بشعارات تتضامن مع المقاومة الفلسطينية وتطالب بإسقاط التطبيع الرسمي مع إسرائيل، استقبل مئات المحتجين والمحتجات أوّلَ ليالي شهر رمضان، أمس الثلاثاء، بالعاصمة الرباط. الوقفة التي نادت بها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ندّدت ب"استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والتطهير العرقي الممارسة من طرف جيش الاحتلال الصهيوني على غزة والشعب الفلسطيني"، مع تشديدها على أن "العدوان الهمجي وهول الدمار والتجويع الذي لحق غزة من طرف العدو الصهيوني تدعمه القوى الاستعمارية الغربية الكبرى، والدول الرجعية والخائنة بالمنطقة". وتشبّثت شعارات المحتجين بالعاصمة بأن "الشعب يريد إسقاط التطبيع" و"إنهاء التجويع"، وبأن "الصمت العربي (...) والتطبيع خيانة"، ومشاركة في مأساة فلسطينالمحتلة، مع دفاع عن "المقاومة" السبيلِ "نحو النصر والتحرير" ضد "الصهاينة" و"الصواريخ الأمريكية"، و"وفاء لدماء الشهداء" و"غزة رمز العزة". وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية قال الطيب مضماض، قيادي في الجبهة المغربية لدعم فلسطين، إن "المغرب الذي يترأس اليوم مجلس حقوق الإنسان من مسؤولياته أن يعمل على احترام حقوق الشعب الفلسطيني، وأولها حقه في الحياة والعيش الكريم والعيش على أرضه، وحقه في بناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية وعاصمتها القدس فوق كل ترابه، وعودة اللاجئين وإطلاق الأسرى". ووجه الحقوقي رسالة إلى "الأنظمة المطبعة"، قائلا إنها "مسؤولة عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة"، قبل أن يضيف أن المحتجين اليوم يلبّون في الوقفة "دعوة الشعب الفلسطيني، أطفالا وبناتَ ونساء ورجالا، من أجل دعمهم في ما يتعرضون له من جرائم حرب وجرائم الإبادة الجماعية، على يد الجيش الصهيوني والإمبريالية الأمريكية والإمبريالية الغربية والبلدان الاستعمارية الأخرى". وتابع مضماض: "رسائلنا اليوم موجهة إلى هذا البرلمان الذي نحن أمامه لنحمّله مسؤوليته، كي يعمل على إيقاف اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني وكل الاتفاقيات الأخرى، كما أن مسؤوليته طرد الصهاينة من بلادنا"، مشيرا إلى "مسؤولية مؤسسات البلاد في محاكمة المسؤولين الصهاينة فوق ترابنا وإغلاق مكتب الاتصال". وذكر المتحدث ذاته أن المحتجين المغاربة يحملون رسالة أيضا للمنتظم الدولي مفادها أن "مسؤوليته تحتم عليه دولا ومنظمات أن يحمي الشعب الفلسطيني، ويوقف حرب الإبادة، ويقدم المجرمين الصهاينة للمحاكمات الدولية". محمد حمداوي، رئيس مكتب العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان، تحدث بدوره عن "تجدّد واستمرار صوت الشعب المغربي المساند للصمود الفلسطيني في غزة، ودعما للمقاومة في حربها ضد الاحتلال الصهيوني، ومطالبة بوقف سياسة التهجير والتجويع التي تتعرض لها غزة الصامدة، المقاومة". وواصل حمداوي في تصريحه لهسبريس: "عار على المنتظم الدولي، وعلى الأمة العربية والإسلامية ونحن في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المعظم، أن يعيش سكان غزة الجوع والحرمان من الغذاء والدواء، مع الحرمان من أبسط موارد العيش التي ينبغي أن تتوفر للناس في كل مكان"، ثم أردف قائلا: "الشعب المغربي على عادته يواصل دعمه، وهذا أقل ما يُبذل، إضافة طبعا إلى كل أشكال الدعم المادي وغيرها، فهذا الوقوف في الشوارع والمجامع العامة يدعم غزة ويطالب بوقف الحرب القذرة التي تشن على فلسطين، ويطالب بتوفير الغذاء وفتح المعابر من أجل إغاثة غزة، ويحيّي الشعب والمقاومة الفلسطينيّين على الصمود الشامخ ضد العدوان الصهيوني". وختم المتحدث تصريحه بقوله إن المحتجين متشبثون ب"وقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وضرورة أن تكون هناك قطيعة تامة وعاجلة مع هذا الكيان المغتصب للأرض الذي يشن حرب إبادة جماعية على الشعب الفلسطيني".