خسر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رهانه بتصدر الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية وبات عليه بعد أن حل في المرتبة الثانية وراء المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند أن يقلب هذا الميل. وهذه النتيجة أعطت زخما لهولاند (قرابة 29%) لخوض الدورة الثانية فيما تظهر استطلاعات الرأي منذ أشهر أنه سيفوز في الانتخابات الرئاسية. وقال هولاند "أنا الاوفر حظا لأصبح الرئيس المقبل للجمهورية" . ورأى في نتيجة التصويت "ادانة" و"عقاب" للرئيس المنتهية ولايته. واعتبر خبراء سياسيون سألتهم وكالة فرانس برس ان ساركوزي الذي حصل على 27,08% من الاصوات، لديه فرص أقل بالفوز في الدورة الثانية في السادس من مايو. وشكلت النتيجة العالية وغير المتوقعة لمرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبن (18,01%) إعادة توازن في المبدأ بين صراع القوى العام بين اليسار واليمين. واعتبر جان دانيال ليفي من معهد هاريس انتراكتيف أن "ساركوزي لديه احتياطي من الاصوات اكبر مما كان متوقعا" إلا أن خبير السياسة جيرار غرونبورغ قال إن "مصيره بات بين يدي مارين لوبن". ومع أن الرئيس المنتهية ولايته أعلن مرارا أنه سيخوض الدورة الثانية "بثقة" إلا أن أمامه مهمة صعبة بين طرفي نقيض، إذ عليه أن يستميل ناخبي الوسط واليمين المتطرف في الوقت نفسه. وقال ستيفان روزيس رئيس معهد التحليلات السياسية "كاب" ان "تقدم هولاند يشكل صفعة لساركوزي وسيكون من الصعب تغيير الميل السائد، فقد خاض ساركوزي حملة أدت الى تعزيز موقع الجبهة الوطنية وسيواجه صعوبات في اجتذاب الوسط". واعتبر غايل سليمان من معهد "بي في آ" ان "الرهان بالنسبة الى ساركوزي هو بدون شك كسب اصوات الجبهة الوطنية إلا أنه ومنذ بدء الحملة الرئاسية يفشل كلما حاول خوض هذا المجال". وأظهرت النتيجة القياسية لليمين المتطرف عجز ساركوزي عن استمالة اصوات الجبهة الوطنية بعكس ما حصل في العام 2007 وعلى الرغم من خطابه الصارم حول الهجرة والأمن. ومن غير المتوقع أن تعطي لوبن التي تسعى بحسب مدير حملتها فلوريان فيليبو الى ان تصبح "زعيمة المعارضة" في فرنسا، أي توصيات بالتصويت. وبحسب استطلاعات نشرت مساء الاحد، فإن بين نصف وثلثي ناخبيها سيصوتون لساركوزي لكن ذلك لن يكون كافيا دون شك. وفي الوقت نفسه, على ساركوزي ان يكسب تاييد ناخبي الوسط من مؤيدي فرانسوا بايرو (9,11%) بعد ان ابعدهم خطابه الذي تركز في اليمين. وعندما حل ثالثا في العام ،2007 لم يحسم بايرو موقفه أنذاك بين اليسار واليمين. واكتفى مساء الاحد بالقول انه "سيتحمل مسؤولياته". وإذا أراد ساركوزي ان يتوجه بخطاب يلقى اقبالا لدى هذين الفريقين، فعليه ان ينقل التركيز الى القضايا الاجتماعية الاقتصادية، بحسب المراقبين. وتبدو المواجهة في الظاهر اكثر سهولة لهولاند الذي لم يكن الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الاشتراكي قبل عام. ومن المفترض ان يستفيد هولاند من اصوات جان لوك ميلانشون (11,13%) مرشح اليسار المتطرف وغيره من مرشحي اليسار الصغار. وكان ميلانشون دعا مساء الاحد الى "هزم ساركوزي". وقال روزيس ان "هولاند بحصوله على اصوات ميلانشون يمكنه ان يحقق انتصارا مريحا يترك له حرية التصرف". كما أن مرشحة انصار البيئة ايفا جولي (2,28%) دعت ناخبيها الى التصويت له. وبشكل عام، فان هولاند سيظل يستفيد من تراجع شعبية الرئيس الذي يواجه انتقادات حول أدائه وحول أسلوبه. وتوقع ريمي لوفيبر استاذ العلوم السياسية واختصاصي الحزب الاشتراكي ان "جانب الاستفتاء ضد ساركوزي سيبرز بشكل اكبر في الدورة الثانية". إلا أن انتقادات ساركوزي لشخص هولاند وبرنامجه لم تحيداه عن مساره ولم تؤثرا على ناخبيه. واعتبر الخبير السياسي جيرار غرونبورغ ان "على هولاند الاستمرار على هذا الخط، أي عدم القيام بشيء".