حددت مندوبية وزارة الصحة بإقليم زاكورة عدد المصابين بداء اللشمانيا (مرض جلدي) في 687 حالة، معظمهم أطفال ونساء، بينهم 380 حالة سجلت في جماعة بوزروال، فيما تتوزع باقي الحالات على جماعات بني زولي وتمكروت وتزولين. وبينما تشكك بعض الجمعيات المحلية بالإقليم في هذه الأرقام المعلنة من طرف مندوبية وزارة الصحة، مشددة على أن عدد المصابين بداء اللشمانيا تجاوز 3000 حالة، قال عبد الرحمن الماجد، مندوب الوزارة بالإقليم، إن رقم 3000 مبالغ فيه وتهويل مقصود، موضحا في اتصال مع «المساء» أن المندوبية جندت طاقما طبيا وتمكنت من رصد كل حالات الإصابة المسجلة في المناطق المتضررة. وقال الماجد إن هناك من يريد أن يثير الرعب والهلع وسط السكان من خلال تضخيم الوقائع المرتبطة بظهور داء اللشمانيا، مؤكدا أن هذا الداء ليس حدثا طارئا في إقليم زاكورة، بل يعود أول ظهور له بالإقليم إلى سنة 1987، قبل أن يختفي ثم يظهر من جديد بعد مدة قد تصل إلى أربع سنوات. وحول سبب انتشار داء اللشمانيا بعدة مناطق بإقليم زاكورة، قال مصدر طبي بالإقليم إن ذلك يعود إلى كثرة الفئران بهذه المناطق المتضررة بحكم انعدام شبكة الصرف الصحي وكثرة الأزبال، وهو ما يتسبب في ظهور طفيليات حيوانية، (أنثى البعوض) التي تسمى أيضا حشرة الرمل، تنقل الداء إلى الإنسان بعد لدغه. وحسب مصدرنا، فهذه الحشرة صغيرة الحجم ويصعب رصدها بالعين المجردة ولا تحدث أي طنين وتنتشر بكثرة في المناطق الحارة وتتغذى على دم الإنسان والحيوان. ويؤكد مصدرنا أن هذه الحشرة عندما تلدغ الإنسان لا تظهر آثار اللدغة إلا بعد شهرين في شكل ندب تلازم الإنسان طيلة حياته. وأثار ظهور داء اللشمانيا بإقليم زاكورة حالة هلع وسط السكان، خاصة أن جل المصابين هم أطفال ونساء، غير أن مندوب وزارة الصحة عبد الرحمان الماجد يعزو إصابة الأطفال بهذا الداء إلى كونهم غالبا ما يفضلون اللعب في أماكن تنعدم فيها النظافة في غياب أي مراقبة من ذويهم، فيما يعزو إصابة النساء بهذا الداء إلى كونهن يذهبن إلى العمل في حقول يكثر فيها البعوض المسبب للداء. واستدرك الماجد قائلا: «لكن أؤكد أن داء اللشمانيا غير معد ولا يدعو إلى القلق»، مشيرا إلى أن مندوبيته مجندة لتطويق هذا الداء من خلال توزيع الأدوية على المراكز الصحية وتنظيم الحملات التحسيسية في المناطق المتضررة.