حماس والجهاد تنضمان لمنظمة التحرير الفلسطينية اتفقت الفصائل الفلسطينية على انضمام حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي بالإضافة إلى المبادرة الوطنية إلى الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية. وتزامن ذلك مع لقاء جمع في العاصمة المصرية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد رمضان شلح وشخصيات فلسطينية من عدة فصائل وتيارات. ووصف فهد سلميان عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعضو وفدها إلى الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة اجتماع الهيئة القيادية العليا لمنظمة التحرير في القاهرة، ظهر اليوم، برئاسة الرئيس أبو مازن، أنه «خطوة سياسية وطنية مهمة أدت إلى توسيع الإطار القيادي الفلسطيني، من خلال انضمام حركتي حماس والجهاد، وإعادة تفعيل عضوية الجبهة الشعبية، القيادة العامة ومنظمة الصاعقة. وبحيث بات التمثيل الفلسطيني شاملاً لعموم مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية». ودعا فهد سليمان إلى استكمال هذه الخطوة من خلال اعتماد برنامج سياسي يستند إلى وثيقة الوفاق الوطني التي اعتمدتها فصائل العمل الوطني وفعاليات المجتمع الفلسطيني في غزة في 2006/6/27، بعد حوار وطني جاد وفعال وشامل. ودعا إلى اعتماد هذا البرنامج خط عمل للحالة الفلسطينية في صيغتها القيادية الجدية، لمواجهة استحقاقات المرحلة القادمة. كذلك أكد على ضرورة مأسسة النجاح الذي تحقق اليوم من خلال اعتماده ناظم لعمل الهيئة القيادية الفلسطينية بما يسمح لها الاضطلاع بدور أفضل كقيادة لعموم أبناء الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية. وقال فهد سليمان إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إذ ترحب بالخطوة الجديدة، وتنوه مجدداً بأهميتها، فإنها تعتبر في الوقت نفسه أن المهام الكبيرة المنوطة بها، والملقاة على عاتقها تتطلب، من جهة تكريس جماعية القيادة والشراكة الوطنية في صوغ القرار الوطني الفلسطيني، بما يسمح بمعالجة والتصدي للاستحقاقات الوطنية المقبلة على الحالة الفلسطينية، والمتمثلة باعتماد قانون جديد للانتخابات بنظام التمثيل النسبي الكامل، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، تضطلع بمهام التحضير للانتخابات الشاملة، الرئاسية والتشريعية والمحلية، في الموعد الذي تحدد أي في أيار (مايو) القادم، والعمل على توحيد الأجهزة جغرافياً، وإعادة إعمار قطاع غزة، وتفعيل لجنة الانتخابات المركزية لتضطلع بمهماتها على أفضل وجه، وكذلك تفعيل لجنة المصالحة المجتمعية، ولجنة الحريات العامة والحقوق الديمقراطية لما سيخلفه هذا من أجواء إيجابية تساعد على التقدم إلى الأمام في برنامج المصالحة والإصلاح. وأكد سليمان على ضرورة بلورة خط عمل وطني من خلال مواصلة تدويل القضية الفلسطينية عبر طرح عضويتها على الجمعية العامة للأمم المتحدة وانضمامها إلى الولايات الدولية على غرار انضمامها إلى منظمة اليونيسكو، وتجاهل التهديدات والإنذارات الأميركية والإسرائيلية. وشدد فهد سليمان على ضرورة التحضير لمواجهة الاستحقاقات الوطنية الكبرى بما في ذلك التحضير لمواجهة الاحتلال والاستيطان و»الجدار» بعصيان مدني وطني يجمع بين المقاومة الشعبية والانفكاك عن إملاءات أوسلو والتحرر منها. إلى ذلك، أعلن الرئيس الفلسطيني اليوم إصدار مرسوم بتشكيل لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، وذلك وفقا لما تم التوافق عليه في الأيام الماضية، علما بأن موضوع الانتخابات كان في مقدمة القضايا الخلافية بين فتح وحماس في الفترة الماضية. ونص المرسوم الرئاسي على إعادة تشكيل اللجنة برئاسة حنا ناصر (رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت ورئيس اللجنة التي أدارت الانتخابات السابقة)، إلى جانب 8 شخصيات بينها 2 من المحسوبين على حركة حماس. وقال المرسوم إن اللجنة تتولى إدارة الإنتخابات والإشراف عليها والتحضير لها وتنظيمها واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لنزاهتها وحريتها وفقا لأحكام القانون. ومن المقرر أن تقوم اللجنة بفتح مكتب لها في قطاع غزة وتبدأ في إعداد سجلات الناخبين تمهيدا للانتخابات المقبلة المقررة في ماي 2012، ويتوقع أن تتأجل شهرين على الأقل بسبب التأخير الذي حدث على تنفيذ بقية بنود اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وحركة التحرير الفلسطينية (فتح). ونص اتفاق المصالحة الذي وقعته الفصائل الفلسطينية مطلع ماي الماضي، على إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة خلال مهلة عام من توقيع الاتفاق. وتشكلت لجنة فصائلية لإنهاء قضايا الحريات العامة، بما فيها حرية السفر والتنقل وجوازات السفر، بحيث تفعل هذه اللجنة وتضع الآليات المناسبة والخطوات الإجرائية على الأرض. من جانبه أشاد القيادي بحركة حماس إسماعيل رضوان بما تم في اجتماعات القاهرة، واعتبر في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن تشكيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير يمثل الخطوة الرئيسة لتعزيز البيت الفلسطيني على طريق استعادة الوحدة. وقال رضوان إن حماس تشعر بالارتياح للأجواء الوطنية التي شهدتها اجتماعات القاهرة، مؤكدا أنه لمس حرصا من الجميع لإنجاح المصالحة واستعادة الوحدة والسير باتجاه بناء منظمة التحرير لتكون مظلة لكل الفلسطينيين، ومضيفا أنه يأمل أن تكون هذه الخطوات مطمئنة للشعب الفلسطيني بأن المصالحة واستعادة الوحدة هما على طريق التحقيق. وكان عباس ومشعل قد عقدا لقاء بالقاهرة مساء الأربعاء بمشاركة مدير المخابرات العامة المصرية مراد موافي، حيث تم بحث ما توافقت عليه الفصائل في الاجتماع الذي عقد الثلاثاء وشهد توافقا على مختلف ملفات المصالحة باستثناء تشكيل الحكومة المقبلة التي تقرر إرجاء الاتفاق بشأنها إلى قبيل نهاية يناير المقبل، خاصة بعد الاجتماع المقرر للجنة الرباعية الدولية في ال20 من الشهر نفسه.