تعد الأمراض شبحا يرعب المواطنين بمختلف فئاتهم ومستوياتهم ومن كل الأعمار، ففضلا عن التخوف من تداعياتها السلبية والتي قد تصل إلى حد الوفاة ، فإن لها تكلفة مادية باهظة، إن على مستوى الفرد أو المجتمع ككل. ويعرف حضور الأمراض تباينا وتفاوتا بين هذا المرض وذاك، إذ في الوقت الذي تستمر علل في تأكيد حضورها المرضي، فإن هناك أخرى نجدها قد انقرضت وتم القضاء عليها نهائيا بفعل البرامج الصحية التي تم تسطيرها، هذا في الوقت الذي تأبى أنواع أخرى إلا أن تنبعث من جديد، كما هو حال العنقاء وتعاود الظهور، بعضها بالكيفية الأصلية والبعض الآخر بشكل أكثر تطورا، مما يطرح أكثر من سؤال حول طبيعة الأمراض التي تعرفها خارطة الوبائيات في المغرب محددات صحية منح الدستور المغربي لسنة 2011 لقطاع الصحة اهتماما خاصا، وذلك من خلال دعوة الدولة والمؤسسات العامة والجماعات المحلية، لتعبئة كل الوسائل المتاحة لتسهيل ولوج المواطنين ، على قدم المساواة، للمنظومة الصحية، وحتى يتسنى للمواطنين الاستفادة من الحق في الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، والتغطية الطبية والتضامن التعاضدي أو المنظم من طرف الدولة. ونفس الشيء ينطبق على التصريح الحكومي، كما أن المادة 3 من القانون 34-09 الخاص بالمنظومة الصحية، تنص على أن الإجراءات التي تتخذها الدولة في الميدان الصحي تشمل مجالات الوقاية ضد المخاطر لتعزيز الصحة، والتعليم، ونمط حياة صحي، والتفتيش الصحي وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية وإعادة التأهيل، وتعزيز الصلاحيات الممنوحة للأقاليم والسلطات المحلية. إلى جانب ذلك، فإن الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة كرّس الحق لأي شخص في العيش في بيئة صحية تضمن السلامة والصحة، وبالتالي فإنه، وبناء على هذا المعطى، فإن الصحة البيئية تشكل محورا استراتيجيا هاما للوقاية من الأمراض . أما على المستوى الدولي، فإن اللوائح الصحية الدولية (2005 ) ، التي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية في دورتها الثامنة والخمسين بتاريخ 23 مايو2005، تمنح إطارا عالميا موحدا لإدارة المخاطر والطوارئ الصحية العمومية التي تثير قلقا دوليا والقادرة على الانتشار عبر الحدود وتهديد الناس في شتى أرجاء العالم. وتهدف هذه اللوائح إلى دعم الإستراتيجية العالمية بشأن الأمن الصحي من خلال الإنذار بحدوث الأوبئة والاستجابة لتفشي المرض. وتقتضي هذه اللوائح من البلدان تدعيم ما تمتلكه من قدرات في مجال رصد الأخطار الصحية العمومية ومواجهتها. وقد بادر المغرب إلى تطبيق مقتضياتها منذ دخولها حيز التنفيذ بتاريخ 15 يونيو 2007 . ولأهميتها، تم نشرها في الجريدة الرسمية بواسطة الظهير الشريف رقم 212.09.1 الصادر بتاريخ 7 ذو القعدة 1430 (26 أكتوبر 2009). هذا في الوقت الذي أكد الاجتماع التاريخي الرفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن الأمراض المزمنة ، الذي عقد في نيويورك في شتنبر 2011 ، على أن الأمراض غير المعدية تمثل واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه التنمية في القرن المقبل على النطاق العالمي، حيث حثت منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء من أجل وضع إطار لرصد التقدم المحرز على الصعيد العالمي، وإعداد، وذلك قبل نهاية عام 2012، توصيات من اجل تحديد مجموعة من المؤشرات العالمية لرصد التطورات وتقييم التقدم المحقق في البلدان للحد من عدد المعرضين للمعاناة