أجرى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ونظيره الإسباني خوسي مانويل أباريس، اليوم الثلاثاء، أول محادثة هاتفية منذ الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد والتي انطلقت قبل 5 أشهر عند سماح الحكومة الإسبانية لزعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، بدخول أراضيها بشكل سري، وقد جرت المحادثة على هامش مشاركة الوزير الإسباني في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت جريدة ABC الإسبانية إن ألباريس أجرى اليوم أول مكالمة هاتفية مع بوريطة منذ تعيينها وزيرا لخارجية إسبانيا خلفا لأرانتشا غونزاليس لايا، في يوليوز الماضي، واتفق الطرفان على عقد اجتماع "قريبا"، بعدما تعذر ذلك تزامنا مع أشغال الجمعية العامة التي لم يشارك فيها الوزير المغربي، في سياق التقارب بين البلدين والذي بدأت تتضح معالمه منذ شهر يوليوز الماضي. وكان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، قد أقال لايا من وزارة الخارجية بسبب تورطها المباشر في الأزمة الدبلوماسية، بعدما كانت وراء فكرة دخول زعيم "البوليساريو" للعلاج في إسبانيا بواسطة هوية جزائرية مزورة ودون إخبار المغرب، واستدعى ألباريس من باريس حيث كان سفيرا لمدريد هناك، ليعينه في مكانها ويكلفه بإيجاد حل للأزمة مع المغرب. وكانت بوادر الخروج من الأزمة قد ظهر في خطاب الملك محمد السادس يوم 20 غشت الماضي، حين أورد " "إننا نتطلع بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقة بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات". ولقي هذا الخطاب ترحيبا من رئيس الوزراء الإسباني، الذي أعلن في اليوم الموالي أنه يشكر الملك على كلامه، وأضاف " دائما كانت تعتبر المغرب حليفا استراتيجيا لها ولكل دول الاتحاد الأوروبي"، لتبدأ مباشرة بعدها مباحثات دبلوماسية من أجل عقد اجتماعات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، مع البحث عن إمكانية استقبال الملك محمد السادس لسانشيز في الرباط.