أجمع ممثلو الشبيبات الحزبية على أن الحراك السياسي في المغرب أحيى الأمل في رؤية إصلاحات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية وأعاد للواجهة الدور الذي يمكن أن تلعبه النخب السياسية في تجديد هياكلها التنظيمية، لضمان مشاركة واسعة للشباب في الاستحقاقات المقبلة. خالد لشهب عضو تنسقية الدارالبيضاء في شبيبة التجمع الوطني للأحرار "الجنرالات" يقطعون الطريق على وصول الشباب إلى مراكز القرار قال خالد لشهب، عضو التنسيقية الجهوية لشبيبة التجمع الوطني للأحرار، بالدارالبيضاء، أن هناك أشخاصا سماهم صلاح الدين مزوار، رئيس الحزب، "جنارالات"، يحاولون منع الشباب من تنظيم مؤتمراتهم في بوزنيقة، ومناقشة الاستحقاقات المقبلة. واعتبر أن هناك صعوبات كبيرة داخل الحزب، تواجه الشباب والطاقات الجديدة للوصول لمراكز القرار، بسبب وجود أشخاص أمضوا أزيد من 30 سنة في الحزب، الذين يحاولون بكل قوتهم قطع الطريق أمام وصول الشباب لمراكز القرار وإبراز طاقتهم، وأكد لشهب أن هذا الوضع ليس حكرا على حزب التجمع الوطني للأحرار، بل يسود في جل الأحزاب السياسية. وقال "على بعد شهر ونصف الشهر على الانتخابات، لم نعرف كيف يجري تحضير لائحة الشباب، الذين سيترشحون للانتخابات، لأن هناك تعتيما كبيرا ومزايدات مالية من قبل الجنرالات في تحضير اللوائح، إذ هناك أشخاص يأتون من جهة سوس، ويفرضون على رأس اللوائح في الدارالبيضاء". وأوضح المتحدث أن هناك محاولات جادة لمواجهة هذا الوضع، على الأقل على مستوى جهة الدارالبيضاء، عبر الوسائل المتاحة، لإيصال صوتهم إلى الدوائر العليا، لأن "لا يعقل أن نظل نناضل، وفي الأخير نفاجأ بغرباء على رأس اللوائح، هذا رغم أننا لطالما راسلنا رئاسة الحزب لتتدخل وتعالج الوضع السائد" حسب قوله. صلاح الدين مبروم عضو الكتابة العامة لشبيبة العدالة والتنمية النخب السياسية ما زالت تتحدث بمنطق الشيخوخة ترفض شبيبة العدالة والتنمية، حسب صلاح الدين مبروم، عضو الكتابة العامة، منطق الكوطا في الترشح للانتخابات، لأنه يمس تمثيلية أي فئة من المجتمع، وأوضح المتحدث أنه حين فرضت "الكوطا" داخل الأنظمة والقوانين جرى تبنيها. ويعتبر مبروم أنه لو كانت هناك إرادة لدى النخبة السياسية لتجديد النخب، لكانوا سباقين إلى مساندة الشباب ودعمهم في مسارهم السياسي، خاصة في ظل هذا الحراك السياسي، الذي يشهده العالم العربي، وأضاف "كنا سنجد الشجاعة لدى الأحزاب لإعطاء فرصة للشباب، لأنهم هم المؤهلون أكثر لتقديم إضافة نوعية للعمل السياسي في المغرب". وأشار مبروم إلى أن حركة 20 فبراير كان لها دور أساسي في جلب مجموعة من المكتسبات، التي تحقق جزءا منها الآن، ولولاها، حسب قوله، لما كان هناك إعادة النظر في الدستور، وتراجع مجموعة من لوبيات الفساد...، وأوضح أن للحركة دورا أساسيا في المرحلة المقبلة للضغط من أجل تنفيذ هذا المشروع على أرض الواقع. واعتبر أن النخب السياسية ما زالت تتحدث بمنطق الشيخوخة في ممارستها السياسية، وقال "إن هذا هو ما يعيق صعود وتكوين نخب سياسية جديدة، رغم أن مطلب التجديد تبناه الشارع المغربي، الذي أعياه رؤية الوجوه نفسها بعد كل انتخابات، لأن الأحزاب تعتمد أساليب الكلاسيكية في اختيار المرشحين". علي اليازغي الكاتب العام للشبيبة الاتحادية المؤسسات الحزبية تعاني اختلالا عميقا أكد علي اليازغي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، أن اللائحة الوطنية للشباب تعد إجراء استثنائيا، لحل المشكل الحقيقي المطروح في الساحة السياسية على الأحزاب، وهو تجديد النخب السياسية، موضحا أن هذا الإشكال أثبت أن هناك اختلالا عميقا داخل المؤسسات الحزبية. وجدد اليازغي دعمه للمبادرة الوطنية لخلق نفس جديد داخل المؤسسات الحزبية والحقل السياسي بصفة عامة، واعتبر أن اللائحة الوطنية للشباب تعد إجراء يستجيب للتطور، الذي عرفه المجتمع و تركيبته البشرية، فبالرغم من رمزية هذه التمثيلية