قال وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أمس الأربعاء من باريس، إن جميع الإشارات القادمة من المغرب، بخصوص طي صفحة الأزمة المستمرة منذ أبريل الماضي بين الرباطومدريد، "إيجابية"، متوقعا استمرار المحادثات بين حكومتي البلدين بعد تعيين جلالة الملك للحكومة الجديدة التي يترأسها عزيز أخنوش، والتي يوجد احتمال كبير لبقاء ناصر بوريطة وزيرا للخارجية فيها. وعلى هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أمس الأربعاء بالعاصمة الفرنسية باريس، فضل وزير الخارجية الإسباني عدم الحديث عن أسباب الأزمة بين المغرب واسبانيا، لكنه أكد أن بلاده تلقت إشارات إيجابية من طرف جارتها الجنوبية، دون أن يحدد موعدا رسميا لإعلان عودة العلاقات الدبلوماسية إلى طبيعتها. وردا على استفسارات وسائل الإعلام حول موعد عودة السفيرة المغربية كريمة بن يعيش لممارسة مهامها في مقر السفارة المغربية في مدريد، قال ألباريس إن المغرب "يقوم في هذه الأثناء بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات التي جرت يوم 8 شتنبر الماضي، وبالتالي فإن السلطة التنفيذية في إسبانيا تنتظر إلى حين ظهور من سيكون فيها". وبدا ألباريس متفائلا بخصوص مستقبل العلاقات مع الرباط، التي قال إن إشاراتها تؤكد أن الطرفين "في طريقهما لبناء علاقات أقوى"، مضيفا أن المغرب "بلد عظيم وصديق كبير لإسبانيا، وما نريده هو بناء علاقات استراتيجية معه لتكون أقوى من السابق"، مبرزا أن خطاب جلال الملك محمد السادس وتصريح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حول هذا الملف "متماثل". ولا يزال ألباريس يعمل على عقد لقاء مباشر مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، ليكون أول اجتماع بين مسؤولين حكوميين بالبلدين منذ بداية الأزمة في أبريل عندما سمحت إسبانيا لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، المجرم إبراهيم غالي، بدخول أراضيها بشكل سري وباسم مستعار وجواز سفر جزائري مزور، وكان الوزير الإسباني قد وضع مهمة طي ملف الأزمة على رأس أولوياته منذ تعيينه في يوليوز الماضي خلفا لأرانتشا غونزاليس لايا. وكان من المنتظر أن يلتقي الوزيران في نيويورك على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، غير أن بوريطة ألغى سفره إلى هناك وبدلا من اللقاء أجرى مكالمة هاتفية مع أباريس هي الأولى من نوعها، حيث اتفق الطرفان على اللقاء "قريبا".