دق مستشارو فدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس مدينة الرباط ناقوس الخطر بسبب تلوث رصدوه على مستوى وادي أبي رقراق، الفاصل بين مدينتي الرباط وسلا. وذكر المستشارون، في بلاغ صحافي توصلت به هسبريس، أن موجة التلوث الكبيرة تدفقت على الوادي ونتج عنها انبعاث رائحة كريهة وتغير في لون مياه الوادي. وحسب المعطيات التي أوردها المصدر ذاته فإن مصدر التلوث هو مطرح أم عزة، الذي تسربت منه عصارة الأزبال التي كانت مخزنة به منذ سنوات. ويقع مطرح أم عزة على بعد 30 كيلومتراً شرق العاصمة، ويعالج حوالي 850 ألف طن من النفايات سنوياً قادمة من 13 جماعة بكل من الرباط وسلا وتمارة. وقال المستشارون إن "الجهات المسؤولة عن المطرح لم تقدم على أي حل لتجفيفه عصارة الأزبال رغم توفر عدد من التقنيات الحديثة المعروفة عالميًا". وسبق لمستشاري الفيدرالية أن نبهوا إلى "الآثار الكارثية لسوء تدبير مسألة عصارة الأزبال في مطرح أم عزة"، وحملوا مسؤولية هذه الكارثة البيئية لمؤسسة التعاون "العاصمة"، التي تضم جماعات الرباط وسلا وتمارة، ويسير أغلبها منتخبون من حزب العدالة والتنمية. وذهب المستشارون، المحسوبون على المعارضة في مجلس الرباط، إلى المطالبة ب"فتح تحقيق قضائي ومن لدن شرطة المياه لمتابعة المسؤولين عن هذه الكارثة البيئية". وليست هذه المرة الأولى التي يثار موضوع مطرح أم عزة من طرف فدرالية اليسار الديمقراطي، فقد سبق أن تم التحذير سنة 2019 من خطوة التخلص من آلاف الأطنان من عصارة أزبال مطرح أم عزة في البحر. والعصارة التي تسمى (lixiviat) جد خطيرة على البيئة لاحتوائها على مواد عضوية سامة ذات تركيز عال، وعلى معادن ثقيلة سامة تضر بشكل كبير بسلامة الإنسان والمياه وجميع الكائنات الحية التي تتصل بها. وأضر هذا التلوث على مستوى وادي بورقراق بالصيادين التقليديين المشتغلين على ضفافه، كما أثار سخط بعض المواطنين الساكنين قربه بسبب انتشار رائحة كريهة من الوادي. وبحسب صور من عين المكان، تتوفر عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، تسبب التلوث في تغير لون مياه الوادي إلى الأسود بالقرب من مشاريع عملاقة، مثل المسرح الكبير وبرج محمد السادس.