أيها الشباب.. تصويتكم يعني قطع الطريق على رموز الفساد، ودعمكم للاختيار الصائب يقوى حظوتكم في المشهد السياسي ويفتح المجال للإصلاح والتغيير نعلم أن هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها بعد دستور 2011 الذي جاء بعد الحراك المجتمعي الذي كان في مقدمته شباب حركة 20 فبراير التي كنتم جزء منها، كيف ترون الآن السياق الذي تمر فيه هذه الانتخابات؟ صحيح أن هذه الاستحقاقات هي الانتخابات الأولى التي ستجرى في ظل الدستور الجديد، وفي ظل تحولات دولية وإقليمية، ومتغيرات سياسية عشناها جميعا مع الحراك المغاربي ودور الشباب في ما حدث، هذا البروز الشبابي نستحضره اليوم لنبني أمالا قوية من خلاله على تغيير الواقع السياسي والانتخابي، ومنه نرى أن الظرفية التي تمر فيها هذه الاستحقاقات هي مغايرة ومميزة بفعل الوعي الكبير الذي أضحى عنصرا محددا في التجاوب والتفاعل مع الأحزاب السياسية ببرامجها ومرشحيها. إلا أننا مازلنا في مسار صعب يتطلب المزيد من العمل المهيكل حتى نرقى لمستوى ما نطمح إليه، في ظل استمرار نفس مظاهر إفساد العمليات الانتخابية وسيطرة المال وتحكم ذوي النفوذ القبلي في ذلك، بمساعدة عوامل اجتماعية كالفقر والأمية للأسف الشديد. هذا وتبرز الإرادة القوية لدى الفاعل السياسي في مقاومة ذلك من خلال ترسانة القوانين التي جاءت لتحد من العديد من السلبيات التي تفسد العملية الديمقراطية في عمقها . وكيف هي تمثيلية الشباب في هذه الانتخابات؟ وكيف تعاملت الأحزاب السياسية مع هذه التمثيلية خاصة بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية؟ الشباب عنصر مهم في المجتمع المغربي ويشكل نسبة كبيرة في الهرم الديمغرافي، وحضوره الانتخابي القوي ترشيحا وتصويتا هو من المطالب الأساسية التي ندعو إليها في الشبيبة الاشتراكية من أجل تحقيق التغيير المنشود، للأسف الشديد مازال الشباب في هذا الشأن المهم غائبا ومغيبا بعد أن كان له حضور قوي ووازن في حقب ما قبل تسعينيات القرن الماضي، غائب بمحض إرادته عبر عوامل ذاتية ساهمت في ذلك، ومغيب بفعل تراكم سياسات ممنهجة حدت من مشاركته وتفاعله، واليوم نرى تحركا شبابيا نسبيا مهما، سيكون له وقع إيجابي على مخرجات الاستحقاقات المقبلة. فتعامل الأحزاب السياسية مع الشباب يظل متباينا ما بين الرؤية الوطنية والرؤية المحلية ومحددات السلوك الانتخابي السائد، حاصل التحصيل في هذا الأمر مستمد من مبادئ العمل السياسي وفق الأدبيات الفكرية المتداولة والمنطلقات العملية لبلورتها على أرض الواقع، حيث نصطدم بصور مجتمعية تعيق تماما التوجه العام المعلن عنه، لنطرح السؤال على أنفسنا لماذا يستمر نفس السلوك؟ وكيف يمكننا أن نقنع الفاعل السياسي والحزبي بجدوى التشبيب كضرورة حتمية في صراع الأجيال وتعاقبها؟ إن واقع الأمر مازال دون طموحنا المشروع، فكفى من أساليب قطع الطريق أمام عنفوان الشباب الذي ينتظر الفرصة لإثبات الذات، وكفى من اعتباره غير مؤهل في ظل مجتمع انتشار المعلومة كالنار في الهشيم، وفي ظل تطور آليات التواصل، فاللازم هو توفير الإمكانيات ومنح الفرص ودمج الكفاءات من بين كل الأجيال اعتمادا على منهجية ديمقراطية مدققة وحاسمة. ومن جهة تمثيلية الشباب من داخل حزب التقدم والاشتراكية، الذي تعد الشبيبة الاشتراكية مزرعته لتكوين وتأطير الشباب لفائدته ولفائدة الوطن، نؤكد على أن الحزب عبر إستراتيجيته العامة يدفع في اتجاه إشراك الشباب في الاستحقاقات المقبلة بشكل يلامس حضوره ومكانته الانتخابية، وشبيبة الحزب حاضرة بقوة في مختلف مراحل التحضير إلى جانب الهياكل المحلية والإقليمية، ونسبة ترشيح قياديي وقياديات منظمة الشبيبة الاشتراكية من المجلس المركزي والمكتب