عكس ما فعله مع المغرب بعد زيارة بيني غانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، للرباط، التزم نظام العسكر الجزائري الصمت ولم تصدر عنه أية إدانة ولا هجوم ولا حتى عتاب لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، الذي اجتمع امس مع وزير الدفاع الإسرائيلي نفسه، في منزل هذا الأخير، وذلك لمناقشة ما سمي "إجراءات اقتصادية ومدنية وتعزيز التنسيق الأمني" و"خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي". الزيارة كانت ستكون سرية لولا أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، كشف الأمر من خلال تغريدة على حسابه بموقع تويتر، حيث كتب انه اجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتناولا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني. وكتب غانتس على تويتر "ناقشنا اتخاذ إجراءات اقتصادية ومدنية وأكدنا أهمية تعزيز التنسيق الأمني ووقف الإرهاب والعنف - لصالح الإسرائيليين والفلسطينيين كليهما". وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن اللقاء انعقد في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء بمنزل غانتس في إسرائيل، وهي أول زيارة من نوعها يقوم بها عباس منذ أكثر من عشر سنوات. هذا اللقاء، كما كان منتظرا، ندد به حزب الليكود اليميني. وقال الحزب في بيان إن "التنازلات الخطيرة لأمن إسرائيل ليست سوى مسألة وقت". وأضاف "حكومة بينيت الإسرائيلية الفلسطينية تعيد أبو مازن والفلسطينيين إلى جدول الأعمال". وبحسب بيان الليكود المقتضب فإن "حكومة بينيت تشكل خطرا على إسرائيل". وعلى الجانب الفلسطيني استنكرت حركة حماس اللقاء. وفي بيان لها، قال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن اللقاء "مستنكر ومرفوض من الكل الوطني (أي كل الفصائل) وشاذ عن الروح الوطنية". إلا أن الغريب والمثير للإنتباه أيضا، هو سكوت جنرالات الجزائر وقناعهم المدني عبد المجيد تبون، الذين لم ينبسوا ببنة شفة ولم ينتقدوا او يهاجموا أو يستنكروا أو يصدروا بيانا أو بلاغا، ولم ينشر بوقهم الدعائي "وكالة الأنباء الجزائرية" ولو قصاصة صغيرة حول الموضوع، في مقابل "الإسهال" الذي يطبع أخبارها الكاذبة حول المغرب، حتى أن المتتبعون أطلقوا عليها "وكالة الأنباء الجزائرية المكلفة بالمغرب"، حيث أضحت متخصصة في شؤون المغرب ولا يمر يوم إلا وتطرقت إلى المملكة عبر أخبار كاذبة ومزيفة تفوق في عددها ما يكتب حول شؤون كوريا الشرقية.. سُكوت نظام العسكر عن اجتماع عباس وغانتس يعتبر مباركة وتزكية له، وهو ما يكشف حقيقة الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر وزيف الشعارات التي ترفعها بشأن فلسطين، وان ادعاءاتها بهذا الخصوص ليست سوى ذريعة أخرى لمعاداة المغرب، أما فلسطين والقدس فهي آخر ما يمكن أن يفكر فيه كابرانات فرنسا... لقاء عباس مع غانتس يعتبر صفعة قوية أخرى لشنقريحة وتبونه، ونظام العسكر الذي يمثلونه، والذي هلّل وطبّل لزيارة عباس إلى الجزائر والتي تمت برمجتها عنوة للردّ على زيارة بيني غانتس للمغرب وعلى استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب. ويرى العديد من المتتبعين أن ما نُشر من أخبار حول طلب نظام العسكر الجزائري من محمود عباس للتوسط له مع إسرائيل، بدأ يتأكد وقد يكون جدول أعمال اللقاء الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية ووزير الدفاع الإسرائيلي تضمن محادثات حول الطلب الجزائري، خاصة أن عباس ظفر بشيك بمائة مليون دولار كمقابل للقيام بهذه المهمة..