والعجز والوفاة المبكرة بسبب الأمراض غير المعدية. أمراض في خبر كان استنادا للمهام التي تقوم بها مديرية علم الأوبئة و محاربة الأمراض، والتي ترتكز على المراقبة الوبائية وتدبير برامج محاربة الأمراض السارية «المعدية»، وغير السارية، والصحة البيئية، فقد استطاع المغرب القضاء على بعض الأمراض المتنقلة والتقليص من حدة بعضها، كما مكنت الاستراتيجيات المعمول بها من وضع آليات وتدابير تروم تعزيز الوقاية من الأمراض غير السارية وكذا المشاكل الصحية الناتجة عن الاختلالات البيئية. وبناء عليه، فإن خارطة الأمراض الوبائية في المغرب تتميز ب 3 أوضاع مختلفة. وضع إيجابي جدا، ويتمثل في القضاء على أمراض كانت في السابق تمثل قلقا على الصعيد الوطني. وهذه الأمراض هي الملاريا، والبلهارسيا، والتراخوما، والكوليرا، والأمراض المستهدفة للتحصين : الملاريا هي عبارة عن مرض يسبّبه طفيلي يُدعى المتصوّرة، وينتقل ذلك الطفيلي إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحامل له، ثم يشرع في التكاثر في الكبد ويغزو الكريات الحمراء بعد ذلك. ومن أعراض هذا المرض، الحمى والصداع والتقيّؤ. وتظهر تلك الأعراض، عادة، بعد مضي 10 إلى 15 يوماً على التعرّض للسعة البعوض. ويمكن للملاريا، إذا لم تُعالج، أن تتهدّد حياة المصاب بها بسرعة من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم. وقد اكتسب الطفيلي المسبّب للملاريا، في كثير من أنحاء العالم، القدرة على مقاومة عدد من الأدوية المضادة له. ومن التدخلات الرامية إلى مكافحة الملاريا التعجيل بتوفير العلاج الناجع المتمثّل في المعالجات التوليفية التي تحتوي على مادة الأرتيميسينين؛ وحثّ الفئات المختطرة على استخدام "الناموسيات" المعالجة بمبيدات الحشرات؛ و "الرشّ الثمالي" داخل المباني باستخدام مبيد للحشرات من أجل مكافحة الحشرات النواقل. وقد حصل المغرب على شهادة من الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية سنة 2009، تفيد بأنه تمكن من القضاء على داء الملاريا. ووفقا لتقرير لهذه المنظمة فقد مكنت برامج مكافحة الملاريا، التي تم نشرها على نطاق واسع بين 2008 و2010، من حماية أكثر من 578 مليون شخص معرض لخطر الإصابة بالملاريا في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، كما مكنت عملية رش البنايات السكنية من حماية أزيد من 75 مليون نسمة، أي 10 في المئة من السكان المهددين سنة 2009 . البلهارسيا مرض تسببه طفيليات من مجموعة المثقبات "Trematodes"، وهي تشبه الملاريا من حيث الأثر الاجتماعي الاقتصادي والصحي. وهو مرض متوطن (Endemic disease) في 74 دولة ، وبحسب التقديرات، فإن عدد الحاملين لهذا الطفيل يصل إلى قرابة 200 مليون شخص ، من بينهم حوالي 20 مليونا اصيبوا بالمرض بشكله الحاد، و120 مليونا آخرين يشعرون بالأعراض. ويعيش غالبية المرضى في افريقيا والقليل منهم في جنوب امريكيا والشرق الاقصى، بينما يصيب داء البلهارسيا ايضا، سكان بعض الدول العربية، إذ تعتبر مصر من بين البلدان العربية التي تعرف معاناة مع هذا الداء. وهناك خمسة أنواع من البلهارسيا التي تسبب المرض للإنسان، وهي : المنسونية (S.mansoni)، البلهارسيا الدموية (S.haematobium)، اليابانية (S.japonicum)، الميكونوغية (S.mekongi)، والمقحمة (S.intercalatum) . ويتميز هذا الطفيل بدورة حياة فريدة من نوعها، حيث انه عندما يصل إلى مرحلة البلوغ من حياته، تبيض الأنثى حوالي 300 بيضة في اليوم. هذه البيوض (التي يبلغ حجمها 