وجدت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نفسها في قلب زوبعة، على بعد أشهر قليلة من محطة الانتخابات، حيث تفجر الاجتماع الأخير للمكتب السياسي لل"psu" بعد إعلان قياديين على ميلاد تيار جديد باسم "اليسار الوحدوي". وأفادت مصادر قيادية من داخل الاشتراكي الموحد لجريدة "العمق" أن التيار الجديد يدعو إلى الوضوح داخل الحزب ومع الحلفاء في فيدرالية اليسار الديمقراطي، ووضع قطار الاندماج على سكته، كما يدعو إلى احترام مقررات المؤتمر الأخير وتوصيات الهيئة التقريرية. وأضافت مصادر "العمق" أن "اليسار الوحدوي" دعا أيضا إلى رفع مستوى النقاش السياسي داخل الحزب، وانتقد بعض "مظاهر الاستبداد والنزوع نحو تقديس القيادة خاصة شخصية الأمينة العامة التي إذا تكلمت الأمينة العامة انتهى الكلام". "اليسار الوحدوي" يشكل جزء كبيرا من الأغلبية التي منحت ولاية ثانية لمنيب في المؤتمر الأخير، حيث وقع عليه أعضاء بالمكتب السياسي وعدد من كتاب الجهات وكاتبة الشبيبة "حشدت"، وعدد من رموز الحزب واليسار، من قبيل الأمين العام السابق محمد مجاهد، ومحمد الساسي، ومحمد حفيظ ، وعبد السلام الباهي، ونجيب أقصبي، وكريم التازي، ومحمد العيساوي، وغيرهم. وكان المؤتمر الرابع للحزب الاشتراكي الموحد في 2018 قد عرف التنافس بين ثلاث أرضيات، هي "الأفق الجديد"، "اليسار المواطن" والمناصفة والتغيير الديمقراطي"، حيث فازت أرضية "الأفق الجديد ب80% من الأصوات، لتصبح هي الأرضية الرسمية التي ينبغي تسيير الحزب وفق ما جاء فيها. ويظل الاختلاف الجوهري بين أرضية "الأفق الجديد" وأرضية "اليسار المواطن" هو أن الأولى طرحت قضية الاندماج بين مكونات الفيدرالية ضمن الولاية الحالية للأجهزة المنبثقة عن المؤتمر، بينما تحفظت أرضية اليسار المواطن عن الإندماج واعتبرت أن شروطه غير لم تنضج بعد. وأوضحت مصادر "العمق"، أن قياديين في الاشتراكي الموحد لاحظوا تلكؤ الأمينة العامة في قضية الاندماج داخل فيدرالية اليسار الديمقراطي، وانزياحها عن أرضية "الأفق الجديد" مدعومة بتيار "اليسار المواطن"، فقرروا تأسيس تيار جديد من داخل الأغلبية لإعادة الاعتبار لمقررات المؤتمر الرابع وخلاصات الهيئة التقريرية التي توصي بتحقيق الاندماج شهورا بعد نهاية الانتخابات. ورغم أن الخلافات تفجرت في اجتماع المكتب السياسي الأخير الذي لم يدم إلا دقائق، إلا أن المشاكل الحقيقة بدأت بعد آخر دورة للهيئة التقريرية لفيدرالية اليسار التي أوصت بتحديد سقف للاندماج وعدم عقد المؤتمرات الوطنية للأحزاب والتصويت على هذا الالتزام داخل المجالس الوطنية للأحزاب الثلاث، تضيف مصادر "العمق". ورفضت نبيلة منيب، حينها، توصيات الهيئة التقريرية التي تم التصويت عليها بأغلبية ساحقة، فلجأت إلى المكتب السياسي الذي تتوفر فيه على الأغلبية لإصدار بيان مفاده عدم الالتزام بسقف محدد بحجة إنضاج الشروط. وفي هذا الصدد قال مصدر قيادي في الاشتراكي الموحد لجدريدة "العمق"، "في الواقع أصبحت أرضية اليسار المواطن هي التي يتم عمليا تصريفها داخل الحزب، وكان من تبعات عدم الوضوح مع الحلفاء في موضوع الاندماح فقدان الثقة بين الأطراف وهو ما سينعكس على الانتخابات حيث أصبحت التنازلات صعبة وليس كما كان يتم في السابق".