نفذت بنغلادش السبت حكم الاعدام شنقا بقائد حزب اسلامي ادين بالتورط في ارتكاب مجزرة خلال حرب الاستقلال في العام 1971 ضد باكستان, بحسب مسؤولين. وقال وزير العدل والقانون انيس الحق "تم اعدام محمد قمر الزمان الساعة 10,30 مساء بتوقيت بنغلادش (16,30 تغ)".
وقام اربعة سجناء مدربين باقتياده الى مشنقة اقيمت خصيصا بالقرب من زنزانته وشنقوه باستخدام حبل, بحسب اجراءات السجون في بنغلادش. واعلن قاض وطبيب حكومي وفاته.
وقمر الزمان هو ثالث مسؤول بارز في حزب الجماعة الاسلامية الذي يدان بتهم من بينها الخطف والتعذيب والقتل الجماعي عندما كان زعيما لمليشيا موالية لباكستان قتلت الالاف خلال حرب الاستقلال الدامية.
وصاح مئات العلمانيين ابتهاجا بعد الاعلان عن اعدامه, ورفعوا ايديهم بعلامات النصر في ساحة شاباغ وسط دكا حيث تجمعوا للاحتفال باعدام الرجل الذي اطلقوا عيه لقب "جزار الحرب".
وقمر الزمان (62 عاما) هو الزعيم الاسلامي الثاني الذي يعدم بتهمة ارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال عن باكستان عام 1971. واعدم عبد القادر ملا, الرجل الرابع في حزب الجماعة الاسلامية, في دجنبر 2013.
وقالت الشرطة انها شددت الاجراءات الامنية امام السجن الرئيسي في العاصمة وفي جميع انحاء البلاد قبل تنفيذ الاعدام.
وصرح المتحدث باسم شركة دكا جاهانغير علام ساركار "نحن على اهبة الاستعداد لمنع وقوع اية اعمال عنف او اعمال تخريبية".
وكان يتوقع ان يتم اعدام قمر الزمان فجر السبت, الا انه تم تاجيل تنفيذ الحكم في الدقائق الاخيرة دون اعطاء سبب رسمي لذلك.
ونفذت بنغلادش حكم الاعدام رغم دعوات الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمات حقوق الانسان بوقف تنفيذه. وقالت الاممالمتحدة ان محاكمته لا تستوفي "المعايير الدولية العادلة".
وقبل ساعات من تنفيذ الاعدام في قمر الزمان زاره عدد من اقاربه في السجن المشدد الحراسة.
وصرح نجله الاكبر حسن اقبال بعد زيارة والده "لقد وجدناه في صحة جيدة وغير قلق بشان مصيره مطلقا".
واضاف "قال في تصريحاته الاخيرة انه ياسف لانه لم يشهد انتصار الحركة الاسلامية في بنغدلاش. الا انه واثق من انها ستحقق النصر في يوم من الايام".
وحفرت له عائلته قبرا في قريتها في اقليم شيربور الشمالي حيث سيدفن الاحد, بحسب نجله.
ونفذت عقوبة الاعدام بعد ان رفضت المحكمة العليا في بنغلادش الاثنين طلب استئناف قدمه قمر الزمان للطعن بالحكم عليه بالاعدام. وكانت "محكمة الجرائم الدولية" الباكستانية حكمت على الزعيم الاسلامي بالاعدام في ماي 2013 لادانته بعمليات قتل جماعي وتعذيب وخطف.
ومنح عدة ايام لطلب الرافة به من رئيس البلاد عبد الحميد. الا ان ابنه قال ان والده لم يطلب الرافة.
واضاف "قال والدي ان الله وليس الرئيس هو الذي يهبه الحياة او يحرمه منها".
وقال المدعون ان قمر الزمان اشرف على المجزرة التي ذهب ضحيتها 120 قرويا اعزلا على الاقل في قرية سوهاغبور الشمالية خلال حرب الاستقلال عن باكستان عام 1971.
وبحسب الاتهام فان الزعيم الاسلامي كان احد قادة ميليشيا البدر الموالية لباكستان والمتهمة بقتل مثقفين في بنغلادش وبالاشراف على مجزرة "قرية الارامل" وشهدت ثلاث ارامل ضده في هذه المجزرة.
والنزاع الذي استمر تسعة اشهر ويعتبر الاكثر دموية في تاريخ البشرية, ادى الى قيام دولة بنغلادش التي كانت منذ 1947 ولاية تابعة لباكستان تحت اسم باكستان الشرقية.
والجماعة الاسلامية أكبر الاحزاب الاسلامية, متحالف مع حزب بنغلادش القومي, اكبر احزاب المعارضة بزعامة خالدة ضياء الذي يسعى لاطاحة حكومة الشيخة حسينة.
واتهم اعضاء في الجماعة بالوقوف وراء عدة تفجيرات منذ مطلع العام بما في ذلك ضد حافلات. واعمال العنف خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة افضت الى سقوط 120 قتيلا على الاقل.
ويتهم الاسلاميون الحكومة باستخدام "محكمة الجرائم الدولية" التي انشئت عام 2010 لاسكات المعارضة اكثر من احقاق العدالة. وتقول حكومة حسينة واجد ان المحاكمات ضرورية لبلسمة جراح النزاع.
ويهدد اعدام قمر الزمان باثارة اضطرابات جديدة في بنغلادش التي تشهد ازمة سياسية مستمرة منذ فترة طويلة.