55x145 ميكرو) تفقس عندما تصل إلى مجمع للمياه العذبة، وتخرج من داخلها طفيليات (Miracidia) ذات السياط، وتقوم الطفيليات بنقل العدوى إلى محارات (حلزونات) معينة، وبعد 4-6 أسابيع من التكاثر تفقس طفيليات على شكل ذانبة (Cercaria)، ويمكن لهذه الذانبة (Cercaria) اختراق جلد الإنسان، حيث تتحول الى بلهارسيا وتنتقل للرئة، وبعد مكوثها فترة قصيرة فيها، ينتقل الطفيل عن طريق الجهاز الهضمي إلى محطته الأخيرة، وهي الأوعية الدموية في الأمعاء أو إلى منطقة مثانة البول. وتتركز الديدان البالغة، والتي تعيش ما بين 5-10 سنوات، في الأوعية الدموية المؤدية إلى الكبد أو إلى المثانة البولية. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن الإصابة بالطفيل بعد السباحة في تجمع للمياه ملوث بالذوانب (Cercaria)، حيث يشعر المصاب في المرحلة الأولى بحكة خفيفة في الجلد، وفي المرحلة التالية يصاب بالسعال الذي يتواصل لعدة أيام وترافقه حمى. أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بالنوع المحدد للطفيل، إذ تظهر أعراض تتعلق بجهاز البول، مثل حرقة ونزيف في البول، وانسداد الحالبين (ureters) . وفي مراحل متقدمة أكثر يتعلق المرض بسرطان المثانة البولية. كما أنه في بلهارسيات الجهاز الهضمي تتركز الإصابة بالكبد، ويعود سبب هذه الإصابة إلى البيوض التي يتم نقلها إلى أوردة الكبد وتسبب تشمع الكبد (Liver cirrhosis) وانسداد الأوعية الدموية. التراخوما سبق وأن أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن هناك بلدانا عدة في طريقها إلى التخلص من التراخوما المسبّبة للعمى، وهو أحد أمراض العين المعدية. وتأتي هذه النتائج ثمرة للجهود المبذولة من أجل بلوغ المرمى العالمي الذي حدّدته جمعية الصحة العالمية في عام 1998 والمتمثل في التخلص من هذا المرض المسبب للعجز بحلول 2020 . وتشير التقديرات إلى أن عدد المصابين بالتراخوما انخفض إلى نحو 80 مليون نسمة بعد أن كان يبلغ 360 مليون نسمة في سنة 1985، وذلك بفضل الجهود المنسقة التي بذلها أعضاء التحالف الذي شكّلته منظمة الصحة العالمية، وهي تنتشر في أشد المناطق فقرا وعزلة في 56 بلدا تقع في أفريقيا، وآسيا وأمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية، وقارة أستراليا، ومنطقة الشرق الأوسط. وكان المغرب قد أكد إلى جانب عمان والمكسيك في الاجتماع العاشر الذي عقده التحالف المذكور، بأنّه ينفّذ بنجاح استراتيجياته الوطنية التي تتضمن التدخلات اللازمة للتخلّص من التراخوما، انطلاقاً من الاستراتيجية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وهي جراحة الأهداب، والمضادات الحيوية، ونظافة الوجه، وتحسين البيئة. وتؤكّد تلك الاستراتيجية على ضرورة اتخاذ إجراءات شاملة في مجال الصحة العمومية و تدعو إلى جراحة الأجفان، واستخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى، والحفاظ على نظافة الوجه، ومراعاة التغيّرات البيئية. ويمكن أن تسهم تلك الاستراتيجية، إذا ما تم تنفيذها على نحو شامل، في توقّي جميع حالات العمى الناجمة عن التراخوما تقريباً. والتراخوما هو مرض مردّه عدوى تصيب العين وتنتقل من شخص إلى آخر، وتنتقل تلك العدوى، عادة، بين الأطفال ومن الطفل إلى أمّه داخل الأسرة، وخصوصا عندما تشح المياه ويتكاثر الذباب ويتكدّس الناس في البيوت. وينقل الشخص المصاب بالتراخوما العدوى عن طريق اليدين أو الألبسة أو الذباب الذي يحط على وجه الشخص السليم. وتبدأ العدوى، في غالب