رغم مرور قرابة نصف السنة على اندلاع "حرب غزة"، وعلى بُعد أيام قليلة من تخليد عالمي "خاص" لفعاليات "يوم الأرض" الفلسطيني، يتواصل زخم التضامن الشعبي القوي المعبَّر عنه من طرف مغاربة ومغربيات، صغاراً وكباراً، مع الشعب الفلسطيني الأعزل، وهو ما تجسد خلال وقفة تضامنية أمام مبنى البرلمان بالرباط، بعد صلاة تراويح ليل الثلاثاء، حملت عنوان "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، اختُتمت بعملية "إحراق العلَم الإسرائيلي". الوقفة التي استمرت حوالي ساعة من الزمن، دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، التي رفعت شعارات قوية تندد ب"استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والتطهير العرقي الممارسة من طرف جيش الاحتلال الصهيوني على غزة والشعب الفلسطيني"، مع تشديدها على أن "العدوان الهمجي وهول الدمار والتجويع الذي لحق غزة من طرف العدو الصهيوني تدعمه القوى الاستعمارية الغربية الكبرى"، مستنكرة استمرار "التطبيع من طرف الدول الخائنة بالمنطقة"، على حد تعبيرها. وبحسب ما أكده عبد الإله بنعبد السلام، عن السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في تصريح لهسبريس على هامش الفعالية التضامنية، فإن "هذه الوقفة الليلية الرمضانية تأتي من أجل المطالبة بوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني"، وكذا بمثابة نداء واضح وصريح ل"فتح معبر رفح وإنهاء حصار وتجويع سكان قطاع غزة"، مع "تجديد دعوتنا ومطلبنا باستعجالية وضرورة إسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني وطرد ممثله بالمغرب". بينما تجاوزت الحرب في القطاع المحاصر يومها ال165 في ظل القصف الإسرائيلي المستمر الذي أودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص، غالبيتهم الساحقة من الأطفال والنساء، عاينت هسبريس تنوعا في شعارات المحتجين والمحتجات من قلب العاصمة المغربية بأن "الشعب يريد إسقاط التطبيع" و"إنهاء الحصار والتجويع"، واصفين "صمت الأنظمة العربية والغربية، والتطبيع" بأنهما "خيانة". كما هتف "مناهضو التطبيع" بشعار "رغم الجوع، رغم الحصار.. غزة حرّة لن تنهار"، مرددين بقوة مطلب إيقاف التجويع وإدخال مساعدات إنسانية بحرية "أوقفوا المجازر.. افتحوا المعابر"، لافتين إلى أن "الشعب المغربي يريد إيقاف التجويع وإسقاط التطبيع". وأكد بنعبد السلام، في حديثه لهسبريس، أن "هذه الفعالية التضامنية دأبت على تنظيمها الجبهة بشكل أسبوعي لا يقتصر فقط على صعيد الرباط، مع ما يرافقها من أشكال إبداعية ونضالية أخرى في عدة مدن وجهات مغربية، خاصة من خلال وقفات ومسيرات ليلية". "تسجل الجبهة المغربية لدعم فلسطين بأسف محاولة عودة التضييق على أنشطتها في عدد من الفضاءات العمومية، أو من خلال محاولة تحريك دعاوى فيما يرتبط بواقعة الاحتجاج أمام محل كارفور في سلا في نهاية السنة الماضية، إلا أن ذلك لن يُثنِيها عن ضمان زخم تضامني متجدد مع الشعب الفلسطيني ومقاومته للمحتل"، يورد المتحدث ذاته. وبحسب ما كشفه عضو الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع، فإن الأخيرة قررت تخليد الذكرى 48 ليوم الأرض، المصادف ليوم 30 مارس الجاري، عبر "تنظيم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، خلال فترة الاستراحة الصباحية بالمدارس التعليمية والجامعات يوم الجمعة 29 مارس 2024′′، فضلا عن "مسيرة وطنية كبرى" بالدار البيضاء يوم السبت المصادف لتخليد ذكرى يوم الأرض. وحسب نداء أطلقه "مناهضو التطبيع" بالمغرب، طالعته هسبريس، يأتي "إنجاح فعاليات يوم الأرض الذي يخلده الشعب الفلسطيني ومعه أحرار العالم منذ 1976، دفاعا عن أرضه وهويته ومقدساته، بمثابة دعم مهم في هذه الظروف العسيرة، إذ يتعرض لأبشع حرب إبادة جماعية يشهدها التاريخ الحديث تقتيلا وتجويعا وتهجيراً".