تسود تخوفات كبيرة وسط ساكنة الجزائر، وخاصة في المناطق الجنوبية، وذلك بسبب ظهور حالات إصابة بمرض الملاريا وسقوط اولى ضحاياه الاسبوع المنصرم، وهو ما يذكر المواطنين بمأساة 1960 حيت سجلت اكثر من 100 الف حالة.. وفي هذا الاطار أكد مسؤولون في وزارة الصحة الجزائرية، امس الاثنين 11 نونبر 2012، أن ثلاثة أشخاص توفوا خلال الأسبوع الماضي بحمى "الملاريا"، وذلك رغم إعلان الجزائر القضاء على هذا الوباء منذ 50 سنة.
وتم تسجيل 4 حالات إصابة مؤكدة بحمى "الملاريا" المتنقلة عن طريق البعوض منذ متم شهر أكتوبر المنصرم، في كل من مدينة باتنة الواقعة على بعد 450 كلم جنوب شرق العاصمة التي توفي فيها شخصان، وتسع حالات توفي منها شخص واحد في مدينة غرداية على بعد 600 كلم جنوبالجزائر العاصمة، بحسب وزارة الصحة.
وأوضح مدير عام الوقاية في وزارة الصحة الجزائرية البروفسور إسماعيل مصباح للإذاعة الجزائرية، أن التحاليل الأولى أظهرت أن "المرض جاء من خارج الجزائر لكنه لم يستبعد وجود مرتع صغير مؤقت له في البلاد" ما دعا الوزارة إلى تنظيم حملة فحص في كل الأحياء القريبة من سكن المصابين.
وسجلت مديرية الصحة الجزائرية في ولاية مستغانم مساء الجمعة الماضي، أولى حالات لإصابة بالمرض الذى انتشر مؤخرا في مناطق جنوب البلاد. وأفادت المديرية بأن المصاب هو شاب كان من بين الجزائرين الذين توجهوا إلى بوركينافاسو لتشجيع المنتخب الوطنى لكرة القدم خلال لقاء ذهاب تصفيات كأس العالم بالبرازيل 2014، وهو الآن يخضع للعلاج فى مستشفى الولاية.
وكانت قد ظهرت قبل ذلك حالات للإصابة فى ولايتى غرادية وباتنه حيث أصيب فى غرادية وحدها أزيد من 12 شخصا . وكانت الجزائر أعلنت القضاء نهائيا على مرض "الملايريا" في ستينيات القرن الماضي، بعدما سجلت أزيد من 100 ألف حالة سنة 1960. وبحسب البروفسور مصباح فان الجزائر تسجل حاليا بين 300 و400 حالة سنويا، كلها مصدرها من خارج الجزائر.
يشار إلى ان الجزائر تشترك مع دول الساحل الإفريقي، التي ينتشر فيها المرض بكثرة، بحدود بطول آلاف الكيلومترات. وتتسبب الملاريا في وفاة 660 ألف شخص سنويا في إفريقيا، وخاصة في شريحة الأطفال البالغين أقل من خمس سنوات، بحسب منظمة الصحة العالمية.
والملاريا مرض يسبّبه طفيلي يُدعى المتصوّرة. وينتقل ذلك الطفيلي إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحامل له، ثم يشرع في التكاثر في الكبد ويغزو الكريات الحمراء بعد ذلك.
ومن أعراض الملاريا الحمى والصداع والتقيّؤ. وتظهر تلك الأعراض، عادة، بعد مضي 10 أيام إلى 15 يوماً على التعرّض للدغ البعوض. ويمكن للملاريا، إذا لم تُعالج، أن تتهدّد حياة المصاب بها بسرعة من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم. وقد اكتسب الطفيلي المسبّب للملاريا، في كثير من أنحاء العالم، القدرة على مقاومة عدد من الأدوية المضادة له.
ومن التدخلات الرامية إلى مكافحة الملاريا التعجيل بتوفير العلاج الناجع المتمثّل في المعالجات التوليفية التي تحتوي على مادة الأرتيميسينين؛ وحثّ الفئات المختطرة على استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات؛ والرشّ الثمالي داخل المباني باستخدام مبيد للحشرات من أجل مكافحة الحشرات النواقل.