أكد الملك محمد السادس أن زيارته الحالية للغابون٬وهي ثالث زيارة يقوم بها جلالته الى هذا البلد منذ اعتلائه العرش ٬ سوف تشكل لبنة جديدة ومتميزة في مسار تطوير العلاقات بين البلدين. وقال جلالة الملك٬ في الخطاب الذي ألقاه خلال مأدبة العشاء الرسمية التي أقامها على شرف جلالته فخامة الرئيس الغابوني السيد علي بونغو أنديمبا ٬أمس الثلاثاء ٬ إن “زيارتي الحالية للغابون سوف تشكل٬ بفضل القرارات التي سنتخذها والأعمال التي سنحددها٬ لبنة جديدة لها أهمية بالغة في تطوير العلاقات القائمة بين بلدينا٬ والمتميزة على الدوام بآفاقها الواعدة”. وأضاف جلالة الملك “سنتمكن من مواصلة تعميق وتوسيع شراكتنا التضامنية والمثمرة والاعتماد على قدراتنا الذاتية للاستجابة للتطلعات المشروعة لشعبينا الشقيقين٬ المشهود لهما بمدى تشبثهما بالتعاون بين الدول الإفريقية”. وفي هذا السياق ذكر جلالته بأنه “تم تحيين وإثراء الإطار القانوني لشراكتنا٬ بينما شهدت مختلف أشكال تبادل التجارب والخبرات في ما بيننا تطورا مطردا٬ واتسعت دائرة التعاون التقني اتساعا ملحوظا”٬ مبرزا جلالته أن أجواء الثقة والتفاهم الودي ٬التي تطبع علاقات البلدين٬ شكلت أرضية خصبة لتعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية بينهما ٬وأن “خير شاهد على ذلك٬ تنامي عدد المجموعات المغربية الكبرى المتواجدة هنا بالغابون٬ حيث تستقطبها المؤهلات التي يزخر بها الاقتصاد الغابوني وتستهويها جاذبية مناخ الأعمال في بلدكم”. وأوضح صاحب الجلالة أن هاته الاستثمارات الخاصة تشمل القطاعات الاستراتيجية للمواصلات ٬ والمالية والأبناك٬ والمناجم والصناعة٬ مشيرا إلى أن فاعلين مغاربة آخرين أبدوا اهتماما ملحوظا ومتزايدا بالاستثمار في الغابون٬ لاسيما في قطاعات السكن والصناعة الفلاحية والاتصال. وعلى الصعيد الإفريقي٬ قال صاحب الجلالة “أود أن أغتنم هذه اللحظة المتميزة٬ لأعرب لكم عن عميق تقديري لالتزامكم باستتباب السلم والأمن في قارتنا(…) فمنذ توليكم رئاسة بلدكم٬ وأنتم تحرصون على مواصلة الاضطلاع بالدور القيم الذي ما فتئ الغابون يلعبه٬ كأرض للحوار والوساطة٬ في سبيل إخماد بؤر التوتر٬ وتسوية النزاعات بين البلدان الإفريقية”. وفي هذا الصدد٬ أعرب جلالة الملك عن يقينه بأن المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا٬ ستتمكن خلال سنة 2013 ٬ من قطع أشواط هامة في إطار مسلسل التقريب بين شعوب وسط إفريقيا. كما أشاد جلالة الملك ب”الدور المحوري” الذي يضطلع به الغابون٬ ضمن المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا٬ التي يوجد مقرها بمدينة ليبرفيل٬ معربا عن استعداد المغرب التام لإقامة علاقات مؤسساتية مع هاتين المنظمتين شبه الإقليميتين٬ لاسيما من خلال تخويل المملكة صفة ملاحظ. وقال جلالة الملك إن “المغرب والغابون يقفان جنبا إلى جنب٬ على الساحة الدولية٬ لخدمة أهداف التنمية المستدامة والسلم الشامل٬ وبلوغ الهدف المنشود لإعادة صياغة منظومة للحكامة العالمية٬ تضطلع فيه قارتنا الإفريقية بدور فعال”. ويقوم صاحب الجلالة بزيارة رسمية للغابون ٬ المحطة الأخيرة في جولة إفريقية قادت جلالته أيضا إلى كل من السنغال والكوت ديفوار. أكورا بريس: عن “وكالة المغرب العربي لأنباء”