لم ينجح وزير الخارجية الإسباني الجديد، خويسي مانويل ألباريس، في أول محاولة له للتقدم في ملف "المصالحة" مع المغرب، حيث اضطر إلى إلغاء فكرة التوجه إلى الرباط في أول زيارة خارجية له، وذلك بعدما لم يتلق أي إشارة إيجابية من هناك منذ أن طرح الفكرة مباشرة عقب تعويضه لأرانتشا غونزاليس لايا إثر إعفائها من مهامها، لتكون أول زيارة له إلى العاصمة البريطانية لندن يوم أمس الأحد. وأكدت مصادر إسبانية أن ألباريس توجه إلى المملكة المتحدة بعدما قدم عدة إشارات إلى المغرب مفادها أنه يرغب في زيارة الرباط من أجل طي صفحة الأزمة المستمرة منذ شهر أبريل الماضي، تاريخ دخول زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، إلى الأراضي الإسبانية بشكل سري بهوية مزورة، موردة أن الحكومة المغربية لم تحدد أي موعد للمسؤول الحكومي الإسباني ولم تقدم أي إشارة على رغبتها في إنهاء المشكلة. ووفق المصادر ذاتها فإن ألباريس لا وال يضع حل الخلاف مع المغرب على رأس أولوياته، كما أن قصر "مونكلوا" (مقر رئاسة الحكومة الإسبانية) كان يأمل في أن تؤدي إقالة سابقته غونزاليس لايا إلى تخفيف التوتر الدبلوماسي، غير أن الرباط "لا تجعل الأمر سهلا" وتتعامل مع إشارات مدريد ببرود ولا تُصدر أي تلميح إلى رغبتها في إذابة الجليد حتى الآن. وكان ألباريس قد أفصح عن رغبته في زيارة الرباط، كأول عاصمة يقصدها بعد تعيينه وزيرا للخارجية، للعديد من المسؤولين الإسبان، الأمر الذي أكدته وسائل إعلام محلية، في حين قال لرئيس حكومة سبتة خوان فيفاس ورئيس حكومة مليلية إدواردو كاسترو، إن إعادة العلاقات الثنائية مع المغرب "تسير في الاتجاه الصحيح"، الأمر الذي أكده هذا الأخير. وكان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، قد استدعى ألباريس من العاصمة الفرنسية باريس حيث كان يشغل منصب السفير، ليعينه بديلا لغونزاليس لايا التي اعتُبر اعفاؤها محاولة من مدريد لاسترضاء المغرب، وكانت مهمته الأولى هي العمل على إعادة فتح قنوات التواصل مع الجار الجنوبي لإسبانيا التي أغلقت بعد قطع خارجية الرباط تواصلها مع إسبانيا واستدعاء السفيرة المغربية من هناك. وبالإضافة إلى رسائل التي أبدى من خلالها رغبته في زيارة الرباط، لم يتردد ألباريس في الكشف عن رغبته في إعادة العلاقات المغربية الإسبانية إلى طبيعتها، وهو الأمر الذي كشف عنه خلال تسلمه حقيبة الخارجية من الوزيرة السابقة، وحينها وصف المغرب ب"الجار والصديق العظيم".