شرعت حماس، حسب تقارير دولية، في نقل جزء من أنشطتها إلى القاهرة بعد أن شعرت بالخناق في سوريا التي تعرف حركة احتجاجات متواصلة، وبدأت أنشطة حماس بعد توقيع اتفاق المصالحة تتقوى بالعاصمة المصرية، ومما شجع حماس على هذا الاختيار هو فتح معبر رفح من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية الحاكم بعد الإطاحة بنظام مبارك. ويبدو أن الموقف الأخير الذي تبنته حركة حماس الفلسطينية لن يذهب "دون حساب" من قبل القيادة السورية، وخاصة بعد أن هرولت الأولى لتوقيع اتفاق مصالحة مع حركة فتح بمجرد شعورها بتضرر مصالحها إثر الاحتجاجات المستمرة في سوريا والتي قد تؤدي في النهاية لسقوط النظام. ويرى البعض أن حماس بدأت تعيد حساباتها بشأن ابتعادها عن المحور السوري الإيراني، مشيرا إلى أن التزامها الصمت تجاه ما يجري في سوريا يعود إلى كونها تنتظر كيف سيؤول الأمر في دمشق بين حليفها العلماني الأسد وحليفها الديني جماعة الإخوان المسلمين. ويؤكد الباحث السوري محمد الثائر أن سوريا بدأت تقدر خطر التهييج الذي تمارسه حماس وأمثالها من الحركات الدينية الاخوانية التي تستغل التعاطف مع قضايا فلسطين لتمرر رسالتها الاشمل: الإسلام السياسي. ويضيف "يبدو أن النظام السوري بدأ يعيد حساباته في التعامل مع الحركات الدينية المتطرفة كحماس وحزب الله والإخوان، ونتبين ذلك من خلال الرواية الرسمية التي يتبناها النظام إزاء الاحتجاجات التي يطالب بعضها برحيله، حيث يجري الحديث الآن عن حركات سلفية مسلحة تسعى لإسقاط النظام وإقامة إمارة سلفية في البلاد". ويرى أن هرولة حماس إلى الارتماء في أحضان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (الأميركي/الاسرائيلي وفق المصطلحات الحماسية) من جهة ومصر التي لم ينجل فيها الموقف السياسي "وان كان يميل لصالح الاخوان" لن يمر دون "حساب" من قبل النظام السوري الذي يحتضن عدد كبير من الفصائل الفلسطينية منذ عقود. إلى ذلك التقى أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف برمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن أحمد الطيب أكد خلال هذا اللقاء أن قضية القدس خط أحمر للمسلمين فى جميع أنحاء العالم بصفة عامة والأزهر الشريف بصفة خاصة، مشددا على ضرورة أن يكون هناك صوت فلسطينى واحد يدافع عن المسجد الأقصى لأن "تعدد الأصوات الفلسطينية يؤدى إلى ضعف القضية الفلسطينية". وأكد شيخ الأزهر لضيفه حسب المصدر نفسه أهمية استمرار الوحدة الفلسطينية بين جميع الفصائل، مشددا على أن القدس هي العاصمة الموحدة لدولة فلسطين المستقلة. وقدم رمضان شلح خلال هذا اللقاء لشيخ الأزهر عرضا وافيا عن الأوضاع فى فلسطين بعد توقيع المصالحة الفلسطينيةبالقاهرة، مبرزا أهمية الدور المصري في دعم آليات تنفيذ المصالحة. وكانت الفصائل الفلسطينية قد وقعت مؤخرا بالقاهرة اتفاقا للمصالحة برعاية مصرية يؤمل في أن ينهي سنوات من الانقسام بين قطاع غزة الخاضع لسيطرة "حماس" والضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس رئيس حركة " فتح". من جهة أخرى نفى محافظ شمال سيناء عبد الوهاب مبروك ما تردد حول رصد أجهزة الأمن لأكثر من 400 شخص ينتمون لتنظيم "القاعدة" في محافظة شمال سيناء الحدودية مع قطاع غزة واسرائيل. وقال مبروك، في تصريح صحفي، إن ما نشر بهذا الخصوص "ليس له أساس من الصحة"، مؤكدا أنه لا يمكن أن تكون هناك عناصر لهذا التنظيم داخل تلك المنطقة التي تتم مراقبتها جيدا. وكانت بعض القنوات الفضائية قد ذكرت، نسبة إلى مصادر أمنية مصرية، أن هناك أكثر من 400 فرد ينتمون إلى تنظيم "القاعدة" في محافظة شمال سيناء، تجري حاليا مطاردتهم، وأن هذه العناصر، التي تنتمي الى بدو سيناءوفلسطين وجنسيات عربية أخرى، كانت تخطط لارتكاب أعمال إرهابية داخل مصر.