أعلن موسى أبو مرزوق, نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس, أن مصر ستوجه الدعوة، نهاية الأسبوع المقبل للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وقادة الفصائل الفلسطينية للتوقيع النهائي على اتفاق المصالحة موسى أبو مرزوق وعزام الأحمد في مؤتمر صحفي بالقاهرة (أ ف ب) الذي جرى التوصل إليه، أول أمس الأربعاء، بالقاهرة بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية. وقال القيادي الفلسطيني, في مؤتمر صحفي بالقاهرة, إن الفصائل الفلسطينية ستعمل, بمجرد التوقيع النهائي على الاتفاق, على تفعيله وتنفيذ مضامينه بما يحقق المصالحة الداخلية. وكشف عن مضامين الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه, الذي يتلخص في إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني متزامنة بعد عام من تاريخ توقيع الفصائل للمصالحة. كما اتفقت الحركتان على تفعيل لجنة منظمة التحرير وإعادة تشكيلها وهيكلتها بحيث تكون قراراتها غير قابلة للتعطيل بما لا يتعارض مع صلاحيات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وفي ملف الأمن, جرى الاتفاق على ضرورة تشكيل اللجنة الأمنية العليا بمرسوم رئاسي بالتوافق, وهو مطلب لحماس, علاوة على تفعيل المجلس التشريعي في هذه المرحلة طبقا للقانون الأساسي. وجرى الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة وحدة من كفاءات وطنية يجري تعيين رئيسها وأعضائها بالتوافق, على أن تقوم الحكومة الجديدة بمهام تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمصالحة الاجتماعية. ولقي التوصل إلى اتفاق بين فتح وحماس ترحيبا كبيرا لدى مختلف الفصائل الفلسطينية، إذ عبر إسماعيل هنية القيادي في حماس عن ارتياحه للتوصل لهذا الاتفاق، الذي يشكل خطوة في طريق تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الفلسطينية وإنهاء الحصار على غزة. من جهتها, دعت حنان عشراوي, عضوة اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسة دائرة الثقافة والإعلام بالمنظمة, جميع الأطراف الفلسطينية إلى اتخاذ إجراءات عملية لترسيخ مبدأ المصالحة والتعاون في إطار ديمقراطي حقيقي وتغليب المصلحة الوطنية والتحلي بالمسؤولية. من جانبه, ثمن عبد العزيز الشقاقي, رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة, قرار حركتي فتح وحماس بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق المصالحة الفلسطينية الشاملة، الذي جاء لينهي حقبة سوداء في التاريخ الفلسطيني ويؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والبناء الوطني. أما في الجانب الإسرائيلي, فصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الرئيس عباس لا يمكنه أن يأمل بإبرام اتفاق للسلام مع إسرائيل إذا مضى قدما في اتفاق المصالحة مع حركة حماس. وقال نتنياهو, بعد إعلان حماس وفتح أنهما تجاوزتا خلافاتهما, إن على السلطة الفلسطينية أن تختار إما السلام مع إسرائيل أو مع حماس. وهدد وزير خارجية إسرائيل، أفيغدور ليبرمان، أمس الخميس، باللجوء إلى "ترسانة كبيرة من الإجراءات" الانتقامية ضد السلطة الفلسطينية إثر إبرام الاتفاق بين حركتي فتح وحماس. وقال ليبرمان في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي "لقد جرى مع هذا الاتفاق تخطي خط أحمر (..) نملك ترسانة كبيرة من الإجراءات كإلغاء وضع الشخصية المهمة لأبو مازن (محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية) وسلام فياض (رئيس الوزراء الفلسطيني) ما سيمنعهما من التحرك بحرية" في الضفة الغربية. وأضاف" يمكننا أيضا تجميد تحويل الضرائب المقتطعة في إسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية".