تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية يجب أن يتم بشكل تشاركي دعا خبراء وأساتذة جامعيون إلى اعتماد مقاربة تشاركية في إعداد مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، وترصيد المنجزات والمكتسبات في مجال الحقل الأكاديمي والبحث العلمي. وفي هذا الصدد، أكد ندير المومني أستاذ العلوم السياسية، في مداخلة، في إطار ندوة نظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حول «مساهمة المعهد في إعداد القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في الدستور»، الخميس بالرباط، أن إعداد القوانين التنظيمية التي تعد بمثابة تكملة للدستور يقتضي أن يتم في إطار مقاربة تشاركية، لاسيما من خلال توسيع دور مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين . كما شدد خلال هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار الفعاليات المخلدة للذكرى 12 للخطاب الملكي بأجدير وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، على ضرورة الاستفادة من الرصيد الذي راكمه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باعتباره فاعلا «تاريخيا» في مجال حماية والنهوض بالثقافة واللغة الأمازيغيتين مبرزا أن مشروع القانون التنظيمي المذكور يتعين أيضا أن يحدد أهداف ومبادئ السياسة اللغوية المنشودة في البلاد. من جانبه، توقف أستاذ القانون الإداري عبد الأحد الفاسي عند الصيغ التي يمكن أن يتخذها المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية بين هيئة استشارية أو تقريرية أو توجيهية، مبرزا الدور المحوري لهذه الهيئة في مجال بلورة السياسة الثقافية العامة . وتميزت أشغال هذه الندوة أيضا بعرض حول «مقترحات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بخصوص إعمال الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في ضوء الدستور» ألقاه الأستاذ عبد السلام خلفي الباحث بالمعهد تم خلاله التأكيد على أهمية ترصيد وتجويد المنجزات والمكتسبات على مستوى السياسات العمومية خاصة في القطاعات ذات الأولوية كالتعليم «النصوص التربوية والتنظيمية الخ»، والإعلام، والثقافة، والحقوق اللغوية والثقافية. كما دعا الأستاذ الخلفي، في هذا الصدد، إلى اعتماد مقاربة لغوية وثقافية وطنية متوازنة قوامها المساواة والإنصاف والتكافؤ، وصياغة مخطط استراتيجي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية على مستوى الأهداف والمدة الزمنية لتنفيذها وتحديد السلطة المسؤولة عن ذلك والإجراءات الخاصة بآليات التنفيذ ثم الميزانية المطلوبة. وقد تضمن برنامج الفعاليات المخلدة للذكرى 12 للخطاب الملكي بأجدير وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أيضا تسليم جائزة الثقافة الأمازيغية برسم سنة 2012 ، حيث تم، مساء الجمعة، تسليم الجائزة التقديرية للثقافة الأمازيغية برسم سنة 2012 للأستاذ حسن إذ بلقاسم، عضو هيئة المحامين منذ سنة 1982، وعضو المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ما بين سنتي 2002 و2010. وإذ بلقاسم، الذي سلمه الجائزة مدير المعهد أحمد بوكوس، عضو مؤسس للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وله عدة إصدارات من ضمنها ديوانا شعر ومجموعة قصصية باللغة الأمازيغية. وتسلم الجائزة الوطنية للبحث أحمد السكونتي عن كتابه باللغة الفرنسية «الدم والتراب .. الترحال والاستقرار المغرب». وتسلم الجائزة الوطنية للإبداع كل من عبد الكريم القاضي عن مجموعة شعرية باللغة الأمازيغية «كن نفسك»، ومحمد أوحمو عن مجموعة قصصية باللغة الأمازيغية أيضا «كابوس»، فيما تسلم الجائزة الوطنية للتربية والتعليم كل من رشيد نجيب المكون بمركز تكوين المكونين بكلميم - السمارة عن فئة المكونين، وعبد الرحمان بايبا أستاذ التعليم الابتدائي بنيابة ورزازات عن فئة الأساتذة. أما الجائزة الوطنية للإعلام والاتصال السمعي البصري بالأمازيغية، فقد تسلمها كل من سمير المقدم عن برنامجه التلفزي «تامازيغت في قلب أحداث آيت بوعياش»، ووداد أدرداك عن برنامجها الإذاعي «أتاي ن ثمورت إينو»، كما منحت الجائزة الوطنية للمخطوط لفؤاد المهداوي عن المجموعين الأول والثاني لمحمد بن علي أوزال ومجموعة من الوثائق العدلية. وتسلمت الجائزة الوطنية للفنون»صنف الأغنية العصرية» مجموعة تيفيور، التي أحدثت عام 2006، فيما تسلمت الجائزة الوطنية للفنون»صنف الرقص الجماعي» المجموعة الوطنية للتراث الشعبي في شخص رئيسها الفنان يحيى بوقدير. وتقرر حجب الجائزة الوطنية للترجمة، والجوائز الوطنية للفنون «صنف الأغنية التقليدية، وصنف الفيلم، وصنف المسرح» برسم سنة 2012. يشار إلى أنه تم تسليم جائزة الثقافة الأمازيغية في إطار تخليد الذكرى ال12 للخطاب الملكي السامي في أجدير، وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وذلك تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. ويشارك المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي دأب منذ سنة 2003 على تخليد الذكرى التاريخية للخطاب الملكي بأجدير»17 أكتوبر 2001»، بتعاون مع السلطات الحكومية والمؤسسات المعنية، في تنفيذ السياسات المعتمدة من أجل إدراج الأمازيغية في المنظومة التربوية، وضمان إشعاعها في الفضاء الاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني والجهوي والمحلي. وقد تم، أول أمس السبت، تنظيم سهرة فنية بالمسرح الوطني محمد الخامس.