تحولت المواجهات المسلحة في مدينة بنغازي، التي يواصل بها الجيش الليبي منذ 15 من الشهر الجاري عملية عسكرية واسعة ضد مجموعات مسلحة تابعة ل(مجلس شورى ثوار بنغازي)، إلى حرب شوارع بعد اقتحام وحدات من الجيش عددا من الاحياء والمواقع وتضييقها الخناق على هذه المجموعات. وانتقل مسرح الاشتباكات التي تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة إلى قلب مدينة بنغازي بعدما كانت تدور لفترة طويلة في ضواحيها وخاصة في منطقة (بنينا) التي استعاد الجيش الليبي السيطرة عليها ليقلب معادلة الصراع من الدفاع الى الهجوم ويتقدم في اتجاه بنغازي مدعوما بمجموعات من شباب المدينة المسلحين .
وفي ضوء هذه التطورات الميدانية بات المدنيون في مرمى نيران المواجهات الأمر الذي تسبب في سقوط ضحايا وأجبر عشرات الأسر على النزوح من أحياء ك الماجوري ، والسلماني والصابري. وقتل أمس الأربعاء سبعة أشخاص وأصيب عدد آخر جراء سقوط قذيفة على خيمة عزاء في منطقة (الماجوري) وسط بنغازي كما استقبل مستشفى الهواري بالمدينة عددا من المصابين المدنيين جراء المواجهات الدائرة في منطقة السلماني . وطالب المسؤول الاعلامي بالمستشفى هاني العريبي الأطقم الطبية بالالتحاق بالعمل "لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين كواجب مهني وإنساني بسبب الظروف التي تمر بها مدينة بنغازي".
وبخصوص جديد الوضع في بنغازي أكد المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي العقيد محمد حجازي أن الجيش يسيطر على أزيد من 90 بالمائة من المدينة مبرزا أنه تمكن من تحقيق مكاسب على الأرض بدخوله مانطق حي السلام، والسلماني ،والوحيشي، وسيدي يونس، وزواوة.
وذكر حجازي في تصريح صحفي أن وحدات الجيش "تمشط حاليا المناطق التي كان يتحصن بها المسلحون"مشيرا إلى انه تم العثور على أزيد من 150 حقيبة متفجرة وأسلحة وذخائر بعدد من الشقق والدور السكنية التي تم اقتحامها. وقال المسؤول العسكري إن إعلان "تطهير" بنغازي من الجماعات "بات قريبا" منوها إلى أن عناصر هذه المجموعات "تتحصن في بعض المنازل لإيجاد ثغرة للهرب الى منطقتي القورائة وسيدي فرج بضواحي المدينة. وفي غرب البلاد برز تطور جديد ينذر بدخول المواجهات الدائرة ب(الجبل الغربي) بين قوات تابعة لغرفة عمليات الجيش الليبي بالمنطقة الغربية وأخرى موالية لعملية (فجر ليبيا) فصلا جديدا بعد إعلان منتسبين للجيش مناصرتهم ل (فجر ليبيا).
وأعلن هؤلاء المنتسبون في مؤتمر "استثنائي" عقدوه أمس الاربعاء بمدينة صرمان (60 كلمتر غرب طرابلس) ، بحضور قادة وحدات الجيش والضباط، وضباط الصف والجنود، دعمهم ل "استمرار عمليات فجر ليبيا في المحاور القتالية ضد الانقلابيين والمتحالفين مع عناصر النظام المنهار" مؤكدين أنهم "سيردون على أي اعتداء خارجي يهدد تراب الوطن ووحدته". كما أدانوا "الإرهاب بكل أشكاله" مبدين حرصهم على إعادة تأهيل المؤسسة العسكرية وتطويرها "للقيام بواجباتها المشروعة والحقيقية".
وقال اللواء بالجيش الليبي عبد السلام جاب الله العبيدي الذي ترأس المؤتمر إن المنتسبين قرورا دعم عملية فجر ليبيا "لان الانقلاب بات واضحا وأزلام النظام( السابق) يتحركون بحرية في بلدان الجوار".
واعتبر العبيدي في مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر أن "لاحل للازمة في ليبيا الا بالجلوس مع الثوار الموجودين على الارض" داعيا الى "وقف نزيف الدماء والقتل". بالمقابل أكد العقيد ادريس مادي آمر غرفة العمليات العسكرية بالمنطقة الغربية الموالية لحكومة عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب المنتخب ان الاستعدادات جارية "بكل الطرق والوسائل لتطهير المناطق التي تتواجد فيها مجموعات فجر ليبيا مع الحرص على ايقاع أقل الخسائر والاضرار بالبنية التحتية والمدنيين".
وقال العميد مادي في تصريح صحفي إن الجيش يبسط سيطرته التامة على مناطق (الرابطة وبوشيبة والكسارات وشلغودة) في الغرب الليبي مشيرا الى ان هناك اشتباكات مع مجموعات "تحاول قطع الامدادات عن الجيش خاصة في مناطق بورشادة والرابطة بير الداكم".