منذ طرح ترامب "مقترح ريفييرا الشرق الأوسط" انطلاقا من قطاع غزة تتوالى الإدانات والتنديدات، أبرزُها على المستوى المغربي بياناتُ هيئات مغربية انتقدت بشدة "التصريحات الخطيرة للرئيس الأمريكي، خاصة منها التلويح باحتلال غزة وتهجير سكانها، مع استقباله بالبيت الأبيض المجرم نتنياهو، المطلوب من طرف الجنائية الدولية". وب"أقوى العبارات" جاءت إدانة السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في بيان صدر عقب اجتماعها الأخير نهاية هذا الأسبوع، ل"تصريحات ترامب، التي تعكس الطبيعة الفاشية للإدارة الأمريكية واحتقارها منظمة الأممالمتحدة والقانون الدولي، ونُزوعها نحو احتلال أراضي الغير وضمّها"، إلى جانب "المزيد من إشعال الحروب". وأورد بيان الجبهة، الذي توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، أنها "تعتبر تصريحاته الرئيس الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين وتصريح مبعوثته إلى الشرق الأوسط بشأن لبنان وغيرها بمثابة ضوء أخضر لنتنياهو وعصابته لمواصلة السياسة الصهيونية نفسها القائمة على الإبادة والتطهير العرقي والتوسع، خاصة في بلدان الطوق"، بتعبيرها. وتبعاً لاجتماع سكرتاريتها الوطنية أخبرت الهيئة المناهضة للتطبيع بأنها "قررت خوض عدة مبادرات احتجاجية متنوعة، سيتم الإعلان عنها في حينه، دعمًا للشعبين الفلسطينيواللبناني ضد الغطرسة الصهيونية والأمريكية، وضد التطبيع بمختلف أشكاله"، موردة "توقف الاجتماع، بشكل خاص، عند الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في مناطق عدة من الضفة الغربية (جنين، طولكرم...) ومخططات الاستيطان على نحو واسع فيها، والاقتحامات المتكررة لباحات المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال". من جهتها كانت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أصدرت بياناً شديد اللهجة ضدّ "مشروع دونالد ترامب الصهيوني للتطهير العرقي ومواصلة الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة"، محذرة من أنه "استكمالا للمخطط العدواني الصهيو- الأمريكي الذي ارتكب في غزة جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري، يأتي الرئيس دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض بدعم من اللوبي الصهيوني في أمريكا، ليطلق تصريحات مسمومة وليتخذ قرارات جائرة، كلها تصبّ في منحى تصفية القضية الفلسطينية ومنح المجرم نتنياهو ما عجز عن تحقيقه في العدوان الذي استغرق 471 يوما من المواجهة مع المقاومة الباسلة في الميدان"، وفق توصيفها. ووصفت مجموعة العمل من أجل فلسطين "مخطط ترامب" بأنه "إعلان الحرب الشاملة والزجّ بالمنطقة في أتون صراع مفتوح لا يبقي ولا يذر"، بتعبيرها. مخالف للقانون قال عبد الإله بنعبد السلام، عضو الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إن "الهيئة تتداول وتتدارس خطوات نضالية تصعيدية لمجابهة تصريحات ترامب ومخططاته لتصفية قضية فلسطين، مع احتمال تنظيم مسيرة وطنية لاحقاً، واستمرار وقفاتنا بشكل أسبوعي ضمن صيغ وتحركات احتجاجية مماثلة". ولفت بنعبد السلام الانتباه، في تصريح لهسبريس، إلى أن "ترامب أثبت أنه وفي لنظرته للمصالح بشكل لاعقلاني ووفيٌّ لمخططات اللوبي الصهيوني الداعم له كي ينفذ ما وعد به في حملته الانتخابية"، كما أن "تصريحاته كشفت الضُّعف البيّن للمنظومة الأممية وهشاشة قوانين الحرب والسلم وحماية المدنيين والأطفال والنساء من التهجير القسري والإبادة". "ما كشفه ترامب من مخططه لتهجير الغزيّين لا يمكنه إلّا تعميق واستدامة منطق الصراع والحروب بدل إقرار السّلم"، يورد عضو جبهة مناهضي التطبيع بالمغرب، لافتا إلى "ردود فعل رافضة داخل المجتمع الأمريكي نفسه تعارض توجه ترامب وتنبهُه لمخلفات سابقة لحروب مدمرة كانت شنتها الولاياتالمتحدة في مناطق عديدة"، وخاتما بأنه "لا يمكن استمرار التسامح العالمي مع الإبادة والتطهير العرقي، وهذا تخلّف عن الدفاع عن حقوق البشرية وفق مخطط مشؤوم يُقرّ منحى ضد القانون الدولي لحقوق الإنسان وضد مجهودات دعم جهود إعادة الإعمار". "مخطط مشؤوم" قال عبد الحفيظ السريتي، المنسق الوطني ل"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، إن "موقف الأخيرة واضح من المخطط الإجرامي الذي جاء به ترامب؛ فهو لا يقلّ تدميرا وخطورةً عما ارتُكب في حق الشعب الفلسطيني على مدار 15 شهرا أدت ل52 ألف شهيد و120 ألف جريح، مع تشبّث يزداد رسوخاً من العائدين لديارهم المدمرة في معظم مساحة القطاع المحاصر". ونبه السريتي، متحدثا إلى هسبريس، إلى أن "مخطط ترامب يعني مخالفة منع التهجير القسري بالقانون الدولي (المادتان السابعة والثامنة من اتفاق روما)، وضرب منح الحصانة للمدنيين عرض الحائط لأجل دعم مجرمي الحرب الصهاينة"؛ موردا: "حتّى الأوروبيون حذروا من خطورة الأمر ومخالفة قواعد القانون الدولي الإنساني لأن التهجير والتطهير العرقي جريمة حرب مكتملة المعالم، وجاءت بعد تجريب القتل والتدمير والإبادة وفشلهم في نزع الفلسطينيين من أرضهم". وأبرز المنسق الوطني للهيئة الداعمة لفلسطين أن "الأخطر متمثل في الهدف المعلن خلال حملة ترامب الانتخابية بدعمه ضمّ الضفة الغربية واستمرار التوسع الصهيوني، رغم الارتباط الكبير لأصحاب الأرض بأرضهم"، معتبرا أن "ردود الفعل القوية تجاهه جعلت ترامب منعزلا أكثر وبدأ يتراجع...". وختم السريتي بالتشديد على أن "أشكال النضال مستمرة في الساحة المغربية من أجل أمريْن: إسقاط التطبيع الرسمي المغربي المستمر، ثم دعم الشعب الفلسطيني في مساعي التحرير الكامل لأرضه من النهر إلى البحر".