تكاثر في الأيام الأخيرة عدد المصابين بمرض اللشمانيا بين سكان تافيلالت ونواحيها على الخصوص رغم المجهودات الكبرى التي تقوم بها وزارة الصحة في هذا المجال. وقال عبد الله ستيتيتو أحد المهتمين بالشأن الاجتماعي بالمنطقة، إن كثرة المصابين بهذا المرض اغلبهم من سكان القصور المجاورة لمدينة الريصاني، كقصر اسرغين واولاد عبد الرحمن والجديد والماطي ... فضلا عن قصور السفالات مثل ويغلان وشرفة باحاج. وأضاف في تصريح ل «العلم» أن المرض أصاب كذلك عددا من سكان مسيسي وأشبارو وألنيف ومرزوكة والطاوس، ولهذا السبب تحول المرض إلى ظاهرة تستشري في الأوساط السكانية حتى أنه خرج عن نطاق السيطرة بالنسبة للجهات المعنية، رغم المحاولات التي تقوم بها المصالح المختصة من أجل الحد منه. ويعرف الاخصائيون اللشمانيا بأنه مرض يصيب الجلد في معظم الحالات ونادرا ما يصيب الاحشاء الداخلية، وتسمى حسب ما قدمه ستيتيتو من معطيات حول هذا المرض، ب«حبة بغذاذ او حبة حلب وحبة العام» لأن علاجها قد يطول سنة كاملة، ويسميها المغاربة «الأخت» وينشر هذا المرض عالميا في الشرق الأوسط وجنوب اوربا، والهند وامريكا الجنوبية وافريقيا. وتعد اللشمانيا من الأمراض التي تنقل بواسطة ناقل بحيث ينتقل الطفيلي من الانسان المصاب أو الحيوان المجرثم مثل الكلاب الضالة والقوارض كالجرذان والفئران والأرانب وذبابة الرمل المتواجدة في حظائر الحيوانات والأماكن المهجورة، وتنشط في آخر النهار أو في أول الليل وخاصة قرب المستنقعات المائية والأنهار. وتلدغ هذه الحشرات الانسان أو الحيوان لتتغذى على دمه وبذلك ينقل إليه الطفيلي اللشمانيا، وهذا المرض يصيب الانسان مرة واحدة في حياته، ولايمكن معاودته مرة أخرى حسب مايراه بعض الأطباء. واللشمانيا انواع، جلدية تكون على شكل حبة حمراء، تظهر في مكان عضة البعوض ذات فتحات صغيرة، وتتعدد هذه الندوب والآثار حسب لسعات المجرثم ويستغرق شفاؤها من 6 أشهر إلى 12 شهرا لذا سمَّتها العامة ب «حبة السنة». وهناك اللشمانيا الحشوية التي تصيب الأحشاء الداخلية مثل الكبد والطحال ونخاع العظم والغدد اللمفاوية، ولها أعراض كثيرة وهي نادرة الوجود وقد يكون مصدرها حيواني وتسمى لشمانيا الجلد الرطبة وغالبا ما تنتشر في المناطق الصحراوية ومن علاماتها أن الجلد يتقرح في فترة مبكرة من إصابته بهذا المرض. ويوصي الأخصائيون بتوخي الحذر عند التواجد في المزارع والحدائق خلال مواسم انتشار المرض وخاصة في المساء والصباح الباكر، ويوصون كذلك برش المبيدات في أماكن تواجد ذبابة الرمل والقضاء على الحيوانات الخازنة للمرض مثل القطط والكلاب الضالة والقوارض كالفئران والجرذان وتنسيق التعاون بين الجهات المعنية كالصحة والفلاحة والجماعات المحلية وجمعيات المجتمع المدني لمحاربة هذه الآفة.