الأحيان، في مرحلة الرضاعة أو الطفولة وتصبح حالة مزمنة بعد ذلك، وفي نهاية المطاف تتسبّب تلك العدوى، إذا لم تُعالج، في انقلاب جفن العين الذي يؤدي بدوره إلى احتكاك أهداب العين بالمقلة، ممّا يتسبّب في آلام مبرّحة وتندّب الجفن. وتؤدي كل تلك المشكلات إلى حالة عمى تبدأ عادة بين سنّ الثلاثين أو الأربعين، وتؤدي في غالب الأحيان، إلى إملاق الأفراد وأسرهم. ويصيب العمى النساء بنسبة تفوق نسبة الرجال المصابين بثلاثة أضعاف، وقد يعود سبب ذلك لنزوع النساء إلى مخالطة الأطفال المصابين عن كثب. الكوليرا الكوليرا عدوى معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الضمة الكوليرية. ولها فترة حضانة قصيرة، وتنتج ذيفانا معويا يؤدي إلى إسهال مائي غزير غير مؤلم، يمكن أن يفضي سريعا إلى جفاف شديد وإلى الوفاة إن لم يعط العلاج فورا، كما يحدث القيء بين كثير من المرضى. ومعظم المصابين بالضمة الكوليرية لا يمرضون، رغم وجود البكتيريا في البراز لمدة 7 - 14 يوما، وعندما يحدث المرض بالفعل يكون مابين 80 و90 في المئة من الحالات معتدل الحدة أو متوسط الحدة، ويصعب التمييز سريريا بينه وبين الأنواع الأخرى من الإسهال الحاد. وتحدث لدى أقل من 20% من المرضى، كوليرا نمطية بعلامات تجفاف معتدلة أو شديدة. وتظل الكوليرا تمثل تهديدا عالميا، وهي من بين المؤشرات الأساسية للتنمية الاجتماعية، ولئن كان المرض لم يعد يشكل تهديدا في البلدان التي لديها الحد الأدنى من المعايير الصحية، فهو يظل من التحديات المطروحة على الدول التي لا يمكن فيها ضمان الحصول على مياه الشرب النقية والمرافق الصحية الملائمة. ويواجه كل بلد نامٍ تقريبا فاشيات للكوليرا أو تهديدات بوباء الكوليرا. الأمراض السارية أو المعدية الوضع الصحي الثاني يتسم باستمرار انتقال العدوى من بعض الأمراض ذات الأولوية، على الرغم من الجهود المبذولة في برامج الوقاية والمكافحة. ويتعلق الأمر ، على الخصوص، بداء السل، والأمراض المنقولة جنسيا / السيدا، والتهاب السحايا، وداء الليشمانيات، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة، والتسممات الغذائية (TIAC) والتهاب الكبد الفيروسي. فلاتزال لحد اليوم الأمراض السارية "المعدية" تمثل مصدرا رئيسيا للمعاناة والعجز والوفاة في جميع أنحاء العالم. داء السل مرض السل، هو مشكل رئيسي للصحة العمومية في المغرب، ففي السنوات الأخيرة تم الكشف عن ما بين 27 و 28 ألف حالة جديدة كل سنة، وهو ما يعادل نسبة حدوث من 82 إلى 83 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة سنويا. وقد بلغ عدد حالات الإصابة بداء السل التي تم تسجيلها خلال السنة الفارطة 2012، مامجموعه 27 ألفا و 906 حالة إصابة جديدة بداء السل بمختلف أنواعه، بمعدل 84 حالة إصابة لكل مئة ألف نسمة، وهو الرقم الذي ارتفع مقارنة بسنة 2011 ، التي عرفت تسجيل 27.425 حالة جديدة للسل، هذا العدد الذي شهد بدوره ارتفاعا مقارنة بسنة 2010 التي تم خلالها تسجيل 27.143 حالة لكل أنواع السل. هذا في الوقت الذي سجل انخفاض في حالات السل الرئوي الايجابي اللطاخة، الذي تقلص من حوالي 11.822 حالة جديدة، والذي يشكل الحالة المعدية للمرض، بنسبة حدوث 36 حالة لكل 100 ألف نسمة، إلى 11 ألفا و 774 حالة بمعدل 35.5 في المائة لكل 100 ألف نسمة. من جهة أخرى تسجل جهة الدارالبيضاء الكبرى 20 في المئة من حالات السل الجديدة المسجلة وطنيا، في ظل وجود عوامل تفرمل من نسب العلاج، مع استحضار العوامل الأخرى التي تؤدي إلى انتشار المرض من قبيل نمط العيش، السكن، التغذية، الفقر ...