دعا المشاركون في ندوة "الأمازيغية وتنزيل الدستور"، التي نظمت مساء امس الجمعة بالرباط، إلى التعجيل بإخراج القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وفق مقاربة تشاركية، لكون الأمازيغية تعد رصيدا مشتركا للمغاربة بدون استثناء كما ينص على ذلك الدستور. واعتبر المتدخلون، خلال ذات الندوة التي نظمها المعهد الملكي للثقافة الامازيغية تخليدا للذكرى الثالثة عشرة للخطاب الملكي بأجدير، أن إصدار القانونين التنظيميين المتعلقين بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية يعد مطلبا ملحا بالنظر لكون القوانين التنظيمية تشكل استكمالا للدستور وتنزيلا لمقتضياته.
وشدد المشاركون خلال هذا اللقاء، الذي شارك فيه فاعلون سياسيون وخبراء في الشأن الامازيغي، على ضرورة ترصيد المكتسبات والإنجازات التي تم تحقيقها في مجال النهوض ورد الاعتبار إلى الأمازيغية خلال العشرية الأخيرة.
وأبرز المتدخلون الرصيد الذي يتوفر عليه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في هذا المجال، وكذا المقترحات التي تقدمت بها فعاليات سياسية وهيئات المجتمع المدني في هذا الشأن.
كما توقفوا عند أهمية تعزيز الجهود المبذولة في مجال تدريس اللغة الأمازيغية وحضور هذه اللغة بالإعلام العمومي، داعين إلى الشروع في تعميم لوحات التشوير بالمدن والقرى باللغة الأمازيغية وكذا أسماء الشوارع والساحات العمومية، وذلك في أفق صدور القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الامازيغية.
وأكدت وثيقة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وزعت خلال هذه الندوة، أن الخطاب الملكي السامي لأجدير سنة 2001 "فتح ورشا جديدا في مسار مصالحة المغرب مع تاريخه وهويته بالاعتراف بالمكونات الثقافية للشخصية المغربية، وأعاد الاعتبار للمكون الأمازيغي لهذه الشخصية".
وأضافت أن "المعهد ساهم منذ إحداثه في بناء مغرب العهد الجديد بمساهماته الأكاديمية ومبادراته المواطنة مترجما للواقع شعار الأمازيغية مسؤولية وطنية".
شارك فيه هذه الندوة، التي أدارها السيد إدريس خروز مدير المكتبة الوطنية للمملكة، السادة أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وسعيد فكاك (حزب التقدم والاشتراكية)، وعدي السباعي (الحركة الشعبية)، وعبد العالي حامي الدين (حزب العدالة والتنمية)، ومحمد الساسي (الحزب الاشتراكي الموحد) وعزيز بنعزوز (حزب الأصالة والمعاصرة).
يذكر أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ينظم، تخليدا للذكرى الثالثة عشرة للخطاب الملكي السامي بأجدير، أنشطة ثقافية متنوعة، تحت شعار "الأمازيغية والرهانات المستقبلية".
ويشمل برنامج هذه الأنشطة، على الخصوص، تكريم الأطر التربوية العاملة في مجال تدريس الأمازيغية وتسليم جائزة الثقافة الأمازيغية برسم 2013، وسهرة فنية كبرى اليوم السبت بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط تخليدا لهذه المناسبة.