وتاريخا ومستقبلا مشتركا، ما فتئ يؤكد على التزامه الراسخ من أجل تعميق تعاونه مع البلدان الإفريقية وانخراطه الملموس في برامج التنمية السوسيو-اقتصادية بالقارة الافريقية
وتطمح المملكة إلى جعل علاقاتها مع الجمهورية الغابونية، التي أصبحت وجهة لعدد كبير من المجموعات الاقتصادية المغربية الكبرى التي فضلت الاستقرار بهذا البلد الافريقي والاستثمار في مجالات تكنولوجيا الاتصال والإعلام، والأبناك، والاتصالات، والبناء والأشغال العمومية، والنقل واستغلال مناجم الذهب.
كما يضع المغرب خبراته ، التي راكمها في عدة مجالات ، رهن إشارة هذا البلد بهدف تحفيز النمو المحلي والتنمية البشرية، وهو ما يمثل العمود الفقري للجهود المبذولة من طرف السلطات المحلية بهدف رفع تحدي الغابون الصاعد في أفق 2025 .
ويشمل نقل الخبرة المغربية لهذا البلد الإفريقي، عدة قطاعات، من بينها التعليم والتعليم العالي، والتكوين المهني، والصحة، والفلاحة، والغابات، والسكن، والأمن والجمارك والخدمات المالية والتكنولوجيات الجديدة للإعلام، والاقتصاد الأخضر والطاقة، والبيئة والسياحة.
لذلك، فإن زيارة جلالة الملك محمد السادس لليبروفيل، تشكل لبنة جديدة في مسار تطوير العلاقات القائمة بين البلدين? والمتميزة على الدوام بآفاقها الواعدة? وفرصة سانحة لمواصلة تعميق وتوسيع الشراكة الثنائية التضامنية والمثمرة استجابة للتطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين? المشهود لهما بتشبثهما القوي بالتعاون بين الدول الإفريقية.
كما تشكل هذه الزيارة مناسبة لإثراء الإطار القانوني للشراكة المغربية الغابونية من خلال الاتفاقيات التي سيتم توقيعها بالمناسبة، وبالتالي تعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية الثنائية وزيادة انخراط المجموعات المغربية الكبرى بالغابون لاستغلال المؤهلات التي يزخر بها الاقتصاد الغابوني والاستفادة من جاذبية مناخ الأعمال في هذا البلد الافريقي.