، فضلا عن التشرد، الانحراف، الإدمان، في ظل وجود 18 سريرا فقط لاستقبال المرضى بمستشفى مولاي رشيد ( 10 أسرة للذكور، و8 للإناث)، حتى وإن تغيرت سياسة العلاج التي لم تعد تركز على وضع المرضى بالمستشفيات، لكنها تظل ضرورية بالنسبة لمن لامأوى لهم على سبيل المثال لا الحصر. وتبين معطيات الرصد أن داء السل يصيب الشباب البالغين، بحيث أن 70 في المائة من حالات السل تتراوح أعمارها ما بين 15 و 45 سنة. وبصفة عامة 57 في المائة من الحالات المسجلة هي من جنس الذكور فيما 43 في المائة من الإناث. وينتشر السل بالمغرب بشكل خاص في المناطق الأكثر تحضرا والأكثر أهلية بالسكان، حيث يتم اكتشاف بصفة عامة ما مجموعه 65 في المائة من الحالات في هذه الجهات. وينتمي السكان الأكثر تضررا إلى المناطق الشمالية والسهول الغربية لسلسلة جبال الأطلس، بما فيها الدار البيضاء الكبرى، والرباط سلا زمور زعير، وفاس بولمان، طنجةتطوان. كما تتميز أيضا بعض المجموعات الأخرى مثل الأشخاص المعتقلين بالمؤسسات السجنية بوجود نسبة إصابة مرتفعة، فحالات السل هي 13 أضعاف المعدل المسجل وطنيا بسبب ظروف الاعتقال الصعبة المتمثلة في الضعف النفسي، الاكتظاظ، الاتصال المباشر لفترات طويلة و سوء التهوية بحجرات السجن، وعدم ملاءمة النظام الغذائي. وفي السياق ذاته، فإن هناك معدل إصابة يكاد يكون مستقرا بما يقرب من 200 حالة من حالات السل المزمن، و هذه المجموعة من مرضى تشمل حالات السل التي خضعت للعلاج مرة على الأقل بنظام دوائي من الفئة الثانية. داء فقدان المناعة سبق لوزارة الصحة أن أفادت بأن معدل انتشار فيروس السيدا في صفوف ساكنة المغرب «مستقر منذ سنة 2000 ».. حيث يبلغ أدنى مستوى له ب0.11%. ، وكان بلاغ صادر عن الوزارة الوصية قد أشار إلى أن تقديرات البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، الذي تسهر عليه وزارة الصحة بتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للسيدا تفيد بأن حوالي 29 ألف شخص يعيشون حاملين للفيروس، وبأن عدد الحالات المصابة بفيروس فقدان المناعة المصرح بها بلغ 6824 حالة، بين عام 1986 ونهاية يونيو 2012، منها 4314 حالة مرضية و 2508 حالة حاملة للفيروس. وأضاف البلاغ ذاته أنّ 80 % من الأشخاص الذين يعيشون بفيروس السيدا "لا يعرفون إصابتهم بالفيروس" وأن الإصابة في صفوف البالغين الشباب، المتراوحة أعمارهم مابين 25 و 44 سنة، تمثل 70% . هذا في الوقت الذي أشارت مصادر أخرى إلى أن عدد المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) ارتفع في المغرب بنسبة 52 في المئة بين سنتي 2007 و2011، مضيفة بأن التقديرات الأخيرة للبرنامج الوطني لمكافحة هذا المرض أشارت إلى تسجيل 6842 حالة غير معلنة، فيما تؤكد أرقام جمعية محاربة السيدا بلوغها 32000 شخص، منهم 80 في المئة لا يعرفون أنهم مصابون. إلا أنه يبقى تحديد الحجم الحقيقي للمصابين بالسيدا في المغرب جد صعب، في غياب فحوص شاملة تجرى على نطاق واسع. اللشمانيات تعتبر اللشمانيات من الأمراض الطفيلية المتوطنة، ومن بين المشاكل الصحية ببلادنا. وهي نوعان : اللشمانيا الحشائية: وهي عبارة عن حالات منفردة ومعزولة تصيب بالخصوص الأطفال، وتنتشر خاصة في الأقاليم الموجودة أو المحاذية لسلسلة جبال الريف. و يسجل ببلادنا بمختلف المستشفيات ما يقارب 150 حالة سنويا. اللشمانيا الجلدية: وهي تبدو على شكل حالات وبائية جماعية. و تنقسم إلى نوعين: