أنهت أمس الخميس حركة إيتا الانفصالية الباسكية في شمال إسبانيا العمل المسلح بشكل نهائي، وتزامن هذا الإعلان مع مقتل العقيد معمر القذافي أحد أبرز الداعمين لهذه الحركة الانفصالية. واعتبر رئيس الحكومة الاسبانية، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو مساء أمس الخميس، أن إعلان منظمة "إيتا" الباسكية وقف العمل المسلح بشكل نهائي يكتسي أهمية كبيرة ويشكل فوزا لدولة القانون.
وذكر رئيس الحكومة الإسباني بأن العمل الذي تم القيام به منذ عدة سنوات من أجل وضع حد للعنف تم "بفضل الإرادة الراسخة لجميع الحكومات الديمقراطية الإسبانية المتعاقبة، ورؤسائها ووزراء الداخلية ومختلف الأجهزة الأمنية الاسبانية".
كما أشار إلى أن هذه النتيجة تأتي أيضا بفضل "التعاون القائم مع السلطات الفرنسية"، مذكرا بأن ضحايا منظمة "إيتا" بلغ 829 شخصا فضلا عن العديد من الضحايا الأبرياء.
و بالإعلان أيضا عن مقتل القذافي الداعم لجبهة الانفصاليين في مخيمات تندوف، تكون البوليساريو على وشك الاندثار، خصوصا أن صراعات تفجر الجبهة أسابيع قبل انعقاد المؤتمر الوهمي لهذه الجبهة الوهمية.
فالقذافي طالما أزعج المغرب بدعمه المباشر والمعلن للبوليساريو، بهدف المضايقة وزعزعة استقرار المغرب.
وظل هذا القذافي يقدم الدعم السخي للانفصاليين بمباركة النظام الجزائري الذي سانده حتى آخر لحظات حياته.
وسيحفظ التاريخ الافريقي أيضا الخرجات الإعلامية للعقيد، الداعية إلى ما يسمى تقرير المصير والاستفتاء في الصحراء الذي رفضته الأممالمتحدة والمجتمع الدولي منذ مدة طويلة كحل غير واقعي ولا يمكن تحقيقه.
لقد استفاد القذافي على كل حال من هذا الدعم المقدم لحركة وهمية في أيامه العصيبة، حيث قام مئات من مرتزقة (البوليساريو) بتقديم يد العون للقوات الموالية للقذافي منذ بداية الثورة.
وقد تم الكشف من قبل المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن هذا التواطؤ -القذافي-البوليساريو- بكل وضوح ورددته العديد من وسائل الإعلام على الصعيد العالمي.
واليوم المغرب عليه أن يقوم بحملة مركزة وشرسة للإطاحة بهذا عبد العزيز المراكشي، خصوصا إذا ما علمنا أن الجبهة بها تصدعات تنذر بأن مستقبل عبد العزيز المراكشي لن يخرج عن مصير القذافي، هذا الديكتاتور الذي لم يكن يتوقع أحد نهاية له كتلك التي تناقلتها معظم وسائل الإعلام أمس.