يشتد الخلاف بين التيارات المكونة للحزب الاشتراكي الموحد، بسبب اختلاف الآراء حول الاندماج مع مكونات فيدرالية اليسار، وتدبير القيادة للحزب، ما أدى إلى انبثاق تيار جديد يحمل اسم "اليسار الوحدوي" أسسه قيادات من داخل الحزب. وأوضحت مصادر موثوقة، من داخل حزب الاشتراكي الموحد، ل"الأيام 24″ أن تيار نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب، ترى أن شروط اندماج مكونات فيدرالية اليسار في حزب موحد لم تنضج بعد، وبالتالي يجب الاندماج بعد الانتخابات بسنة، وتيار آخر يعتبر أن الشروط ناضجة، ويجب تسريع عملية الاندماج". وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن التيار الجديد تقوده، قيادات من داخل الحزب، وهم محمد حفيظ نائب الأمينة العامة، وفاطمة الزهراء الشافعي، محمد الساسي، مصطفى الشناوي، وكريم التازي. واعتبر هؤلاء خلال أرضية تيارهم" اليسار الوحدوي"، أن "المؤتمر السابق حسم في قضية الاندماج وهو عكس ما أبداه غالبية أعضاء المكتب السياسي بالتحفظ المبدئي عن الاندماج"، في إشارة لتيار منيب.
منيب: الرفاق حرفوا سهام الانتفاضة
منيب خرجت للرد في تدوينة لها على صفحتها ب"فيسبوك"، على التيار الجديد، لتعلن أن "الاشتراكي الموحد، وباقي مكونات الفيدرالية، حرفوا سهام الانتفاضة والثورة الموعودة بمشاكلهم الداخلية، التي غدت تطغى بشكل مخجل على ما يجب الاهتمام به اليوم والتنظير له، والانكباب على إنجازه والتعبئة له ومن أجله".
وأضافت منيب أنه في ظل الأزمة العالمية المركبة، والتنكر للديمقراطية وللقيم الإنسانية واستفحال الفوارق، "يلزم اليسار كفكر ومشروع يستند إلى مبادئ التضامن والمساواة والتحرر والعدل، أن يعيد مراجعة أوراقه ليكون مؤهلا للعب دور مشرف في هذه المحطة الحاسمة التي تعاني فيها الشعوب من ويلات الأزمات الداخلية والخارجية، مما جعل هاته الأخيرة تنتفض وتستغيث وتتشبث بأمل التغيير بواسطة مشروعنا الأمل".
بوطوالة: خلاف سيؤثر على الترشيح المشترك
وفي هذا السياق اعتبر علي بوطوالة الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أحد مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، في تصريح ل" الأيام 24″، أن "الصراع الدائر الآن داخل الحزب الاشتراكي الموحد، قد يؤثر في منحى تصريح الترشيحات المشتركة، التي قدمناه لوزارة الداخلية، والذي وقع عليه أمناء الأحزاب الثلاثة قبل أسبوع من الآن."
وأشار بوطوالة إلى أن "المشاركة في الانتخابات المقبلة بترشيحات مشتركة بين أحزاب فيدرالية اليسار، هو قرار حسم فيه سابقاً، في إطار الهيئة التنفيذية، التي قررت أن تكون ترشيحاتنا مشتركة في جميع اللوائح المحلية، والجهوية، ولوائح مجلس النواب".
وفي حالة لم يتم إيجاد حل للخلافات الداخلية، وقرر الاشتراكي الموحد الانسحاب من الترشيح المشترك، وهو أمر لا نرغب فيه يقول بطوالة "سنذهب للانتخابات محافظين على التوجه اليساري الموحد، بالاندماج مع حزب المؤتمر الوطني الاتحادي فقط، وسندخل غمار الانتخابات. "