أعلنت منظمة (ايتا) الانفصالية الباسكية في بلاغ نشرته أول أمس الخميس، وقفا نهائيا للعمل المسلح. وجاء إعلان المنظمة الانفصالية بعد ثلاثة أيام من انعقاد مؤتمر دولي حول السلام انعقد بمدينة سان سيباستيان (بلد الباسك بشمال إسبانيا) بحضور شخصيات دولية من بينها الامين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان والوزير الاول الايرلندي الاسبق بيرتي أهيرن ووزير الداخلية والدفاع الفرنسي السابق بيير جوكس ورئيسة الوزراء النرويجية السابقة غرو هارليم برونتلاند. وقد دعا وسطاء دوليون يوم الاثنين الماضي خلال هذا المؤتمر منظمة (ايتا) الانفصالية إلى وقف العنف بشكل نهائي، وناشدوا الحكومتين الإسبانية والفرنسية فتح حوار مع (ايتا) من أجل التوصل إلى إيجاد حل لهذا النزاع. وأشارت منظمة (ايتا) في بلاغها إلى أن المؤتمر الدولي الذي عقد مؤخرا، شكل مبادرة سياسية ذات أهمية أساسية، مبرزة أن مرحلة سياسية جديدة فتحت ببلد الباسك تشكل «فرصة تاريخية من أجل التوصل إلى حل عادل وديمقراطي لهذا الصراع السياسي». وأكدت المنظمة الانفصالية، في بلاغ تمت تلاوته من قبل ثلاثة ملثمين، أنه حان الوقت للتطلع إلى المستقبل بأمل والعمل بمسؤولية وشجاعة. وأضافت أنها قررت وقف نشاطها المسلح موجهة دعوة إلى الحكومتين الاسبانية، والفرنسية من أجل فتح حوار مباشر يتوخى إيجاد حل لنتائج هذا الصراع وبالتالي التغلب على المواجهة المسلحة. وقد تضمنت توصيات مؤتمر السلام بمدينة سان سيباستيان تلاها الوزير الاول الايرلندي الاسبق في ختام هذا المؤتمر الاثنين الماضي، خمسة مقترحات تدعو بالخصوص منظمة (ايتا) الانفصالية إلى وقف العمل المسلح. كما دعا المؤتمر الحكومتين الإسبانية والفرنسية في حالة وقف العمل المسلح من قبل (ايتا) إلى فتح حوار مع المنظمة الانفصالية الباسكية من أجل التوصل إلى إيجاد حل لنتائج هذا النزاع. وأشارت التوصيات إلى أنه في حالة قبول منظمة (إيتا) لهذا الإعلان، يتعين على الحكومتين الاسبانية والفرنسية الترحيب بذلك، والبدء في محادثات حول هذا النزاع، مؤكدة على ضرورة اتخاذ إجراءات «عميقة» من أجل تحقيق المصالحة، وتعويض جميع ضحايا قضية بلد الباسك. وكانت المنظمة الانفصالية قد أعلنت يوم عاشر يناير الماضي وقفا لإطلاق النار بشكل «دائم وشامل وقابل للتحقق،» يمكن التحقق من صحته بإشراف المجتمع الدولي. لكن الحكومة الاسبانية اعتبرت أن هذا الاعلان غير كاف، مشيرة إلى أنها لن تغير سياستها «الناجحة» في التصدي للإرهاب، وأنها لن تتفاوض مع منظمة (ايتا). تجدر الاشارة إلى أن منظمة (ايتا) الانفصالية التي تأسست في يوليوز1956 تنشط بشكل رئيسي في بلاد الباسك، حيث تطالب منذ منتصف القرن الماضي بالانفصال عن الحكومة المركزية. وفي ارتباط بالموضوع، اعتبر رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، مساء أول أمس الخميس، أن إعلان منظمة (ايتا) الانفصالية الباسكية وقف العمل المسلح بشكل نهائي، يكتسي أهمية كبيرة ويشكل فوزا لدولة القانون. وأبرز رئيس الحكومة الاسبانية، في بلاغ تلاه بمقر رئاسة الحكومة في لا مونكلوا بمدريد عقب إعلان منظمة (ايتا) الانفصالية عن قرارها وقف جميع أشكال العمل المسلح، الأهمية الحيوية لإعلان (ايتا)، مجددا «ثقته اليوم أكثر من أي وقت مضى وثقة جميع المواطنين في الديمقراطية والحرية وفي إسبانيا». وذكر بأن العمل الذي تم القيام به منذ عدة سنوات من أجل وضع حد للعنف، تم بفضل الارادة الراسخة لجميع الحكومات الديموقراطية الاسبانية المتعاقبة ورؤسائها ووزراء الداخلية ومختلف الاجهزة الامنية الاسبانية. وأشار رئيس الحكومة الاسبانية إلى أن هذه النتيجة تأتي أيضا بفضل التعاون القائم مع السلطات الفرنسية، مذكرا بأن ضحايا منظمة (ايتا) بلغوا829 شخصا فضلا عن العديد من الضحايا الابرياء.