اكتست العاصمة ليبروفيل أبهى حللها، وهي تستعد لاستقبال صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي سيقوم بزيارة عمل وصداقة إلى الجمهورية الغابونية، المحطة الأخيرة ضمن جولة جلالته والتي شملت دول السينغال وغيبيا بيساو وكوت ديفوار. وهكذا تزينت مختلف شوارع المدينة بالعلمين المغربي والغابوني، ونصبت لافتات ترحيبية كبرى على الطريق الرابطة بين مطار ليون مبا الدولي، والقصر الرئاسي ، استعدادا لاستقبال جلالة الملك ضيف ليبروفيل الكبير.
كما زينت أرصفة الطرق بالمدينة، ونصبت يافطات كبرى بشوارع الكورنيش والاستقلال وشان طريونفال، تحمل صور جلالة الملك وفخامة الرئيس علي بونغو أونديمبا، متضمنة عبارات الترحيب بمقدم جلالة الملك، ومشيدة بالأخوة والصداقة المغربية الغابونية وبالعلاقات المتينة التي تربط قائدي البلدين.
وفي هذا الصدد، أعربت أورنليا بو وهي مواطنة غابونية تبيع فواكه موسمية محلية على قارعة شارع الكورنيش، عن سرورها بزيارة جلالة الملك إلى ليبروفيل، وقالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "نحن نرحب بزيارة جلالة الملك وننتظر قدومه بشوق كبير"، مشيرة إلى أن زيارة العاهل المغربي إلى جمهورية الغابون "ستعود حتما بالنفع على مستقبل العلاقات الثنائية على كافة المستويات".
من جهته، قال سائق طاكسي غابوني يدعى كيفان بوسونغو إن جلالة الملك محمد السادس "قائد كبير، أرسى بنجاح دعائم تنمية بلاده، وما فتئ يقدم الدعم للبلدان الإفريقية ومساعدتها حتى تتقدم وتتطور في كافة المجالات"، مبرزا أن جلالة الملك حينما يزور أي بلد إفريقي "يطلق مشاريع تنموية كبيرة، وهو ما ينعكس بشكل كبير على نمو اقتصاداتها".
وتربط المغرب والغابون علاقات متميزة، شكلت على مر التاريخ نموذجا يحتذى لتعاون فعال وشراكة استراتيجية ثنائية واعدة.
فالمغرب الذي لم يدخر أي جهد ، في إطار سياسته الخارجية، من أجل تعزيز انفتاحه على البلدان الإفريقية التي يتقاسم معها فضاء وتاريخا ومستقبلا مشتركا، ما فتئ يؤكد على التزامه الراسخ من أجل تعميق تعاونه مع البلدان الإفريقية وانخراطه الملموس في برامج التنمية السوسيواقتصادية بالقارة الافريقية.
وتطمح المملكة إلى جعل علاقاتها مع الجمهورية الغابونية، نموذجا ملموسا لتعاون مثمر.
وهكذا أصبح الغابون وجهة لعدد كبير من المجموعات الاقتصادية المغربية الكبرى التي فضلت الاستقرار بهذا البلد الافريقي والاستثمار في مجالات تكنولوجيا الاتصال والإعلام، والأبناك، والاتصالات، والبناء والأشغال العمومية، والنقل واستغلال مناجم الذهب.
كما يضع المغرب خبراته التي راكمها في عدة مجالات رهن إشارة الغابون بهدف تحفيز النمو المحلي والتنمية البشرية، وهو ما يمثل العمود الفقري للجهود المبذولة من طرف السلطات المحلية بهدف رفع تحدي الغابون الصاعد في أفق 2025 . ويشمل نقل الخبرة المغربية لهذا البلد الإفريقي، عدة قطاعات، من بينها التعليم والتعليم العالي، والتكوين المهني، والصحة، والفلاحة، والغابات، والسكن، والأمن والجمارك والخدمات المالية والتكنولوجيات الجديدة للإعلام، والاقتصاد الأخضر والطاقة، والبيئة والسياحة.
لذلك، فإن زيارة جلالة الملك محمد السادس لليبروفيل، تشكل لبنة جديدة في مسار تطوير العلاقات القائمة بين البلدين? والمتميزة على الدوام بآفاقها الواعدة? وفرصة سانحة لمواصلة تعميق وتوسيع الشراكة الثنائية التضامنية والمثمرة استجابة للتطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين? المشهود لهما بمدى تشبثهما بالتعاون بين الدول الإفريقية.
كما تشكل هذه الزيارة مناسبة لتحيين وإثراء الإطار القانوني للشراكة المغربية الغابونية، نظير الاتفاقيات التي سيجري توقيعها بالمناسبة، من أجل تعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية الثنائية وزيادة انخراط وحضور المجموعات المغربية الكبرى بالغابون لاستغلال المؤهلات التي يزخر بها الاقتصاد الغابوني والاستفادة من جاذبية مناخ الأعمال في هذا البلد الافريقي.