ستجرى الاستحقاقات المرتبطة بانتخاب أعضاء مجلس النواب، ومجالس الجماعات والجهات، يوم غد الأربعاء، في حين أن الشباب، الفاعل الأساسي في مجال التغيير والتنمية، غالبا ما يتعرض ، في مثل هذه المناسبات ، لانتقادات بسبب لامبالاته السياسية وعزوفه عن المشاركة في العملية الانتخابية . فالشباب، بمواهبه وإمكاناته، يجسد الأمل والمستقبل والتغيير الإيجابي. لذلك من غير المعقول أن يظل على هامش العمل السياسي .. هذه هي الفكرة السائدة لدى غالبية المرشحين بمختلف عمالات الدارالبيضاء الذين يعولون على الشباب للفوز بأكبر عدد من الأصوات. لكن استياء الشباب من العمل السياسي هي إشكالية لا تزال محل نقاش حتى اليوم ، وذلك بالنظر لوجود فجوة كبيرة بين وعود السياسيين وأفعالهم. إن مسألة المشاركة السياسية لفئة الشباب مطروحة بحدة، حيث إن أزيد من 30 في المائة من ساكنة المغرب تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة. وبناء عليه تطرح كيفية إيقاد شعلة العمل السياسي في أوساط الشباب وتشجيعهم على الانخراط في العمل السياسي. إذ ستكون فرصة الانتخابات يوم غد الأربعاء بمثابة اختبار لقياس مدى اهتمام الشباب بالسياسة . ولأسباب وجيهة، فإن الشباب لهم وزنهم في العملية الانتخابية. إذ اتسمت الحملة الانتخابية، على وجه الخصوص، بالتحدي المتمثل في جلب اهتمام الشباب والعمل على المصالحة بينهم وبين السياسة . ومنذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين ، لم يتوقف، جلالته عن مضاعفة المبادرات والإجراءات لضمان التنمية الاجتماعية والثقافية للشباب، الذين يمثلون ما يقرب من ثلث سكان المملكة، من أجل المساهمة بشكل كامل وفعال، في الأنشطة الإنتاجية وتنمية مجتمعهم في جميع المجالات. ولطالما ترجمت العناية الملكية تجاه الشباب بمجموعة من المشاريع والمبادرات لصالح هذه الفئة التي تجسد المستقبل بهدف إشراكهم في الجهود الوطنية من أجل بناء مغرب مزدهر وموحد . وهكذا تم وضع الشباب، الفاعل في التغيير والتنمية، والذي يبحث عن الفرص وآفاق المستقبل، في صلب النموذج التنموي الجديد. كما حرصت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي التي أحدثها جلالة الملك لهذا الغرض، على إشراك الشباب في مسلسل التشاور، والأخذ بعين الاعتبار توقعات وانشغالات هذه الفئة في التقرير النهائي. فاللجنة الخاصة بالنموذج التنموي تؤكد على أن تنمية المغرب تقوم على أساس شباب حر، ومكتمل، ومقدام، ومواطن يساهم في تنمية بلده. وهكذا، فإن التقرير العام لهذه اللجنة يتوقع من بين الخيارات الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد ، إشراك الشباب، عبر مضاعفة فرص وطرق مشاركتهم. وفي هذا السياق، أكد حسن، (26 سنة)، الذي شارك في الحملة الانتخابية لصالح مرشح عن عمالة مقاطعة عين الشق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الرهانات الحالية في المغرب تستند إلى هذه الفئة التي سيوكل إليه بناء مجتمع الغد، مشددا على الحاجة إلى تقليص الفجوة بين الوعود والأفعال على أرض الواقع والتي تتسع بين الشباب والطبقة السياسية. أما سارة، الطالبة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بابن مسك، فقالت إن الشباب مطالب بأن يكون قادرا على أن يجد أولوياته ضمن البرامج التي تقدمها الأحزاب السياسية وكذا الإجابات على انتظاراته، مشيرة إلى أن الأحزاب مطالبة بتقديم برامج سياسية تتلاءم مع تطلعات هذه الفئة الواسعة من المجتمع المغربي، ومضاعفة جهودها لإنجاز مهمتها المتمثلة في التحسيس والتأطير. ومن أجل محاربة نفور الشباب من العمل السياسي، أطلق أربعة مغاربة دون سن الثلاثين، منذ 3 دجنبر 2020، مجموعة تسمى "آجي صوت" من أجل تشجيعهم على المشاركة بكثافة في الاستحقاقات المقبلة. فهذه المجموعة، التي تدعي أنها غير سياسية، تمكنت من إقناع الشباب بالتسجيل في القوائم الانتخابية. ويؤكد العديد من المرشحين الذين يقومون بجولاتهم الأخيرة من أجل إقناع الناخبين الشباب، أن هذه الفئة من المجتمع المغربي مدعوة إلى اغتنام فرصة إجراء هذا الاقتراع الحاسم والمفصلي لإسماع صوتها من خلال صناديق الاقتراع.