قال الدكتور “محمد مجاهد” الأمين العام السابق وعضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، أن الاندماج بين المكونات السياسية المشكلة لفيدرالية اليسار الديموقراطي، ليس هدفا أساسيا بحد ذاته، وإنما هو محطة تنظيمية وسياسية لخلق شروط أرحب وافضل، وفرض ظروف مناسبة لكافة اليساريين من أجل تجديد اليسار وخلق بديل جديد ينمو ويتطور، حتى يصبح مقنع للشعب المغربي، ويحفزه على الإنخراط بقناعة في هذه السيرورة النضالية . مجاهد في الندوة التي نظمهتها أحزاب الفيدرالية اليسار المكونة من “حزب الطليعة الديموقراطي الإشتراكي والحزب المؤتمر الوطني الإتحاد والحزب الإشتراكي الموحد”، مساء السبت الماضي بمدينة تطوان، تحث عنوان: “ندوة فيدرالية اليسار الديمقراطي وأفق الاندماج” تحدث عن سياق الإعلان عن الفيدرالية، مستحضرا مرحلة ما بعد حركة 20 فبراير ، وما عرفته من استمرار لنفس نهج سياسة التسلط والاستبداد ، وعدم قدرة النظام المخزني على تحقيق شروط الاستقرار بدليل الحراكات الاحتجاجية المتصاعدة التي عرفتها البلاد . إذ أبرز أسس الاندماج التي ساهم فيها مناضلات ومناضلي الاحزاب الثلاثة المبنية على الوضوح في شعار المرحلة ” الملكية البرلمانية ” ، ووضوح في التناقضات التي تميز الوضع السياسي من خلال الصراع بين المشروع الديمقراطي ومشروع الأصولية الدينية والاصولية المخزنية ، والوضوح أيضا في الثقافة التنظيمية التي تقطع مع ثقافة الزعيم والتأكيد على المواطنة الحزبية والعمل الجماعي . هذا وقد أكد ذات المتدخل،على أهمية زمن الاندماج، إذ لا مجال لهدر الزمن السياسي لأن ما تم إنجازه من مشاريع أوراق ومبادرات تنظيمية كفيل بإنجاز مشروع الاندماج. بالمقابل أبرز الأستاذ “عبد الله الزايدي” عضو اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الدور التاريخي لليسار بالمغرب من خلال نضالاته وتضحياته الجسيمة، مؤكدا أن الاندماج ليس رغبة ذاتية وإنما هو معطى حضاري تفرضه المرحلة الراهنة التي يتعرض فيها اليسار لحرب مفتوحة من طرف الاصوليتبن الدينية والمخزنية التي تحاول عبثا محاصرة المشروع الديمقراطي المنشود . وأضاف ذات المتدخل: “فاليسار رغم تغير القوانين الدولية فهو مازال على ثوابته المبدئية رغم الصعوبات المرتبطة بالتجدد الفكري والايديولوجي”. واعتبر الزايدي الاندماج سيرورة توحد الاختلاف بهدف تحقيق الحلم الديمقراطي الحقيقي ببلادنا ، وذلك لن يتأتى إلا بالتوحيد والبناء والنضال الديمقراطي وتجاوز المعيقات ، معتبرا الاندماج آلية تنظيمية مرحلية كفيلة بإنجاز المشروع الديمقراطي الحقيقي ، وهو إجابة سياسية على المرحلة الدقيقة تنتظر منا الإسراع وربح الزمن السياسي الضائع في لحظة يزداد الاستبداد ليخلص في الأخير أن النقاش الموضوعي سيظل متجددا فاعلا في سيرورة الاندماج. أما “عبد الصمد العقاني” عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، فقد اعتبر الاندماج حاجة سياسية ومجتمعية ، وأن تجربة الفيدرالية أكدت على التفاعل الايجابي بين المكونات، وبين الفيدرالية وعموم الشعب المغربي من خلال التطور الحاصل في أدائها وانخراطها في مجمل القضايا السياسية والاجتماعية التي أطرت المرحلة بعد التأسيس وبروز تجاوب مهم في الاستحقاقات الأخيرة من حيث عدد الأصوات التي حصلت عليها الفيدرالية رغم غياب النزاهة الانتخابية . واعتبر العقاني أن الاندماج أيضا خطوة ضرورية لتجاوز الصعوبات والمشاكل المطروحة على مستوى الواجهة الاجتماعية بما يتطلبه الأمر من ترشيد العمل النقابي والحقوقي ، وآلية للتفاعل واتخاذ المواقف في حينها ، ومناسبة لتحقيق إضافة نوعية للتراكمات الحاصلة . كما أكد ذات المتحدث على ضرورة الاهتمام في سيرورة الاندماج بأهمية كبيرة للبرامج المحلية والتحضير الجيد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة للانتقال إلى مستوى التسيير الجماعي، والانفتاح على فئات واسعة تهم المهن وقطاع الخدمات والعمال والفلاحين …ومواكبة كل ذلك بتنويع الانشطة والتكوينات وتكثيف التواصل المحلي واستثمار التطور التكنولوجي في ممارسة الحياة الحزبية، خصوصا أن الرصيد التاريخي لمكونات الثلاث قادر بكل تأكيد على بناء الحزب الاشتراكي المنشود .