الوطني والكتاب العامين للفروع تتراوح الآن ما بين 60 و75 بالمائة حسب المعطيات الأولية المستقاة. وإذ نتحدث عن هذا الأمر من داخل حزب التقدم والاشتراكية، تجدر الإشارة إلى استمرار بروز معيقات الدمج والاندماج الفعلي لشبابنا في مختلف المحطات الانتخابية، وإكراهات الواقع المحدد للأسف الشديد، ومدى قابلية استيعاب الإشارات القوية نحو التشبيب وتجديد النخب الجماعية من قبل مختلف الفاعلين، تبعا لكل النداءات الرامية إلى الرفع من منسوب المشاركة السياسية للشباب في الحياة الحزبية والانتخابية. أطلقت مجموعة من الجمعيات المدنية والنسائية والحقوقية والثقافية، نداء تهيب فيه بالمواطنين والمواطنات وخاصة الشباب منهم للمشاركة بكثافة في اقتراع الجمعة 4 شتنبر المقبل، من أجل اختيار المرشحات والمرشحين النزهاء المعروفين بالالتزام الجاد والبعيدين عن شبهات الفساد والرشوة واستغلال النفوذ أو استعمال الدين لأغراض سياسية وانتخابية، كيف تعاملت الشبيبة الاشتراكية مع هذا النداء؟ وهل هناك برنامج لمنظمتكم يروم رفع درجة التعبئة وسط الشباب من أجل المشاركة ؟ تتفاعل الشببية الاشتراكية من جهتها مع مختلف المبادرات الشبابية، حيث نذكر أنها كانت حاضرة في الحراك الشبابي المغربي ل 20 فبراير، وساهمت دائما في الوقوف إلى جانب الحركات الاجتماعية دفاعا عن الحقوق والمكتسبات. فالنداء إلى تعبئة الشباب من أجل المشاركة المكثفة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بهدف القطع مع الفساد، وضد إفساد العمليات الانتخابية، هو مطلبنا جميعا، والأمل من ورائه هو إفراز نخب جماعية جديدة مؤهلة نزيهة غيورة عن وطنها محملة بالأفكار والمشاريع التنموية، مدافعة عن المصلحة العامة للوطن وللمدينة وللقرية. ومن جهة أخرى سطرت الشبيبة الاشتراكية برنامجا تفاعليا مع برنامج حزب التقدم والاشتراكية من أجل التعبئة الشاملة للمواطنين والمواطنات رجالا ونساء وشبابا، دعما لمرشحات ومرشحي الحزب، حيث ستجوب قافلة شبابية للمنظمة عددا من المدن والقرى سميناها ب "قافلة الكتاب للتواصل مع الشباب" رافعة شعار "المعقول" الذي اتخذه الحزب لخوض غمار الحملة الانتخابية، ومن خلال هذه القافلة الشبابية سنتواصل مع مختلف فئات الساكنة، وسيتم توزيع نداء المنظمة للناخبات والناخبين خلالها، وفتح النقاش حول البرنامج الانتخابي الوطني والجهوي للحزب، مع توعية فئات الشباب أساسا وتحسيسهم بأهمية حضورهم الانتخابي والتصويت لصالح مرشحات ومرشحي حزب التقدم والاشتراكية، حيث تعد مناسبة لربط صلة الوصل والاتصال معهم ودفعهم إلى الانخراط الحزبي والانتماء السياسي القوي. ما موقع قضايا الشباب في البرنامج الانتخابي لحزب التقدم والاشتراكية، خاصة على المستوى المحلي والجهوي؟ إن دور الجماعات المحلية هو خلق التنمية المحلية بتعدد أبعادها عبر سياسات عمومية محلية التقائية مع السياسات العمومية الوطنية، تقارب الواقع، مستحضرة للإمكانيات المتوفرة، والعمل على إنتاج المشاريع المطورة، خاصة وأننا اليوم في محطة انتخابية جاءت بجديد الجهوية المتقدمة، والاختصاصات التي منحت للجهة كمساهم رئيسي وقوي في تحقيق التنمية الشاملة. ومن ثمة يتجلى موقع الشباب في البرنامج الانتخابي لحزب التقدم والاشتراكية، دفاعا عن القضايا الأساسية، وإيجاد الحلول المناسبة لمختلف المشاكل التي ترتبط بما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي وتربوي، من بين ذلك حل معضلة البطالة وضرورة إسهام الجماعات المحلية في خلق فرص الشغل عبر تطوير مجال الاستثمار المحلي، إلى جانب الارتقاء بالمستوى الثقافي والتربوي، عبر معالجة الأوضاع التعليمية وتوفير فضاءات الإبداع والخلق والتكوين، كل ذلك سيكون له من دون شك انعكاسات جد إيجابية على مستوى نشر الوعي والتحسيس بالمسؤولية الجماعية في التنمية ومحاربة الفقر والأمية وخلق البيئة السليمة للحياة الاجتماعية الهادئة، مع توفير الأمن ومحاربة الجريمة بشتى أنواعها والحد من انتشار الآفات الاجتماعية المضرة بالشباب. كيف تم تدبير مسألة تمثيلية الشباب في اللوائح الانتخابية لحزب التقدم والاشتراكية؟ وكيف هو مستوى التنسيق بين الفروع المحلية للحزب وفروع منظمة الشبيبة الاشتراكية؟ هل هناك شباب على رأس اللوائح الانتخابية خاصة لوائح الكتاب؟ يجب أن يكون تدبير مسألة تمثيلية الشباب في اللوائح الانتخابية ديمقراطيا وشفافا بكل موضوعية، هذه هي إرادتنا، بعيدا عن كل إقصاء وتهميش، إنها رسالة الحزب الأساسية إلى جانبه شبيبته. عموما نسير في هذا التوجه، لكننا نصطدم بإكراهات تعيق ذلك، مما يوحي أننا وفق المنطق السليم مازال أمامنا العمل الكثير لبلوغ أقصى ما نطمح إليه، وتجاوز بعض المعيقات التي ترتبط بالذاتي والموضوعي في الحقل السياسي المغربي. هناك تنسيق وعمل دائم بين فروع الشبيبة الاشتراكية وهياكل الحزب بمختلف الأقاليم والمدن والقرى، والتعاون موجود وضروري بحكم أن الشبيبة الاشتراكية جزء أساسي من المكون التنظيمي لحزب التقدم والاشتراكية، والانخراط الفاعل لهياكل المنظمة ومختلف هياكل الحزب، هو حاصل المحصلة الأساسية في الدفاع على مصلحة الحزب وتقوية إشعاعه التنظيمي والانتخابي دون كلل ولا ملل، حيث يبرز شباب حزبنا في عدة مناطق مرشحين ومرشحات في مقدمة اللوائح، ووكلاء بعضها حسب الخصوصية المحلية والإمكانيات المتاحة، كما يعد حضور الشباب في الدوائر الفردية قويا حسب المعطيات المستقاة، مما يشير أننا في تطور ملحوظ قد لا يوازي طموحنا ورغباتنا، لكنه يبشر بأن المستقبل مشرق بكل تفاؤل في جعل شبابنا قاطرة الفعل السياسي والانتخابي من داخل مدرسة حزبية عمرت ل 73 سنة من النضال المستميت داخل المجتمع المغربي بتحولاته بين الأزمنة والعصور، مؤسسوه وقادته من الشباب، ويستمر النضال من أجل التغيير والتطوير بكل إرادة وعزيمة بين الأجيال، بحضور فاعل ومميز للشبيبة الاشتراكية باعتبارها الرافد والمحتضن. ما هي رسالة الشبيبة الاشتراكية لعموم الشباب المغربي؟ رسالة الشبيبة الاشتراكية إلى عموم الشباب المغربي تجد كنهها في ما أشرنا إليه كأجوبة عن أسئلة حارقة لامست الواقع بتجرد، من ورائها تنبع مسألة الثقة في العمل السياسي والحزبي لشبابنا، فدعوتنا صادقة إلى بناء صرح جديد من العمل الصادق بثقة في الصالح تميزا بينه وبين الطالح، بكل تفاؤل نقول للشباب أنتم المستقبل بحكم الطبيعة، أصواتكم محدد رئيسي في التغيير، فاختاروا الأفضل، مشاركتكم وحضوركم وتصويتكم يعني سد الباب أمام المفسدين والمفسدات، دعمكم للاختيار الصائب يقوى حظوتكم في المشهد السياسي ويفتح المجال للإصلاح والتغيير كما نراه ونصبو إليه من داخل المؤسسات، بكل وطنية صادقة ندعوكم إلى الانخراط معنا وإلى جانبنا في معركة الانتصار على الفساد ومحاربة كل تمظهراته، لنذهب بكثافة يوم 04 شتنبر 2015 المقبل إلى صناديق الاقتراع ونقول كلمتنا بكل كرامة وعزة نفس، مبرزين أن شباب مغرب اليوم له دور أساسي، وسيكون له دور أكبر في تحقيق الرهان . إن الشبيبة الاشتراكية لواثقة من قدراتكم أيها الشباب، متأكدة من وعيكم وكفاءاتكم، فأبرزوا ذلك عمليا في اختيار من يمثلكم ويقرر في مصير مدننا وقرانا، لنضع يدا في يد من أجل مغرب الغد، تدعيما لمسار الديمقراطية التمثيلية بكل تجرد ونكران الذات، لنعمل على تصحيح الأوضاع بالقول والفعل والعمل دون كلل ولا ملل، فالمغرب محتاج إلى سواعد شبابه وشاباته من أبناء هذا الوطن لأجل البناء والنماء.