أعلنت حركتا حماس وفتح أنهما اتفقتا في لقاءٍ ودي بدمشق على حل عدة قضايا عالقة بينهما، وأنهما حددتا خطوات معينة نحو المصالحة الفلسطينية. وبحسب إعلان مشترك تلاه موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، مساء الجمعة الماضية، فإن الحركتين اتفقتا على الكثير من نقاط الخلاف بينهما، وعلى عقد لقاء قريب بين الحركتين للتفاهم على بقية النقاط، والوصول إلى صيغة نهائية لهذه التفاهمات الفلسطينية مع كافة الفصائل والقوى الفلسطينية. وأضاف أبو مرزوق أنه تم الاتفاق على أن يتم بعد ذلك التوجه إلى القاهرة للتوقيع على ورقة المصالحة، واعتبار هذه التفاهمات ملزمةً وجزءًا لا يتجزأ من عملية تنفيذ ورقة المصالحة وإنهاء حالة الانقسام. جاء ذلك بعد أن التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة السورية وفدًا قياديًّا من فتح برئاسة عزام الأحمد، وتركًّز اللقاء، الذي استمر أربع ساعات، على سبل الخروج من الانقسام الفلسطيني الحاد. وأشار البيان إلى أن ذلك اللقاء الذي جرى بحضور العديد من قياديي الحركتين، استعرض نقاط الخلاف التي وردت في ورقة المصالحة التي أعدتها مصر في ضوء الحوار الوطني الفلسطيني الشامل والحوارات الثنائية بين حركتي فتح وحماس. وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس: إن الجانبين سيلتقيان في دمشق الشهر المقبل، في محاولةٍ لحل الخلافات بشأن الورقة، قبل الذهاب إلى القاهرة. ووصف البيان اللقاء بين قياديي الحركتين بأنه جرى في أجواء أخوية وودية ورغبة صادقة من الطرفين لإنهاء الانقسام. وفي غزة رحَّب إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال خطبة صلاة الجمعة، بهذا اللقاء باعتباره سبيلاً إلى تحقيق مصالحة وطنية تقوم على أساس تأمين الشراكة السياسة والأمنية. وأضاف أن ذلك يجب أن يكون على أساس تأمين الانتخابات كوسيلةٍ حضاريةٍ للتداول السلمي للسلطة وتأمين المرجعيات القيادية للشعب الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها سياسيًّا وإداريًّا لتضم كل أبناء الشعب الفلسطيني. وأكد أن أي مصالحة سيكتب لها الاستمرار والديمومة لا بد أن تلتزم بهذه القواعد وبهذه الأسس؛ لأننا لا يمكن أن نُكرر تجارب المصالحات على التوقيعات دون أن تكون لها ترجمات حقيقية على أرض الواقع.