- جمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعضاء حكومته صباح الاثنين بعد سنة على انتخابه لمطالبتهم "بنتائج", في حين تراجعت شعبيته الى ادنى مستويات بسبب النتائج الاقتصادية السيئة وانتقاده من اليسار واليمين.
وبدأ 34 وزيرا من أصل 37 ورئيس الوزراء جان مارك ايرولت الاجتماع مع هولاند في قصر الاليزيه, في غياب ثلاثة وزراء خارج البلاد.
وافتتح الرئيس الفرنسي النقاش بكلمة استمرت عشر دقائق مشددا بحسب احد المشاركين "على ضرورة احراز نتائج" عام 2013.
وتجتمع الحكومة لاحقا على غداء عمل قبل لقاء صحافي للمتحدثة باسمها. والمواضيع المطروحة هي تصحيح المالية العامة ودعم النشاط الاقتصادي ومكافحة البطالة وتسهيل العثور على سكن والصحة ومجال التقاعد.
وتظاهر الاحد عشرات الاف في باريس تلبية لدعوة زعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون الذي انتقد "الوعود الفارغة" التي قطعها الحزب الاشتراكي الحاكم وطالب ب"تغيير حقيقي".
وفي موازاة ذلك تظاهر الاف المعارضين لزواج المثليين في المدن الكبرى الفرنسية, رغم تصويت البرلمان نهائيا على هذا القانون.
بعد تعرضه لهجوم من اليمين واليسار ووصفه بانه "بلا لون و لا طعم ولا رائحة" بحسب مسؤولة اليمين المتشدد مارين لوبن كسر هولاند جميع الارقام القياسية في انعدام الشعبية في عام فحسب في الحكم على خلفية بطالة قياسية (10,6%) ونمو معطل.
وتضررت صورة الجمهورية "المثالية" التي كان ينوي انشاءها بعد الاعترافات التي اثارت ضجة عارمة لوزير المالية جيروم كاهوزاك بخصوص حيازته حسابا مصرفيا سريا في الخارج.
وكتبت صحيفة ليبراسيون اليسارية "بعد عام على انتخاب فرنسوا هولاند تعيش فرنسا ازمة سياسية واقتصادية واجتماعية ومعنوية" مشيرة الى ان "الجمهورية +الراضية والمتحدة+ التي كانت طموحه الرئيسي خلال ولايته لخمس سنوات, لم تكن اكثر انشقاقا منها اليوم".
لذلك لا تبدو هذه مناسبة للاحتفال بمرور عام على 6 مايو 2012 الذي سجل وصول يساري الى الاليزيه للمرة الاولى منذ مغادرة فرنسوا ميتران له عام 1995.
واكد الوزراء الذين شاركوا في نهاية الاسبوع في لقاء للاشتراكيين الشباب في سوستون (جنوب غرب) انه لا يزال هناك الكثير من العمل يجب القيام به.
وعلقت صحيفة لو فيغارو المحافظة ان "الحزب الاشتراكي يختبئ في العام الاول للحكم".
وقال ايرولت مساء الاحد على قناة تي اف1 "علينا العمل بوتيرة اسرع واكثر فعالية".
ومقرا بارتكاب الفريق الحكومي بعض "الاخطاء" اكد ايرولت انه رغم الانتقادات "بتنا نعرف وجهتنا", واكد ان "الاتجاه ثابت حتى وان كان هناك بعض الهفوات".
وردا على سؤال حول احتمال اجراء تعديل وزاري في فريقه الذي يضم حوالي 20 وزيرا, لم يفصح رئيس الوزراء عن شيء. ورد "لكل شيء اوانه" مذكرا ان القرار يعود الى رئيس الدولة.
وسبق ان اعرب البعض عن طموحات تصب في هذا الاتجاه على غرار ميلانشون الذي اعلن انه "مرشح لماتينيون" لكن لتطبيق "سياسة اخرى". ودعا الوسطي فرنسوا بايرو الى "الاتفاق على اساس الوحدة الوطنية" ضمن مهلة زمنية محددة بين "الاصلاحيين الجمهوريين من المعسكرين" اليمين واليسار لانهاض البلاد.
لكن رئيس الحزب الاشتراكي هارلم ديزير الذي يريد "يساراً فاعلاً وواقعيا", اعتبر انه ينبغي قبل كل شيء وقف "تحطيم هولاند".
وصرح الاثنين على اذاعة راديو كلاسيك "منذ عام يواجه فرنسوا هولاند واقع بلاد في ازمة, دمرتها سياسة استمرت عشر سنوات" وفاقمت الوضع. وتابع "ينبغي ازالة اثر (الرئيس السابق نيكولا) ساركوزي على مختلف المستويات في البلاد ووقف النزف في قطاع الصناعة والمالية العامة والمدارس".