اللشمانيا الجلدية من نوع Major ، وهي التي تنتشر في الأقاليم جنوب وشرق سلسلة جبال الأطلس، من إقليم طاطا إلى الحدود الشرقية بإقليمجرادة، مرورا بواحات درعة،غريس وزيز. وقد عرفت الحالة الوبائية لللشمانيا الجلدية من نوع Major ببلادنا خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا ، حيث تم تسجيل 6444 حالة سنة 2010 . ثم هناك اللشمانيا الجلدية من نوع Tropica، وهي تنتشر في الأقاليم الواقعة غرب سلسلة جبال الأطلس والممتدة من إقليمتازة شمالا إلى إقليمالصويرةجنوبا. وقد عرفت الحالة الوبائية لهذا النوع ببلادنا خلال السنوات الأخيرة، ارتفاعا تدريجيا حيت تم تسجيل 1611 حالة سنة 2009 ، ثم ارتفعت إلى 2263 حالة سنة 2010 . التهاب السحايا (المينانجيت) التهاب السحايا يشكل واحدا من بين أهم المشاكل الصحية في المغرب بحيث يتواجد هذا المرض بصفة متوطنة ومتفرقة في جميع أنحاء المغرب ويظهر في بعض الأحيان على شكل وباء. هذا المرض كثيرا ما يثير اهتمام وسائل الإعلام بسبب الوفيات العالية الناتجة عنه. ويهيمن على الوضع الوبائي من التهاب السحايا الجرثومي نوع "النسيرية السحائية " Neisseriameningitidis التي تشكل منه فصيلة النوع B نسبة 50 % . هذا ومنذ إدراج لقاح ضد جرثومة "المستدمية النزلية "Haemophilus influenza من النمط السيرولوجي B ضمن البرنامج الوطني للتطعيم، تقلص عدد الحالات بنسبة مهمة تميل إلى القضاء على هذا النوع من المينانجيت نهائيا . ويختلف مؤشر الوفيات الناتجة عن التهاب السحايا حسب نوع الجرثومة، حيث يتراوح معدل الوفيات بين 8 و 12 في المئة سنويا. الأمراض الحيوانية المنشأ تعتبر الأمراض الحيوانية المنشأ (السعار، الأكياس المائية، داء البريميات، الجمرة الخبيثة) من الأمراض التي تتوطن بنسبة مقلقة بالمغرب، مما استدعى مراقبتها وبائيا. وبالنسبة للحالة الوبائية، وعلى الرغم من النقص الحاصل في التصريح التلقائي لهذه الأمراض، يمكن تلخيصها في ما يلي: الأكياس المائية / المشوكات يعد هذا المرض مشكلا صحيا بالنسبة للإنسان والحيوان. وتسجل كل سنة أكثر من 1500حالة وبائية عند الإنسان كلها تستلزم عمليات جراحية مكلفة في المستشفيات الوطنية. داء السعار وتعتبر الكلاب الخزان الرئيسي لهذا المرض، بحيث أن معدل التصريح السنوي يصل إلى 22 حالة عند الإنسان، و 416 حالة عند الحيوانات. و يسبب هذا المرض وفاة الإنسان المصاب في جميع الحالات. الجمرة الخبيثة يتم تسجيل حالات مرض الجمرة الخبيثة عند الإنسان والحيوان سنويا. ولقد تم تسجيل أكبر حالة وبائية متوطنة سنة 2005 عند الإنسان بإقليمسيدي قاسم (25 حالة منها حالتا وفاة). داء البريميات / حمى المياه أو المستنقعات يوجد هذا الداء بالمغرب على شكل حالات وبائية متوطنة، ولقد أدى ظهور حالات مرضية سنة 2009 إلى ارتفاع الحالات المسجلة على الصعيد الوطني بنسبة تتراوح بين 24 حالة سنة 2007 و 91 حالة سنة 2010. يقظة صحية بالإضافة إلى الوضع الاول والثاني، قإن هناك وضعا صحيا يحتم على السلطات الصحية بالمغرب ومصالحها المختصة التعامل مع أمراض جديدة أو متجددة، والتي تكون فيها وسائل المكافحة إما غير كافية أو غائبة. وبصرف النظر عن الأمراض الوبائية التي تحدث في بعض الأحيان بشكل مفاجئ أو غير متوقع، يمكن القول إن الحالة الوبائية بالمغرب حاليا تهيمن عليها خمسة أمراض أو مجموعة أمراض وهي: السيدا ، وهو من الأمراض المنقولة جنسيا، مرض السل، داء الليشمانيات، التهاب السحايا الجرثومي، والأمراض الحيوانية المنشأ.