دعت المكاتب السياسية لمكونات "فيدرالية اليسار الديمقراطي"، وهي حزب "الاشتراكي الموحد" وحزب "المؤتمر الوطني الاتحادي" وحزب "الطليعة"، جميع مناضليها إلى توفير الشروط وتهيئة المناخ العام لتوحيد الأحزاب اليسارية الثلاثة في حزب واحد؛ وهو المطلب الذي ظلت ترفعه قيادة اليسار المغربي منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولكنها لم تنجح في ذلك إلى حدود اليوم، بالرغم من ظهور حركات احتجاجية قوية (حركة 20 فبراير وحراك الريف نموذجاً). مكونات "فيدرالية اليسار" جددت، في بلاغ لهيئتها التنفيذية عقب اجتماع لها بالدار البيضاء، دعوتها إلى أعضاء الأحزاب الثلاثة ل"بذل مجهودات مضاعفة محليا ووطنيا على المستوى التنظيمي والعمل الإشعاعي والتواصل الدائم مع محيطهم من جهة، للمساهمة بفعالية في المسار النضالي الذي يخوضه المغاربة دفاعا عن حقوقهم الأساسية الرامية لتحقيق العدالة المجالية والكرامة الإنسانية: التعليم الصحة السكن الشغل... ومن جهة ثانية لتوفير الشروط وتهيئة المناخ العام لإنجاح صيرورة الاندماج والعمل على استنهاض دور اليسار المغربي في تحقيق الديمقراطية بأبعادها الشاملة". وتفادياً للخلافات التنظيمية التي ظهرت بين مكوناتها خلال الانتخابات التشريعية الماضية، خصوصا على مستوى الصراع على اللوائح الانتخابية في بعض المدن، قررت الفيدرالية اليسارية تكوين هيئات تنفيذية محلية في عدد من أقاليم المملكة كخطوة تنظيمية أولى تسبق "الاندماج المنشود"، يكون هدفها الأولي هو تقريب وجهات النظر بين قواعد الأحزاب في أفق إنضاج فكرة الاندماج. علي بوطوالة، الكاتب العام لحزب "الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، قال، في تصريح لهسبريس، إن ما جاء في بلاغ الفيدرالية "يعكس الموقف المبدئي للأحزاب المكونة للتحالف، وهو السير نحو الاندماج؛ ولكن يجب إعداد الشروط الضرورية على المستوى الفكري والنظري والخط السياسي الذي يعتبر واضحاً من خلال اتفاق الجميع على مطلب الملكية البرلمانية. واعترف القيادي اليساري بأن لمّ شمل شتات اليسار المغربي في حزب واحد وتقوية موقعه داخل الساحة الوطنية لا يزال يُعيقه عدة عراقيل؛ أبرزها الخلاف الحاصل بين مكوناتها محلياً وإقليمياً، بالرغم من اتفاق القيادة وطنياً، وبالتالي يُوضح بوطوالة "فإن فيدرالية اليسار ستواصل العمل بالصيغة الحالية في المرحلة الراهنة تفادياً لتكرار أخطاء الماضي". ويرى بوطوالة أن الخلافات الفكرية أو السياسية، التي تظهر بين الفينة والأخرى بين مكونات الفيدرالية خلال محطات مختلفة، ترجع بالأساس إلى اختلاف المسار التاريخي لكل حزب على حدة؛ ولكن على مستوى الأوراق السياسية "فقد وقع اتفاق بيننا جميعاً في أفق بناء الحزب الاشتراكي الكبير"، يضيف المتحدث الذي يُشدد على أن الهدف المنشود دائماً "هو خلق جبهة اجتماعية يسارية تلتقي فيها كافة القوى الديمقراطية والتقدمية للدفاع بشكل موحد على قضايا الشعب المغربي". ومن المرتقب أن يُحدد مؤتمرا كل من "الاشتراكي الموحد" و"المؤتمر الوطني الاتحادي" المقبلان موقفهما النهائي من الاندماج في حزب واحد، خصوصا أن هناك أطرافاً داخل الفيدرالية تُعارض هذا التوجه؛ لأنها ترى أحزاباً معها "ضعيفة وفي طريقها إلى الموت".