انبثق من زوبعة الصراعات داخل الحزب الاشتراكي الموحد، تيار اليسار الوحدوي بقيادة محمد الساسي ومحمد مجاهد وعدد من أعضاء المكتب السياسي، يرتقب أن يعلن الانشقاق والالتحاق بفيدرالية اليسار بعد قرار الأمينة العامة نبيلة منيب بالانسحاب من تحت غطاء "الرسالة". التيار الوحدي الذي يتجه لوضع قطيعة مع حزب "الشمعة" صاغ أرضية تأسيسية يفصل فيها أسباب التأسيس يقول مقدمتها :" لقد استشعر عدد من مناضلي ومناضلات الحزب ضرورة تكوين تيار جديد، داخل حزبنا، جواباً على مظاهر وأوضاع قائمة في الحزب الاشتراكي الموحد، ومن أجل العمل الجماعي الجاد والهادئ حتى لا تعصف هذه الأوضاع برصيد الحزب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، وحتى نتجنب جميعاً مصيراً درامياً بدأت بعض ملامحه تتراءى لكل ذي نظر متفطن وحواس يقظة".
ويعرّف التيار نفسه في الأرضية التأسيسية التي اطلع عليها "الأيام24″ أنه " تيار اليسار الوحدوي هو تيار يساري تقدمي مؤمن بالديمقراطية الداخلية ومتشبث بتفعيل قواعدها المسطرة في نظامينا الأساسي والداخلي".
أما عن الأوضاع القائمة التي تحدث عنها التيار فيجملها في عدد من النقط لعل أبرزها توجيه الاتهام إلى منيب ومن في محيطها بتطبيق أرضية غير تلك التي صادق عليها المؤتمر الوطني الرابع "الأفق الجديد".
ويؤمن تيار الساسي بأرضية "الأفق الجديد" التي جاءت بفكرة الاندماج، حيث تم وضع السيناريو كما يلي: " سيكون علينا، في المدة المتبقية، تسريع وتيرة التنسيق والعمل الوحدوي بين تنظيمات وهياكل الأحزاب الثلاثة، وطنياً وإقليمياً ومحلياً وقطاعياً، طبقا للبرنامج المسطر، وخوض حوارات ولقاءات تحضيرية للحدث السياسي النوعي، وأنشطة عمومية تعبوية مشتركة في مختلف مناطق المغرب، وتنظيم الجامعات الموضوعاتية من طرف الفيدرالية بمعدل جامعة كل 6 أشهر، لتيسير شروط الاندماج، وتجسير العلاقات الرفاقية بين المكونات، وتُدمج، في هذه الجامعات، الفعاليات التي يمكن أن تسهم في بناء الاندماج مع تحبيذ تنويع مدن وجهات تنظيم هذه الجامعات.."
وينتقد اليسار الوحدوي تجاهل المؤتمر الوطني للحزب الاشتراكي الموحد الذي يمثل "المؤسسة السيادية"، وتصدر المجلس الوطني للمشهد وانفراده بقرار تأجيل الاندماج، وفق نص الأرضية.
ثم يقول إن هنالك شروطا غامضا للإندماج، يشير إلى أن بعض الرفاق يرفعون الشعار التالي: لا اندماج قبل إنضاج الشروط، مضيفا أنه "عندما نسأل عن ماهية هذه "الشروط"، تُقَدَّمُ لنا قائمة طويلة من الاشتراطات، وتُضاف إليها في كل يوم اشتراطات جديدة، ولا يتم إجلاء الغموض المحيط بهذه الاشتراطات، ولا يتم الحديث عن المدى الزمني الذي يكفي لتحقيق فحواها، ولا يتم تحديد نوع العلاقات القائمة بين ما يجري الآن في حظيرة هياكل الفيدرالية (ندوات – جامعات – لجان) وما يجب أن يجري حسب منطق رافعي لواء تلك الاشتراطات، ولا علاقتها بما تَمَّ الاتفاق عليه في المؤتمر الوطني وفي اجتماعات الهيئتين التنفيذية والتقريرية للفيدرالية".
كما أشار التيار الوحدي الذي يطمح للانتصار لفكرة الاندماج، إلى "تجاهل رسالة محمد بنسعيد آيت إيدر"، التي وجهها إلى مكونات فيدرالية اليسار ونشطاء اليسار المغربي، بمناسبة ذكرى تأسيس الفيدرالية، وأبرز أنه " في الوقت الذي تفاعل فيه كل من حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إيجابياً، مع مبادرة المناضل بنسعيد، وجرى توجيه رسالة جوابية مشتركة من طرف قيادتي الحزبين، تَمَّ تجاهل الرسالة من طرف قيادة الحزب الاشتراكي الموحد وإهمالها وعدم إيلائها العناية اللازمة".
وعن التوجهات العامة يقدم التيار نفسه على أنه سيعمل على إعادة الاعتبار لأرضية الحزب، وأنه تيار "ملتزم بالخط الوحدوي لتقديم عرض سياسي جديد"، وأعلن أن الحزب الجديد سيتم تأسيسه بعد الاستحقاقات الانتخابية.
ويبدو أن رسالة آيت إيدر أصبحت من الأوراق المرجعية للتيار، حيث ثمّن مضامينها ووضعها رابعة ترتيب التوجهات العامة، مؤكدا "على خيار الاندماج، بصيغة تفيد، ربما، بأنه خيار لا رجعة فيه".