حدد البروفيسور الوردي وزير الصحة أوضاع الأمراض الخطيرة بالمغرب المتسببة في الوفاة في ثلاثة أوضاع، الأول يتجسد في القضاء على أمراض كانت في السابق تمثل قلقا على الصعيد الوطني، وهي أمراض: الملاريا والبلهارسيا والرمد الحبيبي(التراكوما)، والكوليرا، بينما الوضع الثاني يتمثل في استمرار انتقال العدوى من بعض الأمراض على الرغم من الجهود المبذولة، كداء السل، السيدا، التهاب السحايا، وداء الليشمانيات، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة، والتسممات الغذائية (TIAC) ،والتهاب الكبد الفيروسي والوضع الثالث الذي يفرض التعامل مع أمراض جديدة أو متجددة كما كان عليه الشأن سنة 2009 مع الأنفلونزا الجديدة H1n1. وكشف الوردي مساء أمس بالبرلمان أن الحالة الوبائية بالمغرب حاليا تهيمن عليها خمسة أمراض وهي الأمراض المنقولة جنسيا/السيدا، مرض السل، داء الليشمانيات، التهاب السحايا. في ما يخص داء السل لايزال هذا الداء يعرف تسجيل حوالي 27000 ألف حالة جديدة، أكثر من 70 في المائة تسجل في الأحياء الهامشية للمدن التي تعرف كثافة سكانية عالية وتعاني من الهشاشة. أما في ما يتعلق بالتهاب السحايا، الذي يعتبر من الأمراض الأكثر انتشارا في العالم، فتم إعطاء الانطلاقة يوم 9 يناير الجاري لاستراتيجية جديدة تهدف إلى تقليص نسبة الوفيات الناتجة عن الأنواع المختلفة لهذا الداء إلى أقل من 6% في أفق سنة 2016 عوض 11 %،في انتظار أن تتوفر لقاحات أكثر فعالية. ويذكر أن عدد الإصابات بهذا الداء والوفيات هي في انخفاض، حيث تم تسجيل سنة 2011 ، 1058 إصابة نتج عنها 126 وفاة، بالمقابل عرفت سنة 2012، 1006 إصابة توفي منها 111 . أما بالنسبة لمرض اللشمانيات الذي يعتبر من الأمراض الطفيلية المتوطنة، حيث يصاب الإنسان بهذا الداء عبر بعوضة تسمى الذبابة الرملية التي تنقل المرض إلى الإنسان من إنسان مريض أو حيوان حامل للمرض (الكلاب أو الجرذان) وهي نوعان اللشمانيا الجلدية التي تنقسم هي الأخرى الى نوعين : اللشمانيا الجلدية من نوع Major التي تنتشر في الأقاليم جنوب وشرق سلسلة جبال الأطلس من طاطا إلى الحدود الشرقية مرورا بواحات درعة،غريس و زيز، واللشمانيا الجلدية من نوع Tropica التي تنتشر في الأقاليم الواقعة بين سلسلة جبال الأطلس شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا. واللشمانيا الحشائية وهي عبارة عن حالات منفردة تصيب بالخصوص الأطفال وتنتشر اللشمانيا الحشائية خاصة في الأقاليم المحاذية لسلسلة جبال الريف. وقد عرفت السنوات الأخيرة تراجعا للمرض حيث انتقل المغرب من 8770 حالة سنة 2010 إلى 4426 حالة سنة 2011، من بينها 4319 حالة للشمانيا الجلدية أهمها في أقاليم الراشيدية، زاكورة، أزيلال وشيشاوة. أما في يخص الحالات المسجلة في سنة 2012 فقد بلغت حتى حدود أكتوبر2464 حالة (حيث نلاحظ انخفاضا واضحا في عدد الإصابات). أما بالنسبة لداء الجذام الذي يعتبر من أقدم الأمراض، فإنه يعرف تراجعا واضحا بفعل المجهودات التي بذلت في إطار الوقاية والعلاج، إذ انتقل المعدل السنوي من 250 حالة خلال ثمانينات القرن الماضي إلى 38 حالة سنة 2012 سجلت في مناطق متفرقة من البلاد. والوزارة تعمل الآن وفق خطتها الوطنية على القضاء نهائيا على هذا الداء في أفق سنة 2020.