نجم مات.. مات المناضل المكافح المبدع البديع الجميل الأصيل الزاهد العبثي العدمي الحالم المحارب المجاهد الساحر الساخر الجامد الصلب المرن الليِّن الحاد المندفع المعتذر المسامح، السافر المسافر المهاجر الساكن القَلِق المطمئن، الأنيس النافر المعافر الراضي القانع المتمرد الشرس الغلبان، المغرور بتواضعه، اللئيم الطيب الخبيث الساذَج الحر السيد عبد الحرية، المنشد شاعر الربابة والصبابة، العاشق المواطن الوطني الأهلاوي، المستخفّ المستغنى النَّهِم المتعفف العابث الملتزم الواضح المتناقض، البذيء شديد الأدب صاحب المزاج وصاحب الناس كلها، اليتيم اللي مش متربِّى الذي ربَّى مبدعي مصر، خريج الملاجئ الذي جعل بيته ملجأ لكل الأحرار. أخشن حنون ممكن تشوفه وأحن خشن ممكن تعرفه، لم يكمل تعليمه فأكمل تعليمنا كلنا أستاذًا ومدرسة وجامعة وورشة وقهوة ومصطبة وغرزة.
صبور، ضيق الصدر، يحب الحب، مش مركز في المحبوب، لم يكلّ ولم يملّ حتى إنه زهق من أمله وتشاءم من تفاؤله، لم ينحنِ أبدًا ولم يفرِّط في كبريائه أبدًا، ولم يهدر كرامته أبدًا ولم يكن يفكر في «أبدًا» دي خالص، فهو يعيش باليومية، عمِّي وعم الناس دي بحالها.
مات عمّي أحمد فؤاد نجم، وما كنا نظن أنه يعملها فينا ويموت.