يتساءل العديد من المتتبعين للشأن المغاربي عن سر اختفاء البوق الدبلوماسي للعسكر الجزائر رمطان العمامرة مؤخرا، وتفادي الظهور إعلاميا كما دأب على ذلك، حيث لم يظهر له اثر منذ رجوعه من فرنسا عقب مشاركته نيابة عن تبون العسكر في مؤتمر دولي حول ليبيا عقد في باريس. مصادر إعلامية جزائرية كشفت أن العمامرة كلف من طرف الجنرالات للقيام بمهمة البحث عن وسيط أو وسطاء لحل المشكل التي تسببوا فيها مع المغرب. وفي هذا الإطار، كشفت الصحفي الجزائري، أنور مالك، أن النظام العسكري الجزائري يبحث عن وسطاء "موثوقين" للتقرب من المغرب والجلوس على طاولة المفاوضات لحل المشاكل العالقة بين البلدين. وأوضح الصحفي الجزائر، نقلا عن مصادر رفيعة المستوى داخل الدولة الجزائرية، أن الجزائر تكثف اتصالاتها مع بعض دول الخليج يقودها وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، من أجل إجراء وساطة مع المغرب. وأكد ذات الصحفي، أن وزير الخارجية الجزائري، يقوم بتحركات سرية للبحث عن وسطاء خليجيين في محاولة لإجراء صلح مع المغرب، بعد الهزيمة الدبلوماسية التي تلقاها النظام العسكري الجزائري، مشيرا إلى أن هذه التحركات الأخيرة تسيء إلى الجزائر بعدما رفضت وسطاء أوروبيين. وكان جلالة الملك، قبل قطع العلاقات من الجانب الجزائري، قد أطلق نداء لتصحيح العلاقة بين المغرب والجزائر عبر مباشرة حوار ثنائي، ومنح الرئيس الجزائري صلاحية تحديد وقته ومكانه، ولم يصدر عنه أي رد انفعالي تجاه قرار قطع العلاقات الدبلوماسية، ولا تجاه اتهامات حكام قصر المرادية. ويرى متتبعون أن القرارات الأخيرة للجزائر تخفي في الحقيقة جوهر الصراع، والذي يتلخص في تغير موازين القوى بين البلدين، واختلالها لصالح المغرب في السنوات القليلة الماضية، وانزعاج الجزائر من تقدم دبلوماسيته في موضوع النزاع حول الصحراء المغربية آخرها قرار مجلس الأمن الذي مدد صلاحية بعثة المينورسو وركز على الحل السياسي في إشارة إلى مقترح الحكم الذاتي المغربي ومسلسل الموائد المستديرة كآلية لحل هذا النزاع المفتعل.