يستعد المعارضون للقانون الذي صدر مؤخرا ويجيز الزواج بين مثليي الجنس في فرنسا للقيام الاحد بتظاهرة في باريس يأملون ان تكون حاشدة بالرغم من تحذيرات السلطات التي تتخوف من حدوث اعمال عنف. وقد اثار "الزواج للجميع" الذي وعد به الرئيس فرنسوا هولاند اثناء حملته الانتخابية الرئاسية ودافع عنه اليسار باكمله واقره البرلمان نهائيا في 23 نيسان/ابريل الماضي, معارضة شديدة في فرنسا وخاصة لدى اليمين وفي الاوساط الكاثوليكية التي تعترض خصوصا على قانون يسمح ايضا للازواج من جنس واحد بتبني اولاد.
وهذه الحركة التي انطلقت في الخريف وسط اجواء هادئة بمبادرة مجموعة "التظاهر للجميع" تخللتها تجاوزات مرات عدة بسبب عناصر متشددة جاءت خصوصا من اليمين المتطرف.
وترافقت التظاهرات الاخيرة بحوادث خصوصا تظاهرة 24 مارس الماضي التي تم خلالها توقيف نحو مئة متظاهر.
ومساء السبت تم ايضا توقيف نحو خمسين ناشطا معارضا للزواج بين مثليي الجنس اثنا تظاهرة مفاجئة في وسط الشانزيلزيه.
وفي الايام الاخيرة كثفت السلطات الفرنسية تحذيراتها من مخاطر الاستفزاز.
ونصح وزير الداخلية مانويل فالز السبت العائلات بعدم المشاركة مع اولادها في المسيرة, معربا عن "قلقه" من "تهديدات" مجموعات اليمين المتطرف.
كذلك تصاعدت حدة اللهجة ايضا بين الحكم الاشتراكي وابرز احزاب المعارضة, الاتحاد من اجل حركة شعبية, الذي يحمله رئيس الحكومة جان مارك ايرولت "مسؤولية كبيرة" بدعوته الى التظاهر, "متسببا بالتشنج والنزعة الى التطرف".
واكد رئيس الاتحاد من اجل حركة شعبية جان فرنسوا كوبيه المستهدف الاكبر مشاركته في المسيرة بالرغم من تحفظات عدد من مسؤولي حزبه. وندد ب"المحاولات غير المقبولة للضغط والتهويل" وادان في الوقت نفسه "مسبقا كافة اشكال الاستفزازات والتوترات واعمال العنف" التي قد تحدث.
اما حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف فلم يصدر من جهته اي تعليمات لكن سيشارك وفد من قبله في التظاهرة.
وقد ندد مسؤولو "التظاهر للجميع" بتحذيرات الحكومة ووصفوها بانها "مثيرة للقلق" والهدف منها برايهم "التخويف" و"ضرب التعبئة عشية تظاهرة حاشدة" .
ولهذه المسيرة الاخيرة قبل الاحتفال باول زواج مثلي الجنس في فرنسا مرتقب الاربعاء في مونبوليه (جنوب) خصص المنظمون امكانات كبرى معولين على مشاركة شبيهة بتظاهرة 24 مارس الماضي التي قدر عدد المشاركين فيها ب1,4 مليون شخص (300 الف بحسب الشرطة).
فقد تم استئجار قطارات خاصة من المناطق الفرنسية وكذلك مئات الحافلات. كما طبع مليونا منشور ووزعت في كل فرنسا.
وتتوقع الشرطة حوالى مئتي الف متظاهر. ووضع 4500 شرطي ودركي في حالة استنفار.
ويتوقع ان تعبر ثلاثة مواكب شوارع باريس اعتبارا من الساعة 12,00 بتوقيت غرينتش على ان تكون نقطة التجمع في ساحة انفاليد في قلب العاصمة الفرنسية.
وسيجرى تجمع اخر في الوقت نفسه في حي الاوبرا بدعوة من معهد سيفيتاس القريب من الكاثوليك المتشددين.
وقد عبر رئيسه البلجيكي الان اسكادا الذي يريد ايضا تعبئة اليمين القومي المتطرف, عن الموقف بقوله انها ستكون "تظاهرة غاضبة" وليس تظاهرة مع الغناء والرقص", في تلميح الى اسلوب المتحدثة باسم "التظاهر للجميع" فريجيد بارجو.
الا ان الاخيرة عدلت عن المشاركة في التظاهرة "نظرا الى مناخ العنف".
وقالت هذا الاسبوع "اشعر ان البعض يريدون اغتنام اجواء الاحتجاج الاجتماعي لتحريف الحركة عن مسارها ولا استطيع السماح بذلك", مؤكدة انها تلقت تهديدات بالقتل من قبل ناشطين من اليمين المتطرف.
واشار استطلاع نشرت نتائجه الاحد في جورنال دو ديمانش الى ان حوالى ثلاثة ارباع الفرنسيين (72%) يعتقدون ان تظاهرات الاحتجاج على القانون المتعلق بزواج مثليي الجنس يجب ان تتوقف.