كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى أول أمس الاحد عن عقد مباحثات لا سابق لها بين ايران والسلطة الفلسطينية الخميس الماضي على هامش قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ في مصر. واكد عريقات لوكالة فرانس برس انعقاد هذا اللقاء. وجرت هذه المباحثات بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ووزير الخارجية الايراني منوشهر متكي, بحسب المصدر ذاته. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان اللقاء «الاول من نوعه على هذا المستوى منذ عشرات السنين»» الذي استمر ساعة بين عريقات ومتكي تناول ««الاوضاع الفلسطينية الداخلية والاوضاع الاقليمية ووجوب انجاح المصالحة الفلسطينية الداخلية برعاية مصر» واضاف ان وزير الخارجية الايراني «اكد لعريقات ان ايران مع المصالحة الفلسطينية وان القضية الفلسطينية اولوية بالنسبة لايران» العدوة اللدودة لاسرائيل. وتابع المصدر ان عريقات ««طالب متكي بالحيادية بالموضوع الفلسطيني وخاصة بين حركتي فتح وحماس», مؤكدا ان «من يعتبر القضية الفلسطينية اولوية يجب ان لا يفرق بالتعامل بين حركة واخرى»» واكد عريقات لوكالة فرانس برس انه عقد لقاء استمر قرابة ساعة مع متكي في شرم الشيخ, واصفا اياه بانه «مهم وايجابي ويصب في مصلحة وحدة الشعب الفلسطيني والاتصال مع جميع الاطراف الدولية والاقليمية من اجل انجاح المصالحة الفلسطينية» وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الاحد نقلا عن مصادر فلسطينية انه تم تأجيل الجلسة الاخيرة للحوار الوطني الفلسطيني التي كانت مقررة في25 يوليو بالقاهرة بين حركتي فتح وحماس الى25 غشت بغية منح المتحاورين فرصة اكبر للتشاور. واعلن هذا القرار في الوقت الذي يوجد فيه مسؤولون من حركتي فتح وحماس في القاهرة حيث اجروا على مدى يومين مباحثات لتقييم نتائج جولات الحوار الوطني. واوضح المسؤول الفلسطيني نفسه ان لقاء عريقات ومتكي «هو الاول من نوعه على هذا المستوى منذ عشرات السنين وتحديدا منذ انشاء السلطة الفلسطينية» في1994 , مشيرا خصوصا الى ان «هناك توتر في العلاقة بين السلطة الفلسطينيةوايران بسبب اتهام السلطة لايران بدعم حركة حماس» وتشهد العلاقات بين السلطة الفلسطينيةوايران توترا اذ تتهم السلطة الفلسطينيةطهران بدعم حركة حماس خصوصا بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو 2007 . ونظمت طهران في مارس مؤتمرا حول غزة جمع على مدى يومين قيادة حماس وممثلين عن دول المنطقة ووفود من جنوب افريقيا ونيجيريا. وقال المرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي في افتتاح المؤتمر ان «المقاومة هي الطريقة الوحيدة لانقاذ فلسطين»» واصفا اسرائيل بانها «ورم سرطاني» ودعا الرئيس الفلسطيني حينذاك الى وقف التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية. وقال ان «على ايران الا تتدخل بالشؤون الداخلية الفلسطينية»» مشيرا الى ان مثل هذا التدخل يعمق الانقسامات بين الفلسطينيين. كما اتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خامنئي «بالتدخل المكشوف» في الشؤون الفلسطينية عقب دعوته الفلسطينيين الى تعزيز «»»»المقاومة لانقاذ فلسطين»»»». ودعا مؤتمر طهران الى انهاء الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة واكد دعمه «»»»للحق الطبيعي لفلسطين التي تقاوم الاحتلال الصهيوني»»»». وتفرض اسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ استولت حماس على السلطة في هذه المنطقة من القوات الموالية للرئيس الفلسطيني. والتقى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال زيارة لدمشق في مايو الماضي مع قادة الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من العاصمة السورية مقرا, وبينها حماس. واكد احمدي نجاد خلال اللقاء ان «خيار المقاومة اساسي لاستعادة الحقوق», مشددا على ««وقوف ايران الى جانب الشعب الفلسطيني» كما اكد «اهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية وضرورة توحيد الصفوف» وشكل مؤتمر طهران في مارس ردا على مؤتمر دولي في شرم الشيخ في مصر الذي قدم فيه المانحون حوالى خمسة مليارات دولار من المساعدات الى الفلسطينيين. وانتقد مسؤول اسرائيلي كبير الاحد اللقاء بين عريقات ومتكي. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته «يبدو ان الفلسطينيين ليس لديهم اي رادع للقاء اعداء السلام الاكثر تطرفا والاكثر عنفا»»