أفادت مصادر مطلعة أن قياديين في "التيار الوحدوي" الذي يقوده محمد الساسي عضو المكب السياسي بالحزب الاشتراكي الموحد، يستعدون لمغادرة حزب "الشمعة" لمواصلة خطوات الاندماج في فيدرالية اليسار رفقة حزبي المؤتمر الوطني الاتحادي والطليعة الديمقراطي الاشتراكي. وأفادت مصادر متطابقة أن قياديين في التيار الذي تم الإعلان عنه قبل أيام، فقدوا الأمل في أي إصلاح ل"الخطأ القاتل" الذي ارتكبته الأمينة العامة، لما قررت خوض الانتخابات برمز "الشمعة" بعيدا عن ائتلاف فيدرالية اليسار، خصوصا أنها "رفضت الدعوة لعقد المجلس الوطني". ويخطط أعضاء التيار الجديد لمواصلة خطوات الاندماج في فيدرالية اليسار لتأسيس حزب اليسار الكبير، "ليس كأفراد ولكن كمكون سياسي، في إطار تيار اليسار الوحدوي"، حسب ما أفاد ذات المصدر. وعبر أزيد من 100 عضو ببرلمان الاشتراكي الموحد عن رفضهم للخطوة التي أقدمت عليها زعيمة الحزب، المتمثلة في سحب توقيعها من التصريح المشترك الذي سبق أن قُدِّمَ إلى وزارة الداخلية، والذي يقضي بالتقدم إلى انتخابات 2021 بترشيحات موحدة للأحزاب الثلاثة (الحزب الاشتراكي الموحد، والمؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي) كما جرت العادة بذلك منذ 15 سنة، وتحت لواء رمز واحد هو (الرسالة). ووصف الغاضبون في بلاغ جرى تعميمه على الرأي العام، قرار منيب ب "الصادم"، معتبرين أن القرار الذي قُدِّمَ باسم قيادة الحزب الاشتراكي الموحد يتناقض مع التوجه الذي رسمته أرضية (الأفق الجديد) التي حازت على 80% من الأصوات في المؤتمر الأخير للحزب، والتي أوصت مناضلي الحزب أن يتصرفوا، مع باقي مناضلي الفيدرالية، من الناحية العملية، كأعضاء حزب واحد، وأن يكثفوا كل أشكال التعاون والتنسيق والتشاور اليومي والعمل الموحد لتهيئة شروط الحدث التاريخي المتعلق بالاندماج. ويضم "التيار الوحدي" الذي يقوده الساسي ومجاهد، أزيد من120 عضوا ينتمون لفروع الحزب في الجهات والأقاليم، والتنظيمات الموازية له، مما سيؤدي بالحزب إلى فقدان كفاءات وازنة في العديد من المدن والأقاليم قبل موعد الانتخابات المقبلة. وأكد "التيار الوحدي" في ورقته التأسيسية، على ضرورة تكوين تيار جديد داخل الحزب، جوابا على مظاهر وأوضاع قائمة في الحزب الاشتراكي الموحد، ومن أجل العمل الجماعي الجاد والهادئ حتى لا تعصف هذه الأوضاع برصيد الحزب، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه. ويعود الخلاف داخل الحزب الاشتراكي الموحد بين منيب وتيار الساسي، حول ورقة سياسية تسير نحو الاندماج وتوحيد الأحزاب الثلاثة المكونة لفيدرالية اليسار، لكن الخلاف اشتد بين رفاق منيب وأنصار الساسي، مما جعل الخلاف والصراع ينتقل إلى مكونات الفيدرالية التي ترى في مشروع الوحدة مشروع تفرضه الظروف السياسية والانتخابات. فأعضاء في المكتب السياسي الداعمين للأمينة العامة يرون أن الأرضية السياسية التي جاء بها رفاق الساسي ومجاهد، يجب أن تناقش داخل الحزب وليس خارجه أو على مستوى الإعلام، الشيء الذي زاد مخاوف منيب في تحكم التيار الجديد في الحزب والضغط عليه للإسراع في مشروع الإدماج مع الأحزاب الحليفة الأخرى. وفي بلاغ مشترك لهما، قبل أيام، اعتبر حزبا المؤتمر الوطني الاتحادي والطليعة الديمقراطي، أن سحب حزب الاشتراكي الموحد لتوقيعه من التصريح المشترك بالتحالف الانتخابي بين الأحزاب الثلاثة، "يعني ضمنيا وعمليا الانسحاب من فيدرالية اليسار الديمقراطي وهيآتها الوطنية والمحلية". وأعلن الحزبان، بعد اجتماع ضم المكتب السياسي ل"المؤتمر" والكتابة الوطنية ل"الطليعة" عن خطوات في اتجاه الاندماج في إطار فيدرالية اليسار، بالموازاة مع التحضير للانتخابات المقبلة.