باشرت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بالتنسيق مع وزارة الداخلية إجراء جديدا يقضي بمنع الأفارقة الوافدين إلى الجزائر من البلدان التي تعرف انتشارا للملاريا دخول الوطن دون دفتر تلقيح، بهدف الحد من انتشار مرض حمى المستنقعات في العديد من الولايات على غرار وهران ومستغانم وباتنة وغرداية. وكشف الدكتور سليم غراس، مختص في الأمراض الميكروبية ل"الشروق" أن الخبراء الذين اجتمعوا في وزارة الصحة أمس لدراسة أسباب وواقع تفشي الملاريا في الجزائر، خلصوا إلى أن أغلب الحالات المسجلة سببها نقل المرض من بلدان افريقية تعتبر بؤرا لانتشار الداء ،سواء كان ذلك عن طريق المشجعين أو عن طريق الأجانب الأفارقة الوافدين إلى الجزائر الذين صنفهم الأطباء من أكثر الأسباب المؤدية إلى انتشار الداء، حيث استغرب البروفسور بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء بعدم إلزام المهاجرين الأفارقة بدفتر للتلقيح قائلا "إن الجزائر ترتكب خطأ كبيرا جراء عدم فرضها هذا التلقيح"، وأضاف "أن مطالبة الأفارقة الوافدين إلى الجزائر بدفتر تلقيح يعد أول خطوة لمواجهة الملاريا، وهذا ما اتجهت إلى تطبيقه وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة الداخلية". من جهته، أكد البروفيسور إسماعيل مصباح، المدير العام للوقاية على مستوى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات أن الجزائر سجلت خلال الستينات 100 ألف إصابة بالملاريا سنويا، ما دفعها إلى مباشرة مخطط استعجالي لمكافحة الداء الذي اختفى تماما خلال السبعينات، وأضاف أن حالات الملاريا المسجلة في باتنة والعاصمة ومستغانم هي حالات وافدة من خارج البلاد، مؤكدا أن الإصابات المحلية قد سجلت فقط بولاية غرداية، واصفا إياها بالبؤرة الوبائية المعزولة محليا. وفيما يتعلق بتزايد انتشار الملاريا وسط المشجعين العائدين من بوركينا فاسو، كشف الأستاذ عبد الكريم سوكحال، مختص في علم الأوبئة بمستشفى بني مسوس أن أغلب المناصرين توقفوا عن تناول الدواء المضاد للملاريا، مؤكدا أن اللقاح وحده لا يكفي للوقاية من المرض، بل يجب تناول الدواء أسبوعا قبل الذهاب إلى بوركينا فاسو وأربعة أسابيع بعد العودة وهذا ما لم يفعله 70 بالمائة من المناصرين ما تسبب في إصابة العديد منهم بالملاريا، وطلب المتحدث من جميع المشجعين العائدين من بوركينا فاسو ضرورة التوجه لأقرب مستشفى قصد القيام بالتحليلات الضرورية. وأوضح سوكحال أن الملاريا أو حمى المستنقعات ليس مرضا معديا، فهي مرض يصاب به الإنسان دون باقي الكائنات الحية ويسببه طفيلي قاتل تنقله إناث البعوض من نوع أنفوليس، وقد تم اكتشاف الطفيلي المسبب لداء الملاريا في سنة 1880 بالمستشفى العسكري بقسنطينة بالجزائر. وهناك نوعان من الملاريا الحميدة، وهي أقل خطورة وأكثر استجابة للعلاج، والخبيثة وقد تكون جد خطيرة وتقتضي توفير الرعاية الصحية اللازمة وفي أسرع وقت.