قال مسؤول فلسطيني رفيع لوكالة فرانس برس أمس الثلاثاء إن مصر اقترحت خلال جولة الحوار الوطني الفلسطيني الأخيرة تأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني والتنسيق بين حكومتي غزةورام الله مع مواصلة العمل على توحيد المؤسسات الفلسطينية. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إنه خلال المناقشات الاخيرة التي جرت بين حركتي فتح وحماس في القاهرة في الاول والثاني من ابريل الجاري اقترح رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان مقاربة جديدة تقضي بأن يتم تأجيل موضوع تشكيل حكومة توافق وطني طالما أن الخلاف حول برنامجها يستعصي على الحل والتنسيق بين حكومة رام الله وحكومة غزة من خلال لجنة تضم ممثلين للفصائل. واضاف المسؤول الفلسطيني ان اللواء سليمان اكد انه مع هذا التنسيق ينبغي ان يستمر العمل حول توحيد المؤسسات والاجهزة الفلسطينية وإنجاز اقصى ما يمكن إنجازه حتى يقلع العمل على الساحة الفلسطينية. وشدد على ان مصر لم تقدم اقتراحا متبلورا وانما طرحت مقاربة جديدة لمواصلة الحوار والسعي لتوحيد المؤسسات الفلسطينية. واضاف المسؤول ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (المنتهية ولايته) يفكر في تشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة سلام فياض المستقيلة. وكان فياض قدم في السابع من مارس الماضي استقالة حكومته الى عباس لتمهيد الطريق امام تشكيل حكومة وفاق وطني في اطار الحوار الجاري بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس. وكان من المفترض أن يترك فياض منصبه في نهاية مارس، ولكنه أكد أن حكومته ستستمر في اداء مهامها بانتظار جلاء نتيجة الحوار الجاري بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة. ورفض عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث عضو وفدها الى حوار القاهرة التعليق على هذه المعلومات. وقال لوكالة فرانس برس كل ما يمكنني أن اقوله هو اننا لابد ان نبدأ باجراءات التوحيد (للمؤسسات الفلسطينية) فورا وكل ما يمكننا ان نعمله بالمشاركة (بين فتح وحماس والفصائل الاخرى) نعمله، فهذا افضل من تعليق كل شيء في انتظار إنهاء الخلاف حول برنامج حكومة التوافق. وتطالب حركة فتح بأن ينص برنامج حكومة التوافق على الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، في حين تصر حركة حماس على اعتماد الصياغة التي أقرت في اتفاق مكة في فبراير 2007, الذي تم بموجبه تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وهي الوفاء بالتزامات منظمة التحرير. وأكد شعث ان مصر ستوجه دعوات لاستئناف الحوار في القاهرة في موعد ما بين 21 و26 أبريل الجاري. وكانت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اتهمت حركة فتح بتبني مواقف متشددة خلال جولة الحوار الاخيرة التي انتهت من دون تحقيق أي تقدم بشأن القضايا الخلافية، خصوصا برنامج حكومة التوافق الوطني التي يفترض الاتفاق على تشكيلها. وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة طاهر النونو في بيان صحفي أن التشدد الذي أظهره وفد فتح في المحادثات التي جرت خلال اليومين الماضيين (في القاهرة) لا يصب في خدمة شعبنا في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية. وتتوقف عملية إعادة اعمار غزة على نتائج الحوار الوطنى الفلسطيني. من جانب آخر، أكد قادة تحالف القوى الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق ضرورة مواصلة الحوار الوطني الفلسطيني لإنهاء حالة الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية؛ وذلك بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني. وجاء هذا التأكيد في بيانٍ صدر أول أمس الإثنين، إثر اجتماع لقادة وأمناء قوى التحالف، والذي يضم أمناء فصائل حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، والنضال الشعبي، والصاعقة، وفتح الانتفاضة، والتحرير الفلسطينية، والحزب الشيوعي. وأوضح البيان أن قادة الفصائل تدارسوا خلال الاجتماع نتائج الحوارات الفلسطينية في القاهرة، وخاصةً الجولة الأخيرة التي جرت بين حركتي حماس وفتح، وجرى استعراض آخر التطورات السياسية، وأوضاع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. وأكد المجتمعون مواصلة الحوار الوطني باعتباره الأسلوب الوحيد لإنهاء حالة الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة؛ بما يخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني. ورفض المشاركون الشروط والإملاءات الأمريكية والخارجية، وخاصة شروط اللجنة الرباعية ـ والتي تضم الولاياتالمتحدةالأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة ـ التي تدعو حركة حماس بشكلٍ خاصٍّ إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني، والالتزام بالاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية والكيان الغاصب. واعتبر المجتمعون هذه الشروط عقبةً أمام نجاح الحوارات الجارية، مطالبين كلاًّ من حركة فتح والفصائل والقوى الفلسطينية برفض هذه الشروط، ومواجهتها لإنجاح الحوار في الجولات القادمة. وفي السياق ذاته، أكد فوزي برهوم الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس أن لقاء وفدَي حركتَى فتح وحماس في غزة يأتي تمهيدًا للقاءاتٍ قادمة، وتهيئةً للأجواء أمام انعقادها، مشددًا على ضرورة تعزيز هذه اللقاءات لكسر الجمود الذي حصل بين الحركتين. وشدد برهوم في تصريحٍ صحفيٍّ، على أن هذا اللقاء بين وفدَي حركتَي حماس وفتح في غزة يأتي ضمن ترتيبٍ مسبقٍ بين الطرفين، وكذلك في إطار مواصلة اللقاءات السابقة بينهما، وأن الهدف من هذه اللقاءات هو استكشاف المواقف، وتذليل العقبات، وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وتحديدًا في القضايا والمواضيع التي بقيت عالقة خلال اللقاءات السابقة. وأوضح برهوم: إن استمرار هذه اللقاءات هي خطوةٌ صائبةٌ، ولا بد من تعزيزها لكسر الجمود والجليد الذي حصل بين الحركتين، مؤكدًا ضرورة استمرارها، والتقاط كل المؤشرات الإيجابية والبناء عليها، والمراكمة الإيجابية على ما تم تأسيسه والاتفاق عليه في اللقاءات السابقة.