من حيث محدودية عدد المقاعد، إلا أنها ستمكن الشباب من استرجاع الثقة في العمل السياسي، كما أنها بداية حقيقية، لتمثيلية نخبة شابة داخل قبة البرلمان. كما اعتبر أنه من الضروري أن يؤخذ بعين الاعتبار رأي الشبيبة الاتحادية في اختيار تمثيليتها في اللائحة الوطنية للشباب. إدريس الرضواني الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية الزمن السياسي متأخر عن الشباب المغربي اعتبر إدريس الرضواني، الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، أن قضية تمثيلية الشباب داخل البرلمان، مسألة موضوعية، وليست موضة سياسية، بسبب الدستور الجديد الذي أعطى مكانة خاصة للشباب و دوره في المشهد السياسي، حيث أن التوجه الملكي أصبح يركز على ضرورة انخراط الشباب في الحياة السياسية والمؤسسات الحزبية، كما أشار أن الشباب يمثل أكبر شريحة عمرية في المجتمع المغربي، مما يجعل عملية تجديد النخب ضرورة ملحة، لضخ دماء جديدة داخل المشهد السياسي. وأكد على أن اللائحة التي سيقدمها حزب التقدم والاشتراكية، ستعتمد مساطر ديمقراطية تأخذ بعين الاعتبار النقاش بين قياديي الحزب وجميع فعالياته، لإيجاد الصيغة المثالية لوضع هذه اللائحة، واعتبر الرضواني أن الزمن السياسي متأخر نوعا ما عن الشباب المغربي، لالتحاقه المتأخر بالعمل السياسي، مما يجعل متوسط السن يتراوح بين الثلاثين و الأربعين سنة. عبد القادر الكيحل الكاتب العام لشبيبة حزب الاستقلال الواقع الانتخابي لا يساعد الشباب على الترشيح أفاد عبد القادر الكيحل، الكاتب العام لشبيبة حزب الاستقلال، أن اللائحة الوطنية للشباب إحدى الآليات التي ستمكن الشباب من ولوج قبة البرلمان، وستساهم في تشبيب النخب السياسية، على اعتبار أن الواقع الانتخابي لا يساعد الشباب على الترشيح في اللوائح المحلية، نظرا للأعطاب التي تشوبها، مثل تواجد الأعيان واستعمال المال، وبالتالي فاللائحة الوطنية تعتبر مشجعة للشباب، ولو أنها غير كافية، لكنها ستعطي فرصة للوصول إلى قبة البرلمان. وأكد الكيحل، أن الشباب يجب أن يسترجع الثقة في العمل السياسي، بمساهمة الأحزاب، التي يجب أن تساهم في التشبيب، ولا تراهن فقط على عدد المقاعد عن طريق ترشيحهم في اللوائح المحلية. وأشار الكيحل أن المؤسسات المقررة في الحزب، هي من ستتكلف بتلقي الترشيحات، علما أن اللجنة التنفيذية لا تتدخل في هذه العملية، لتبقى الكلمة الأخيرة للمجلس الوطني، عن طريق الانتخاب الديمقراطي، كما ذكر أن الاتفاق على سن الأربعين، كسقف للترشيح كان بالإجماع خلال النقاش بين مختلف المنظمات الشبابية. حاتم حجي منسق "الحركة التصحيحية" في حزب الأصالة والمعاصرة لوبي فساد يسعى جاهدا إلى تغييب الشباب عن هياكل الحزب قال حاتم حجي، منسق "الحركة التصحيحية 24 يونيو" في حزب الأصالة والمعاصرة، إن هذا الأخير ليست له تمثيلية للشباب في الجهات والأقاليم، لأن الهياكل الأخرى للحزب، تريد التحكم في التزكيات على مستوى المكتب الوطني. واعتبر أنه إذا كان هناك تنظيم حزبي قوي، فعليه أن ينتج نخبا شابة من الأقاليم، عبر مكاتب محلية وإقليمية، لكن هذه الإمكانية لا تتوفر لدى الحزب. وأكد حاتم أن أعضاء المكاتب الجهوية، لطالما وجهوا نداءهم وشكاياتهم إلى الأمانة العامة للحزب، لمواجهة هذا الوضع، إلا أنهم لم يجدوا آذانا صاغية، ليستمر تغييب الشباب عن الهياكل. وقال حجي " على مستوى جهة الدارالبيضاء مثلا، هناك صراع بين المنسق الجهوي للشباب مع جل المنخرطين في الحزب، كما أن تقارير الاجتماعات لا ترفع إلى الأمانة العامة للحزب". وحمل المتحدث مسؤولية هذا الوضع إلى ما أسماه "لوبي فساد"، يسعى جاهدا إلى تغييب الشباب عن هياكل الحزب، ليحقق أهدافه الضيقة، كما أنه لا يريد تكوين شبيبة حزبية قوية، تقتسم معه الهواء حسب تعبيره. وقال إنه كانت هناك إرادة قوية لتأسيس شبيبة حزبية، إلا هناك بعض الأشخاص الذين نسفوا هذا الجهد، وخلقوا مجموعتين متصارعتين.