يشتكي سكان عدد من أحياء العاصمة الرباط ومدينة سلا من تلوث نهر أبي رقراق، وانبعاث روائح كريهة منه، وسارع منتخبو فيدرالية اليسار إلى التحذير من خطورة الوضع في ظل صمت رسمي لحد الآن. وأكد مستشارو الفيدرالية بمجلس مدينة الرباط، أنهم عاينوا "موجة تلوث كبيرة تدفقت على وادي أبي رقراق، مصحوبة برائحة كريهة". وأضافوا في بلاغ لهم أن المعطيات الأولية تشير إلى "أن مصدر التلوث، هو مطرح أم عزة، الذي تسربت منه عصارة الأزبال (lyxiviat) التي كانت مخزنة في المطرح منذ سنوات، دون أن تقوم الجهات المسؤولة عن المطرح، بأي حل لتجفيفها باستعمال التقنيات المتوفرة عالميا". ويقع مطرح أم عزة على بعد 30 كيلومتراً شرق العاصمة، ويعالج كل سنة ما يقارب 850 ألف طن من النفايات التي يتم جمعها من 17 جماعة تحيط بالرباطوسلا. وحمل المستشارون مسؤولية هذه "الكارثة البيئية الكبرى" لتجمع "العاصمة" الذي يسير مطرح أم عزة، والذي يترأسه ويسيره حزب العدالة والتنمية، وطالبوا "بفتح تحقيق قضائي ومن لدن شرطة المياه لمتابعة المسؤولين عن هذه الكارثة". وقال عمر الحياني، المستشار الجماعي عن الفيدرالية، في تصريح صحفي إن سبب المشكل هو مطرح أم عزة الذي "يعاني منذ سنين من مشكل تجمع عصارة الأزبال، التي يتم جمعها في أحواض، من أجل معالجتها بطرق معروفة، غير أن هذا الأمر لم يتم". وتابع أن "جمع العصارة بقي مستمرا دون معالجتها، وفي 2019 علمنا أن تجمع العاصمة الذي يضم 17 جماعة محيطة بالرباط، والذي يترأسه جامع المعتصم عمدة سلا، رفض حل المشكل، وعندما كثرت العصارة أرادوا تصريفها في البحر، وواجهنا ذلك بالرفض وقلنا لهم إن هذه العصارة جد سامة ومركزة جدا، وستقتل الحياة البحرية". "الأسبوع الماضي، تكسر أحد الأحواض، كان يضم أطنانا من العصارة التي تسربت إلى نهر عكراش الذي يصب في نهر أبي رقراق وهذا هو أصل المشكل. الرائحة الآن تزكم الأنوف في حسان والمدينة القديمة للرباط والمدينة القديمة لسلا وأحياء بورقراق وحي الفرح..." يقول الحياني مؤكدا أن ما يشعره بالصدمة، هو "عدم وجود أي رد فعل رسمي، لا من قبل الجماعة ولا من قبل الولاية، رغم أن الساكنة لا تتكلم سوى عن هذا المشكل". وكان عبد اللطيف سودو، نائب عمدة سلا، قد كتب في تدوينة على صفحته في الفايسبوك، أنه قام بزيارة ميدانية لفهم ما يقع، وتابع "وجدت مكان ولوج مياه التلوث للنهر بمنطقة عكراش، لم تتضح لي الرؤية لحد الآن، تابعت مسار مجرى الماء الحامل للتلوث، لازلت لم أجد المصدر، أنا لست إدارة، أنا فرد أجتهد لصالح الساكنة". وتحدث عن وجود إمكانيتين "تسرب من إحدى قنوات المياه العادمة بالقرب من مجرى الماء"، أو "تسرب مياه الليكسيفيا "عصارة النفايات" من مطرح أم عزة". وأضاف أنه لن يتسرع في التحليل "هناك مصلحة دائمة بمؤسسة التعاون العاصمة تقوم بذلك بمعية السلطات ومختلف الوكالات ذات الاختصاص". وزاد قائلا إن مؤسسة العاصمة كانت تنوي التعاقد مع شركة خاصة، بعد فشل الأولى في تدبير مطرح أم عزة "لكن جائحة كورونا لم تسعف الشراكات الدولية المختصة من المشاركة في الصفقة الجديدة". وفي تصريح صحفي، قال عبد اللطيف السوالم، رئيس الرابطة المغربية لأصدقاء البيئة والتنمية المتستدامة إن "الشركة المكلفة بمطرح النفايات لم تكن تقوم بمعالجة العصارة، وكانت تقوم بدلا من ذلك بجمعها، وجاء تصريفها في مجرى الوادي، وهو ما أدى إلى انبعاث هذه الرائحة". وانتقد غياب التواصل بخصوص ما يقع وقال "المجلس الجماعي قال إنه سيتتبع الموضوع، ونحن كنا ننتظر خروج بيان صحفي من مؤسسة العاصمة باعتبارها مسؤولة عن الملف". وأكد وجود مشكل في متابعة ملف البيئة في الجماعات المحلية، "لأنك إن قصدت أي جماعة محلية، في المغرب، ملف البيئة داخلها متشعب، ولا يشرف عليه مسؤول واحد، هناك مصلحة الصحة، ومصلحة التشجير...". وطالب بربط المسؤولية بالمحاسبة بخصوص ما يجري في نهر أبي رقراق وقال "مطرح النفايات كانت تشرف عليه شركة بعقد تدبير مفوض، يجب المحاسبة بناء على دفتر التحملات الذي عقدت على أساسه الصفقة".