أكد الملك محمد السادس خلال مأدبة العشاء الرسمية التي أقامها على شرفه رئيس جمهورية الغابون علي بونغو أونديمبا، أول أمس الثلاثاء بالقصر الرئاسي بليبرفيل، (أكد في خطابه) أن زيارة جلالته الحالية للغابون، وهي ثالث زيارة يقوم بها إلى هذا البلد منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، سوف تشكل لبنة جديدة ومتميزة في مسار تطوير العلاقات بين البلدين. وقال الملك إن «زيارتي الحالية للغابون سوف تشكل، بفضل القرارات التي سنتخذها والأعمال التي سنحددها، لبنة جديدة لها أهمية بالغة في تطوير العلاقات القائمة بين بلدينا، والمتميزة على الدوام بآفاقها الواعدة»، مما سيمكن البلدين من مواصلة تعميق وتوسيع شراكتهما التضامنية والمثمرة والاعتماد على قدراتهما الذاتية للاستجابة للتطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين، المشهود لهما بمدى تشبثهما بالتعاون بين الدول الإفريقية. وأضاف الملك بأنه «تم تحيين وإثراء الإطار القانوني لشراكتنا، بينما شهدت مختلف أشكال تبادل التجارب والخبرات في ما بيننا تطورا مطردا، واتسعت دائرة التعاون التقني اتساعا ملحوظا»، مبرزا أن أجواء الثقة والتفاهم الودي ، التي تطبع علاقات البلدين، شكلت أرضية خصبة لتعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية بينهما ، وأن خير شاهد على ذلك، تنامي عدد المجموعات المغربية الكبرى المتواجدة بالغابون، حيث تستقطبها المؤهلات التي يزخر بها الاقتصاد الغابوني وتستهويها جاذبية مناخ الأعمال في هذا البلد. من جانبه أكد الرئيس الغابوني علي بونغو أنديمبا ، في خطاب مماثل، أن الشراكة الإستراتيجية القائمة بين الغابون والمملكة المغربية، هي في نفس الوقت ، شراكة تاريخية ونموذجية، وأن «جودة هذه الشراكة المتميزة بين بلدينا تتطلب منا العمل على تمتين ما يجمعنا من روابط متعددة الأشكال وتنويعها في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك» . وقال الرئيس الغابوني، إن المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين حققت تطورا من حيث الكثافة والتنوع ، وأن حجمها يعد بتحقيق مزيد من النمو نظرا للنتائج المشجعة المسجلة خلال الثلاث سنوات الأخيرة التي شهدت نموا ملحوظا في الصادرات المغربية نحو الغابون وفي الصادرات الغابونية نحو المغرب . وأشاد الرئيس الغابوني، من جهة أخرى بمبادرات الملك محمد السادس الذي تفوق بفضل «عزمه وبراغماتيته، في إطلاق إصلاحات مؤسساتية هامة أفضت إلى تنظيم انتخابات حرة وشفافة، وتعزيز دولة الحق والقانون والنهوض بحقوق المرأة» في المملكة، وأنه من حق المغرب أن يفتخر اليوم بكونه يقدم للعالم صورة مملكة مبدعة وحديثة تحترم فيها إرادة الشعب، مبرزا أن مشروع الجهوية والأوراش الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي يقودوها جلالة الملك جديرة بالاحترام والتقدير. واعتبر الرئيس بونغو أن حضور المملكة المغربية في إفريقيا أمر لا محيد عنه بالنظر لإشعاعها على الساحة القارية والدولية، لا سيما وأن هذا الحضور هو في مستوى التطلعات المشروعة والطموحات العادلة للمغرب العضو المؤسس لمنظمة الوحدة الإفريقية، وصاحب مبادرات قارية والمدافع القوي عن الحوار الأورو- متوسطي. وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية ، جدد الرئيس الغابوني دعم بلاده «اللامشروط للمبادرة المغربية الهادفة إلى تخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا موسعا في إطار الوحدة الترابية والوحدة الوطنية للمملكة المغربية».